العد التنازلي لقمة الثماني يقترب.. والهوة تتسع بين موقفي واشنطن ولندن من مساعدة أفريقيا

بوش يجدد شروطه في مقابل إطلاق المساعدات.. وبراون «واثق» من التوصل إلى اتفاق حول «تسهيلات مالية دولية»

TT

بدأ العد التنازلي يقترب نحو موعد انعقاد قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني باسكوتلندا في السادس من الشهر الجاري، فيما بدأت الهوة تتسع بين الموقفين الاميركي والبريطاني بحدة إزاء المساعدات التي يمكن ان تقدمها الدول الغنية الى القارة الافريقية. ففيما اعلن وزير الخزانة البريطاني غوردون براون أمس أنه واثق من امكان التوصل الى اتفاق حول «تسهيلات مالية دولية» الى دول في القارة السمراء، أعلن الرئيس جورج بوش أنه مستعد لبذل المزيد من أجل افريقيا لكنه وضع شروطاً في مقابل اطلاق المساعدات.

وقال بوش في مقابلة نشرت أمس ان الولايات المتحدة ستخصص المزيد من الموارد لمساعدة افريقيا لكنها لن تفعل ذلك الا عند اقتناعها بان الحكومات الافريقية تتصرف من منطلق الاحساس بالمسؤولية.

وقبل أسبوع واحد من القمة التي تركز على المساعدات لافريقيا والتغيرات المناخية قال بوش ان لدى حكومته «سجلا عظيما» في قارة افريقيا وانها مستعدة لبذل المزيد من أجلها. وأضاف لصحيفة «ذي تايمز» اللندنية من دون تفاصيل «سنقدم بعض الالتزامات الاضافية». لكنه أوضح أن الولايات المتحدة مستعدة فقط لمساعدة الحكومات التي تعتقد انها تحسن انفاق الاموال.

وفي بادرة على انه لم يتم بعد التوصل لاتفاق بشأن افريقيا والتغيرات المناخية قال مسؤولون بريطانيون ان مسؤولين من مجموعة الثماني سيجتمعون خلال اليومين المقبلين في لندن لمحاولة التوصل لأفضل اتفاق ممكن. وتريد جماعات مكافحة الفقر من مجموعة الثماني مضاعفة مساعداتها المالية لأفريقيا وخفض الديون الافريقية وازالة الحواجز التجارية للسماح بدخول مزيد من المنتجات الافريقية للاسواق الغربية. ووافق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على كثير من مطالب هذه الجماعات.

واعرب وزير الخزانة البريطاني غوردون براون عن ثقته في امكان التوصل الى اتفاق حول اقتراحه ايجاد هيكلية تدعى «التسهيلات المالية الدولية» في القمة. وقال في معرض كلمته أمام مجلس العموم أمس ان بلاده تواصل البحث في مشروع «التسهيلات المالية الدولية» مع شركائها في مجموعة الدول الاكثر غنى في العالم، موضحا ان هذه المبادرة قد تطلق «اذا كانت هناك دول ترغب في المساهمة فيها». و«التسهيلات المالية الدولية» التي اقترحها براون مطلع السنة في اطار خطة مارشال لافريقيا والتنمية، تشكل هيكلية مالية تكفل من خلالها الدول الغنية قروضا تستفيد منها الدول الفقيرة. وتتناول المحادثات في القمة امكان تمويل جزئي لمبادرة «التسهيلات المالية الدولية» عبر فرض رسم خاص على بطاقات السفر وهو اقتراح فرنسي والماني، كما اوضح براون. واضاف «آمل ان نتمكن من التوصل الى اتفاق على آلية تمويل في الايام المقبلة». واوضح متحدث باسم وزارة الخزانة البريطانية ان براون يأمل في اصدار اعلان بشان مبادرة «التسهيلات المالية الدولية» في الايام المقبلة اثر محادثات مع نظرائه الاوروبيين.