عشرات اليهود في إسرائيل يحيون ذكرى «مجزرة اللد» بحق الفلسطينيين

TT

تجول عشرات المواطنين اليهود في اسرائيل نشطاء منظمة «زوخروت» في مدينة اللد بهدف التعرف على معاناة سكانها الفلسطينيين اليوم وفي فترة النكبة واحياء ذكرى ضحايا المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي سنة 1948. وفي حديث مع «الشرق الأوسط» قال ايتان بورشتاين، سكرتير المنظمة والمبادر للنشاط ان ما قام به وزملاؤه هو عبارة عن رسالة سلام الى أهل اللد الباقين فيها واللاجئين في الخارج على السواء. ونظم النشاط الليلة قبل الماضي، وشارك فيه حوالي خمسين شخصا من أعضاء «زوخروت»، أربعون منهم نشطاء سلام وفنانون من مختلف أنحاء اسرائيل. واستهلوا جولتهم بزيارة المسجد الذي وقعت فيه مذبحة اللد الشهيرة، فالتقوا مع مها النقيب، ابنة احدى العائلات المنكوبة. فروت كيف تمت المذبحة. وقالت ان الهدف كان ترحيل جميع الاهالي، حيث بلغ عددهم عشرين ألفا ومعهم عشرون ألفا آخر من مهجري يافا وغيرها من البلدات في المنطقة. فلم يبرحوا المدينة الا بعدما قامت قوات الاحتلال بذبح مجموعة من المواطنين لجأت الى المسجد. ويختلف المؤرخون في تحديد عدد ضحايا المذبحة، فهناك من يقول انهم 70 وهناك من يذكر الرقم 150 وحتى 200. وبقي المسجد مغلقا بأمر من السلطات الاسرائيلية حتى مطلع التسعينات، حيث سمحت للمسلمين بترميمه، وحين فتحوه صدموا باستمرار بقاء آثار دماء الشهداء على جدران المسجد الداخلية وأرضيته. فصوروها. وشاهد الزوار اليهود هذه الصور. ثم تجول اعضاء الوفد في الأحياء العربية المهملة في المدينة، وعندما مروا في الشارع الرئيسي المعروف اليوم باسم «شدروت تصاهل» (جادة جيش الدفاع الاسرائيلي) وضعوا لافتة باللغتين العربية والعبرية، أعادوا فيها للشارع اسمه الفلسطيني القديم «شارع صلاح الدين». وتحدث الى الزوار، ادوار طنوس وهو ايضا من أبناء عائلات الضحايا المسيحية فقال انه لم يبق من اهل اللد الأصليين سوى 1030 نسمة، أجبرتهم على ترك سكنهم الأصلي وحشرتهم السلطات داخل حي صغير ومنعتهم من مغادرته. سمي الحي بـ«الغيتو». يذكر ان القوات الاسرائيلية احتلت اللد في 10 يوليو (تموز) سنة 1948، أي بعد حوالي الشهرين من قيام اسرائيل، ولم تكن المدينة تشكل أي خطر. وأمر بترحيل الاهالي رئيس الوزراء، ديفيد بن غوريون، ونفذه عدد من كبار قادة الجيش الذين أصبحوا في ما بعد من كبار القادة السياسيين، مثل موشيه دايان، الذي أصبح رئيس أركان ووزير الدفاع ووزير خارجية، واسحق رابين، الذي احتل منصب رئيس أركان ثم رئيس حكومة ووزير دفاع، وييغال يدين، الذي أصبح رئيس أركان ونائب رئيس وزراء. يشار الى ان «زوخروت» تعني «تذكر» والمقصود تذكر النكبة. وهي تعمل منذ عدة سنوات على تعريف أكبر قدر من المواطنين اليهود على أحداث النكبة وذلك بالنشر بواسطة الإنترنت والمنشورات والزيارات ووضع اللافتات التي تعيد للمواقع أسماءها العربية. وقبل أسبوعين وضعت لافتات كهذه على أطلال بلدة مسكة، الواقعة على تلة تطل على ساحل البحر المتوسط على بعد 15 كيلومترا من مدينة طولكرم. وقبلها وضعت لافتة على أطلال القرى الفلسطينية الثلاث التي ابيدت سنة 1967: عمواس ويالو وبيت نوبا غرب رام الله، التي أقيم مكانها ملعب رياضي وحديقة قومية. وفي ذكرى قيام اسرائيل قامت هذه الحركة بمسيرة في تل أبيب للتذكير بالنكبة الفلسطينية. وقال بورشتاين عن أهداف هذه النشاطات «نحن أولا نهدف الى تعريف الجمهور اليهودي بالمعلومات عن وجود النكبة، فهذه المعلومات محجوبة عن المواطنين ويفرض عليها تعتيم. وثانيا نتيح للفلسطينيين الباقين في وطنهم الذين أصبحوا مواطنين في اسرائيل، ان يتكلموا. فالعديد منهم لم يجرؤ على رواية ما جرى. وثالثا نطلق رسالة سلام للاجئين الفلسطينيين مفادها اننا لم ننسهم ولن ننساهم، فلا بد ان يعرف الجمهور الاسرائيلي قصتهم».

وردا على سؤال حول «ماذا بعد هذه المعرفة» أجاب «دعنا نعرف أولا، فالمعرفة بحد ذاتها تفتح بابا للتفكير الجماعي حول الغبن الذي لحق بهؤلاء الناس وعندها نصل الى مرحلة التفكير في معالجة هذا الغبن».