المؤتمر التأسيسي لتحالف الإخوان يشهد مفاجأة انضمام الوفد ويختتم أعماله بدون بيان

الدعوة إلى مظاهرة يوم 13 يوليو أمام قصر الرئاسة في عابدين

TT

اختتم المؤتمر التأسيسي لـ«التحالف الوطني من أجل التغيير» الذي دعت إليه جماعة «الإخوان المسلمون» بمصر أعماله أول من أمس (الخميس) من دون الإعلان عن برنامج عمل أو آليات حركة. وبعد أكثر من ست ساعات من الخطابة وكلمات الحماس التي ألقاها أكثر من عشرين شخصية، مثلت كافة ألوان الطيف السياسي في مصر، من ناصريين وليبراليين وقوميين وإسلاميين، أعلن محمد حبيب رئيس المؤتمر والنائب الأول لمرشد الجماعة عن الحاجة الى وقت قد يمتد الى يومين أو ثلاثة لصياغة البيان الختامي وتحديد أعضاء اللجنة الدائمة للتحالف. وقال حبيب في ختام ثلاث جلسات عمل امتدت حتى الثانية عشرة من منتصف ليلة أول من امس إنه لا بد من عرض المناقشات التي تمت خلال الجلسات الثلاث وضمها لمشروع البيان الختامي الذي كان معداً من قبل اللجنة المنسقة للمؤتمر تقديرا للمشاركة الجادة من كافة الحضور.

والسبب الحقيقي لتأجيل الإعلان عن البيان الختامي ـ الذي لم يشأ حبيب أن يذكره ـ هو الإعلان المفاجئ لحزب الوفد عن الانضمام للتحالف. فقد شهد المؤتمر مفاجأة كبرى عندما أعلن محمد علوان ممثل حزب الوفد في المؤتمر عن موافقة الحزب ورئيسه الدكتور نعمان جمعة على الانضمام للتحالف الذي دعت إليه الجماعة. وجاءت الخطوة غير المتوقعة لرئيس حزب الوفد ـ الذي دأب على اتخاذ مثل تلك القرارات الفجائية في الفترة الأخيرة ـ لتربك كافة الحسابات. فقد سبقها إعلان كافة الأحزاب المصرية ـ فيما عدا حزب العمل المجمد نشاطه ـ وكذا كافة الحركات السياسية التي ظهرت أخيرا على الساحة السياسية في مصر كحركة «كفاية» و«التجمع الوطني من أجل التغيير» بالإضافة الى حركة «الكرامة» التي يقودها القيادي الناصري حمدين صباحي عضو مجلس الشعب، أنهم لم يتخذوا قرارا بعد بالانضمام للتحالف الجديد، وهو ما أعطى لقرار الوفد قيمة كبرى في توقيت تسعى فيه الجماعة بكل قوتها لفك العزلة التي فرضها عليها النظام من جهة، وبعض القوى المنافسة لها على الساحة السياسية من جهة أخرى. وكان من المفترض أن يتضمن البيان الختامي برنامج عمل التحالف الجديد للمرحلة المقبلة، وكذا آليات التحرك، وأسماء أعضاء اللجنة الدائمة، وقد رأى حبيب تأجيل الإعلان عن هذا كله ـ في قرار اتخذه في اللحظة الأخيرة ـ لمشاورة الحليف القوي الجديد المتمثل في حزب الوفد. ورغم إعلان عدد من الخبراء السياسيين الذين حضروا المؤتمر عن استغرابهم الشديد من قرار حزب الوفد، رجح آخرون أن يؤدي هذا القرار الى أزمة داخل الحزب قد تؤدي في النهاية الى إعلان الحزب انسحابه من التحالف الذي تقوده الإخوان.

وطالب كافة المتحدثين بإعلان حالة العصيان المدني كوسيلة لإسقاط الحكم . وختم حبيب المؤتمر بالإعلان عن ميلاد التحالف، مرجئا الإعلان عن البيان الختامي الذي يتضمن كافة التفاصيل الى ما بعد يومين، وقال حبيب في كلمته الختامية إن التحالف الجديد سيبدأ أول نشاطاته بالتظاهر يوم الأربعاء 13 يوليو(تموز) امام قصر الرئاسة في عابدين دعما لاستقلال القضاء وللمطالبة بالاصلاح، وأعلن حبيب أن مرجعية التحالف ستكون منحصرة في إقامة نظام ديمقراطي حقيقي يقر بالتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، وأن الأمة هي مصدر السلطات، ونوه حبيب الى أن هذا التحالف سيكون نواة تتسع شيئا فشيئا حتى يتم تشكيل الجبهة الوطنية التي ستنقذ البلاد مما اسماه «الاستبداد والتسلط». ويضم التحالف، بالإضافة لجماعة الإخوان المسلمين، حزب الوفد المعارض وحزب الكرامة (تحت التأسيس) وحزب العمل (المجمد) وتيار الاشتراكيين الثوريين، والحملة الشعبية من أجل التغيير، وكذلك التجمع الوطني من أجل الإصلاح الذي يقوده الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء المصري الأسبق، بالإضافة إلى عدد من حركات التغيير النوعية الخاصة بالأطباء والمهندسين والمحامين.

كما حضره أيضاً ممثلون عن حزب الغد الذي يقوده أيمن نور، بينما امتنعت الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» عن المشاركة في التحالف الوطني من أجل الإصلاح والتغيير، بينما حضر أعضاء من «كفاية» المؤتمر التأسيسي بصفتهم الشخصية.