الإدارة الأميركية تمتدح أداء شارون وأبو مازن وتطالبهما بالمزيد

رئيس حكومة إسرائيل: الانسحاب من غزة سيحسن أوضاعنا الأمنية والاقتصادية

TT

أشاد المسؤولون الأميركيون المتابعون للأوضاع في الشرق الأوسط عن قرب، باداء كل من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون، في قضية تعزيز المسيرة السياسية والتقدم في عملية السلام. لكنهم دعوهما الى المزيد من العمل، كل من جهته. وطالبوا العالم العربي الى اقامة علاقات مع اسرائيل والكف عن سياسة المقاطعة لها.

جاء ذلك خلال المناقشات التي أجرتها لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، بحضور الجنرال وليم وورد، الذي يشرف على الاصلاحات الأمنية في السلطة وكذلك على على عملية التنسيق الأمني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول خطة الفصل القاضية بالانسحاب من كل قطاع غزة وتفكيك مستوطناته واخلاء مستوطنيه اضافة الى تفكيك 4 مستوطنات نائية في شمال الضفة الغربية. وجيمس ولفنسون، مبعوث الرباعية الدولية الى المنطقة الذي يقوم بعملية التنسيق في الجانب الاقتصادي من خطة الفصل ويشرف على الاصلاحات الاقتصادية في السلطة وعملية اعادة بناء البنى التحتية فيها، وديفيد وولش، نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط.

فأكد الثلاثة ان هناك تقدما ملموسا في اعادة بناء أجهزة الأمن الفلسطينية وفي السيطرة الأمنية على الشارع الفلسطيني ومكافحة العنف ولكنهم أشاروا الى ان ما يبذل من هذا الجهد ما زال بعيدا عن درجة الرضى. وقال وورد ان عدد الأفراد المسجلين في أجهزة الأمن الفلسطينية يبلغ 58 ألفا، كلهم يقبضون الرواتب، لكن عدد الذين يصلون يوميا الى العمل لا يتعدى 28 ألفا. وبدأ ابو مازن يعالج هذا الموضوع حينما أحال الى التقاعد كل من تعدى الستين من العمر. وقال انه نجح في توحيد 16 حهاز أمن الى 6 أجهزة وانه ماض في تقليصهم الى 3 أجهزة خاضعة جميعها الى قيادة وزير الداخلية، لكن ما زالت هناك حاجة لجهود اضافية من أجل زيادة الطاعة النظامية وتقوية المهنية في عمل هذه الأجهزة.

واوضح المسؤولون الأميركيون ان ابو مازن تعهد لهم بتنفيذ كل ما تعهد به حول قضايا الاصلاح وان شارون تعهد لهم بأن ينسحب من مدينتي قلقيلية وبيت لحم في غضون اسبوعين وبأن يطلق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين ويخفف معاناة الفلسطينيين على الحواجز. وأكدوا ان التعاون بين الطرفين، الاسرائيلي والفلسطيني، في موضوع تطبيق خطة الفصل بات مثيرا للاعجاب. وبعثت هذه الآراء الارتياح في صفوف الاسرائيليين وقال شارون انها تؤكد ما سبق وقاله عدة مرات في الماضي من ان خطة الفصل ستعود بالفائدة على اسرائيل في شتى النواحي. وأضاف في خطاب له في ختام مؤتمر «قيسارية» الاقتصادي مساء اول من أمس «انظروا كيف نجحنا في أخذ زمام المبادرة. فقد كنا قبل هذه الخطة معرضين لخطر قيادتنا الى ما لم نكن نرغب فيه (يقصد «خريطة الطريق» التي تتحدث عن تسوية نهائية للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني). وعندما طرحنا الخطة وقف العالم كله معنا، وعلى رأسه الولايات المتحدة. وارتقت مكانة اسرائيل في العالم بدرجات ودرجات. وسترتفع أكثر عندما يرى العالم كيف ننفذها في موعدها وبحذافيرها». ورد شارون على معارضيه وخصوصا وزير ماليته الذي كان سبقه قي خطابه وقال ان الأموال التي ستصرف على خطة الفصل تذهب هباء وكان من المفضل ان تصرف على الفقراء والمعوزين في اسرائيل، فقال ان هذه الخطة ستحسن وضع اسرائيل على جميع الأصعدة الداخلية خصوصا في الجانب الاقتصادي حيث انها ستعيد الاستثمارات والسياحة. وأضاف انها ستحسن الوضع الأمني، اذ انه يتوقع ان ينجح الفلسطينيون بقيادتهم الجديدة في وقف العنف. وقال «هناك عدد من المعتدلين في القيادة الفلسطينية أمثال ابو مازن وهو يأمل في ان ينجحوا وانه سيقوم من جانبه بمساعدتهم على النجاح»، محذرا في الوقت نفسه من انه سيعالج الأمور بطريقة أخرى اذا لم ينجحوا (الفلسطينيون) وسيعتمد على حلول اسرائيلية لهذه المشاكل.

من جهة ثانية أعلن قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة انهم لا يعتبرون اخلاء المستوطنين بالقوة من الفندق الاستيطاني بمثابة هزيمة لهم أمام شارون. وقالوا ان هذه كانت مجرد معركة واحدة صغيرة لم يرصدوا لها ما يكفي من القوى وأعلنوا عن خطة لجلب عشرات ألوف اليهود الى القطاع لمقاومة تطبيق خطة الفصل في 15 أغسطس (آب) المقبل.