قوات الاحتلال تخلي الفندق الاستيطاني وتغلق غزة في وجه اليهود من خارج القطاع

تل أبيب: نظير مجلي

TT

في خطوة وصفت بأنها «تمرين» على تنفيذ عملية الاخلاء الكبرى للمستوطنين في قطاع غزة، نفذت قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية والجيش، أمس، عملية اخلاء لحوالي 200 من المتطرفين اليهود احتلوا فندقا في مستوطنة نافيه ديكاليم في غزة.

وفي حين رأى المستوطنون في هذه العملية «تمرينا فاشلا» وقالوا انهم أفرغوا مخطط الجيش من مضمونه بانسحابهم «حيث ان المقاومة الحقيقية ستظهر لدى الاخلاء الكبير في أواسط اغسطس (اب) المقبل»، قال الناطق بلسان الجيش ان عملية الاخلاء أمس كانت بمثابة رسالة الى الفلسطينيين ومن خلالهم الى العالم كله. ومضمون الرسالة هو ان «كل من يتطاول على القانون سيعاقب وان الحكومة الاسرائيلية لن تتهاون مع المتطرفين اليهود وستتعامل معهم بقبضة حديدية».

يذكر ان الفندق كان مغلقا منذ بداية الانتفاضة. وفي يونيو (حزيران) الماضي دخلت اليه مجموعة من المستوطنين المتطرفين من سكان الضفة الغربية، الذين قالوا صراحة انهم سيستخدمونه كقاعدة انطلاق لمقاومة خطة الفصل. وراحوا ينفذون فيه أعمال ترميم جذرية. ولوحظ انهم يجعلون منه استحكاما عسكريا وليس مجرد فندق مرمم. اذ انهم أغلقوا مخارجه الجانبية بألواح الحديد الصب والفولاذ وأخذوا يخزنون الغذاء والمواد التموينية ويجمعون الحجارة.

وخططت قوات الأمن الاسرائيلية لاخلائهم في نهاية الأسبوع الماضي، الا ان النبأ تسرب الى المستوطنين فأبلغوا الصحافة واستنفروا القوى فانضم اليهم 600 مستوطن آخر. مما اضطر القوات الى التراجع عن تنفيذ الاخلاء. وفي ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية دعا وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، قادة الأجهزة الأمنية الى اجتماع طارئ اقرت فيه خطة اخلاء الفندق من جديد. وتم تضليل الصحافة اذ قيل ان هدف الاجتماع هو البحث في التطورات الخطيرة الناجمة عن ممارسات اليمين المتطرف والمستوطنين الذين نشروا المسامير وصبوا الزيت في الشارع الرئيسي تل أبيب - القدس. والبيان الوحيد الذي صدر عن هذا الاجتماع هو ان موفاز أمر قواته بالتحقيق في الاعتداء الدموي الاجرامي الذي نفذه المستوطنون ضد صبي فلسطيني واعتقال جميع المعتدين.

واصدر قائد اللواء الجنوبي للجيش، دان هرئيل، صباح امس أمرا مفاجئا باغلاق قطاع غزة في وجه اليهود الذين لا يقطنون فيه بشكل دائم وأرسلت قوة من حوالي ألفي شرطي وجندي الى هناك فطوقوا الفندق من جهة وأغلقوا طرق الوصول اليه من جهة المستوطنات وأمروا المستوطنين بالمغادرة بهدوء والا فان الشرطة ستقتحم المكان. وحاول بعض المستوطنين مقاومة الاخلاء، الا انهم قرروا في النهاية الانسحاب بهدوء. بل قيدوا أيديهم بشريط من القماش بشكل تظاهري يدل على انهم لا ينوون المقاومة.

وأكد الجنرال هرئيل على ان اغلاق غزة، أمس، هو لمدة 72 ساعة فقط قابلة للتمديد أو التقصير، حسب الأوضاع. وأوضح ان لا علاقة بين هذا الاغلاق وبين خطة الفصل التي سيتم بموجبها اخلاء المستوطنات. وقال «الاغلاق بموجب الخطة ستقرره الحكومة وليس الجيش».

وكان المستوطنون في الضفة الغربية قد حاولوا مساعدة المستوطنين في الفندق بواسطة فتح جبهات جديدة على الشرطة، الا انهم لم يتمكنوا من جمع أعداد كافية للاحتجاج هذه المرة. فاكتفوا باغلاق مدخل القدس لمدة عشر دقائق. فحضرت قوة من الشرطة وفرقتهم بالقوة. وبناء على ذلك، هاجم المستوطنون في غزة رفاقهم في الضفة «الذين يصرخون كثيرا لكنهم عند الحاجة اليهم اختفوا». ورد المستوطنون في الضفة باتهام مضاد فقالوا انهم فشلوا في ابلاغهم بالاخلاء في الوقت المناسب. وعلى اثر ذلك حضر الى قطاع غزة قادة مجلس مستوطنات الضفة وعقدوا اجتماعا طارئا للاستفادة من هذه التجربة في المرات المقبلة.