أبو مازن وأبو اللطف يحسمان الخلاف حول الصلاحيات ويتفقان على ترتيب البيت الفتحاوي استعدادا للانتخابات

الملك عبد الله الثاني يحضر جانبا من اجتماعات مركزية فتح المتواصلة اليوم في عمان

TT

تواصل اللجنة المركزية لحركة فتح, اليوم اجتماعاتها التي بدأتها امس في العاصمة الاردنية عمان. وتناقش اللجنة جدول اعمال يشمل 16 بندا في مقدمتها الاوضاع داخل الاراضي المحتلة وترتيب البيت الفلسطيني وعلى وجه الخصوص البيت الفتحاوي, تمهيدا للانتخابات التشريعية, وتسوية الخلافات بين اطراف الحركة لا سيما في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي (ابو اللطف) ووزارة الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية.

وستبحث اللجنة ايضا في اجتماعها وهو الاول الذي تعقده بكامل اعضائها منذ اكثر من 8 سنوات, ومن المقرر ان يستمر ثلاثة ايام الدعوة الى انعقاد المجلس الوطني وبحث اعادة تشكيلته.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان الاجتماع الذي عقد مساء اول من امس بين الرئيس محمود عباس (ابو مازن) وابو اللطف واستمر ساعة ونصف الساعة قبل ان ينضم اليهما محمد غنيم (ابو ماهر) ورئيس الوزراء احمد قريع (ابو علاء), كان ايجابيا للغاية ونجح في تصفية الاجواء بين الرجلين وانهما كما قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الاوسط» «اتفقا على مجمل نقاط الخلاف وسوء الفهم».

وقال عزام الاحمد الوزير السابق عضو المجلس الثوري لحركة فتح لـ «الشرق الاوسط» «إن ابو مازن وابو اللطف توصلا الى اتفاق شامل, حول القضايا المطروحة كافة, وان الخلافات اصبحت جزءا من الماضي». واضاف الاحمد الذي لعب دورا كبيرا في جهود الوساطة بين الرجلين «ان هذا الاتفاق انهى ازمة حركة فتح نهائيا قبل 24 ساعة من اجتماعات اللجنة المركزية».

وقال مصدر مقرب من ابو اللطف لـ«الشرق الاوسط» «ان اللقاء حسم موضوع الخلاف بين ابو مازن وابو اللطف بشأن صلاحيات وزير الخارجية». واضاف «ان الرجلين اتفقا على الابقاء على الوضع كما كان عليه ابان عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات, وهو ان التعيينات في السلك الدبلوماسي ستتم بموافقة الرجلين وبتوقيعهما. كما اتفقا على ان تشكل الوفود التي تمثل السلطة بالاتفاق بينهما».

واتفق الرجلان على عقد المؤتمر السادس لفتح الذي جرى تأجيله الى اجل غير مسمى, وتشكيل لجنة لاتخاذ الترتيبات اللازمة لعقده بالاضافة الى تخويل السلطة بتحديد موعد الانتخابات التشريعية.

وكانت اللجنة المركزية باعضائها الاحياء الـ 15, قد عقدت امس برئاسة ابو اللطف في مقر المجلس الوطني الفلسطيني في عمان, جلسة صباحية استمرت قرابة خمس ساعات واعقبتها جلسة مسائية في الساعة التاسعة من الليلة الماضية استمرت حتى ساعات الفجر الاولى.

وقام العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بزيارة سميت بالـ«تضامنية» الى مقر الاجتماع, وحث اعضاء مركزية فتح على ضرورة التماسك ونبذ الخلافات وتوحيد الجهود لخدمة القضية الفلسطينية وعدالتها. واكد استعداد الاردن لتقديم كل الدعم للسلطة الفلسطينية كي تبسط سيطرتها على قطاع غزة والضفة الغربية وفرض هيمنتها بعد الانسحاب الاسرائيلي. وعرض الملك عبد الله خدمات الاردت للمساعدة في اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية الامنية.

واعتبر ابو مازن زيارة الملك عبد الله, دلالة واضحة على اهتمام الاردن بتوحيد الجهود الفلسطينية وتجاوز الخلافات لما فيه تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني. وكان رئيس الوزراء الاردني عدنان بدران قد حضر في وقت سابق الى مكان الاجتماع للترحيب بالمسؤولين الفلسطينيين واجتمع ايضا مع ابو مازن. وقال بدران ان الاردن «سيواصل دعمه الكامل للشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الشرعية في سعيهم لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة» مشددا على موقف الاردن الداعي الى ان يكون «الانسحاب الاسرائيلي من غزة جزء من خريطة الطريق».