أول تجربة من نوعها: إطلاق قذيفة على سطح مذنب فضائي

بهدف إحداث حفرة كبيرة واكتشاف مكنونات الغبار الكوني

TT

في مهمة كونية رائدة لاكتشاف اسرار المجموعة الشمسية واصول نشوئها، سيلتقط العلماء الاميركيون صورا نادرة لمحتويات مذنب «تمبل ـ 1» اثناء اصطدام قذيفة فضائية موجهة بسطحه يوم الاثنين المقبل تمام الساعة الواحدة و52 دقيقة بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (السادسة و52 دقيقة بتوقيت غرينتش).

وسوف تطلق سفينة «ديب إمباكت» الفضائية الاميركية التي ستكون على مبعدة 83 مليون ميل (133.6 مليون كلم) عن الارض، قذيفة «إمباكت» التي ستتوجه بسرعة 23 الف ميل في الساعة (37 كلم/ساعة) الى مذنب «تمبل ـ 1» بهدف احداث حفرة كبيرة عليه واستكشاف «مكنوناته» من الغبار الكوني والمركبات الاخرى.

واطلقت السفينة، التي وصلت تكاليفها الى 333 مليون دولار، في يناير (كانون الثاني) هذا العام، وتهدف مهمتها الى تعريف العلماء بالمذنبات التي يطلق عليها اصطلاحا اسم «الجبال الجليدية للكون»، لاحتوائها على مواد متجمدة عريقة في القدم.

وهذه هي المرة الاولى التي تنفذ فيها أية وكالة فضائية في العالم برنامجا لضرب جرم كوني بقذيفة ضاربة، الامر الذي سيسمح للعلماء بالتقاط صور من القذيفة ومن السفينة للمذنب ومكوناته، بهدف التعرف على ظروف ميلاد المجموعة الشمسية، وحتى الآن لم يتمكن العلماء من الاقتراب من أي مذنب لاكثر من 167 ميلا (268.8 كلم) عندما التقط مسبار «ستارداست» غبارا من مذنب «ويلد 2» العام الماضي، الذي يتوقع ان تصل عيناته الى الارض العام المقبل.

وتزن قذيفة «امباكت» 820 رطلا (372 كلغم) ويصل طولها الى 39 بوصة (99 سم تقريبا)، وصممت بنظام للملاحة يوجهها نحو الهدف المطلوب الذي ستصوره الكاميرات. وسوف تصور السفينة «ديب إمباكت» المذنب، الذي يمتد على 9 أميال (14.48 كلم)، اثناء الضربة من مسافة تبعد 310 اميال (499 كلم) عنه، كما ستصور التلسكوبات الفضائية الاميركية عملية «الاصطدام العميق». ويسير المذنب حاليا بسرعة 66 ألفا و880 ميلا في الساعة (107 آلاف و600 كلم / ساعة) بينما تسير السفينة التي تلاحقه بسرعة 48 ألفا و990 ميلا في الساعة (78 ألفا و884 كلم / ساعة). وقبل ساعتين من حدوث الضربة ستبدأ السفينة بالتقاط الصور، كل 15 ثانية، واطلاق صواريخها لتعديل مسارها تهيؤا لـ«الاصطدام العميق».

* خدمة «يو اس ايه توداي»:

خاص بـ«الشرق الأوسط»