قمة الاتحاد الأفريقي: مصر تقترح قناة تلفزيونية أفريقية .. وتوقع خلافات حول تمثيل دولتين في مجلس الأمن

TT

قالت مصادر دبلوماسية أفريقية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن ستة من قادة الدول الأعضاء بالجامعة العربية سيشاركون في القمة الخامسة التي ستعقدها دول الاتحاد الأفريقي وسط إجراءات أمنية مشددة في مدينة سرت الليبية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.

واعتبرت المصادر أن هذه المشاركة تعكس حرص الدول العربية على تعزيز علاقتها مع دول القارة الأفريقية، مشيرة إلى أن الدول العربية الأفريقية بإمكانها القيام بجسر للتعاون وإقامة المزيد من الصلات بحكم عضويتها في الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

وأوضحت المصادر أن قائمة المشاركين تضم إلى جانب الرئيس المصري حسني مبارك الذي انفردت «الشرق الأوسط» أمس بنشر خبر موافقته على حضور القمة الأفريقية، الرؤساء السوداني عمر البشير، والتونسي زين العابدين بن علي، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، والصومالي عبد الله يوسف، بالإضافة إلي عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية. بينما لم يتضح ما إذا كان الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع سيشارك بنفسه أو سيعهد لرئيس حكومته أو وزير خارجيته بتمثيله في هذه القمة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس المصري حسنى مبارك الذي تطمح بلاده في الحصول على تأييد معظم دول الاتحاد الأفريقي لنيل العضوية الدائمة في مجلس الأمن، سيقترح على الزعماء والقادة الأفارقة في قمتهم إنشاء محطة تلفزيون فضائية باسم القارة الأفريقية تبث برامجها عبر الأقمار الصناعية المختلفة وخاصة القمر الصناعي المصري «نايل سات».

وأوضحت المصادر أن الهدف من إنشاء هذه المحطة التي ستتعهد السلطات المصرية بتوفير مكوناتها الأساسية والعناصر المدربة على إدارتها هو المساهمة في إيجاد مصدر معلومات أفريقي يمكن الاعتماد عليه في تغطية مجمل القارة الأفريقية بدلا من الاعتماد على مصادر أجنبية من خارج القارة.

كما يفترض أن تقدم المحطة الفضائية المقترحة برامج بالعديد من اللغات الأفريقية من أجل المساهمة في التقريب بين الشعوب الأفريقية وتعزيز قدرات وإمكانيات الاتحاد الأفريقي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك خلافات واسعة قد تحول دون اتفاق قمة سرت على اختيار دولتين فقط لتمثيل القارة الأفريقية في المنظمة الدولية، حيث قالت مصادر ليبية إن اللجنة التي تضم عددا من وزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي، قد أطلعت الزعيم الليبي معمر القذافي خلال هذا اللقاء الذي حضره رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ألفا عمر كونارى، على نتائج أعمال اجتماعاتها في ضوء الإشكاليات التي يثيرها توسيع مجلس الأمن هذا.

وتواجه مصر منافسة شرسة من كل من جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا والسنغال وأنغولا، حيث تسعى هذه الدول الخمس هي الأخرى للحصول على المقعدين الدائمين اللذين يمكن تخصيصهما لأفريقيا في إطار الإصلاحات المقترحة في نظام الأمم المتحدة.

وبحث المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي أمس في اجتماع عقده على مستوى وزراء الخارجية الأفارقة، نتائج الاتصالات التي جرت بين مختلف العواصم الأفريقية بشأن حسم المقعد الأفريقي في مجلس الأمن في ضوء إعادة هيكلة الأمم المتحدة وتوسيع المجلس.

الى ذلك، قال مقربون من عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط» إنه يعتزم خلال مشاركته في القمة الأفريقية، إثارة ملف المتأخرات المستحقة على ليبيا والتي بلغت أربعين مليون دولار أميركي، مع الزعيم الليبي معمر القذافي الذي سبق له أن وعد خلال القمة العربية السابعة عشرة التي عقدت في الجزائر خلال شهر مارس( آذار) الماضي بسداد كل مديونيات بلاده للجامعة العربية.

وأبلغت مصادر دبلوماسية عربية واسعة الإطلاع «الشرق الأوسط» أن الأمين العام للجامعة العربية رفض هذا الأسبوع قبول دفعة من المتأخرات المالية المستحقة للجامعة العربية على ليبيا التي تعد ثاني أكبر الدول الأعضاء بالجامعة العربية مديونية.

وقالت المصادر إن موسى الذي التقى عبد المنعم الهونى، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية، رفض قبول شيك بمبلغ لا يتجاوز 1% فقط من قيمة هذه المديونية وأنه طالب المندوب الليبي في المقابل بإبلاغ بلاده رسميا استيائه من الطريقة التي تتعامل بها مع ملف المتأخرات المالية المستحقة عليها.

وتقول مصادر مسؤولة بالجامعة العربية إنه على الرغم من أن المندوب الليبي وعد أكثر من مرة بمخاطبة الجهات المختصة في بلاده لتسوية ملف المديونية المستحقة للجامعة العربية، إلا أن كل وعوده ذهبت هباء على نحو أفقده مصداقيته لدى كبار المسؤولين بالجامعة العربية.

وقال مصدر رفيع المستوى بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» ما نصه: «منذ العام الماضي والمندوب الليبي يعدنا بتسوية هذا الملف، لكن حتى الآن لم نتلق سوى المزيد من الوعود ولا ندري من أي مصرف يمكننا صرفها».

ووجه موسى رسالة احتجاج رسمية إلي عبد الرحمن شلقم، أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي (وزير الخارجية) يبلغه خلالها رفضه للمنطق الليبي في البخل بالمال على الجامعة العربية بينما هي في أمس الحاجة إليه لكي تتمكن من القيام بالمهام القومية المنوطة بها.

وسبق لموسى أن وافق أخيرا على تعيين ستة دبلوماسيين ليبيين للعمل في الأمانة العامة للجامعة العربية، بينهم نجلا مندوبها ونائبه لدى الجامعة العربية. إلي ذلك، كشفت تقارير صحافية أفريقية واردة من سرت أن النيجر وإريتريا قد تلحقان بقائمة الدول الأعضاء السبعة الممنوعين من طلب الكلمة ومن التصويت في مختلف مؤسسات الاتحاد الأفريقي والتي لا يستطيع مواطنوها مهما كانت مؤهلاتهم المنافسة حول الوظائف الشاغرة.

وكشفت وكالة أنباء عموم أفريقيا «بانا برس» في تقرير لها اطلعت عليه«الشرق الأوسط» أن حكومتي النيجر وإريتريا قد تأخرتا في تسديد مساهماتهما لمدة عامين في ميزانية الاتحاد الأفريقي.

ومنذ الثالث من الشهر الماضي، تعتبر الدولتان في وضع حرج قد يعرضهما للعقوبات وفقا للقرارات المتشددة التي اتخذتها منظمة الوحدة الأفريقية منذ 15 عاما وأعاد الاتحاد الأفريقي تبنيها.

وطبقا لنفس التقرير فانه إن لم تقدم النيجر وإريتريا وثائق أو صكوكا لتسديد مجمل متأخراتهما أو جزء منها فإنهما ستجدان نفسيهما على قائمة «المبعدين» التي تترأسها منذ سنوات عديدة وتضم أيضا الكونغو الديمقراطية وليبيريا وأفريقيا الوسطى وغينيا بيساو وساوتومي وبرنسيب وسيشل. القمر.