خلافات الإخوان: عاكف يعلن تقديره لنوح وقيادي سابق يؤكد السحب التدريجي لصلاحيات المرشد

TT

في أول رد فعل له على تصريحات المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، قال القطب الإخواني المحامي مختار نوح «لقد اتصلت بالمرشد العام وأكد حبه الشديد لي ودعاني كعادته إلى زيارته بصفة دائمة ومستمرة»، وأضاف «كما أنني لا أتصور أن يصدر مثل هذا الكلام عن الأستاذ مهدي عاكف الذي أعرفه منذ زمن بعيد، وكل ما ورد في هذا الشأن غير صحيح من الناحية الواقعية»، مؤكدا أنه لا توجد له أية علاقة بأزمات الجماعة الآن باعتباره في حالة تجميد سواء من الجماعة أو من نفسه.

من ناحيته قال محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إنه لا يحمل أية إساءة لمختار نوح وإنه مازال عضوا في الجماعة، لكنه أمتنع عن القيام ببعض التكليفات الخاصة بالجماعة «وهذا حقه» ورغم ذلك مازلنا نكن له كل التقدير والاحترام وأنا «أعزه» وقد أجرى اتصالات بي أمس وأكدت له هذا وأنني لم أتطرق لسيرته بما يسيئ إليه.

على جانب آخر أعتبر المحامي ثروت الخرباوي القيادي السابق في جماعة الإخوان أن الحديث حول حصول نائب المرشد العام على السلطات الواسعة داخل الجماعة أمر ليس جديدا وإن احتاج إلى إصدار قرار له من بعض القيادات حتى لا تثير قراراته إشكاليات في التنفيذ.

وأضاف المطلع على ما يجري في ساحة الإخوان يعرف جيدا أن حبيب هو القائم بالفعل بأعمال المرشد العام رغم وجود المرشد الفعلي، والبعض يلاحظ أن هناك محاولات لسحب صلاحيات المرشد بشكل تدريجي منذ أزمة التصريحات التي أدلى بها عاكف في شهر إبريل ( نيسان) الماضي عندما أكد أن الرئيس مبارك هو ولي الأمر والإخوان لا يوافقون على تعديل الدستور وهو ما اعتبرته الجماعة إساءة للشكل السياسي لها وأضرت بمصداقيتهم أمام الرأي العام في ظل أن ذلك يتناقض مع الخطاب السياسي للإخوان الذي يدعو إلى وجوب تعديل دستوري، مشيرا إلى أن من يلاحظ حركة الإخوان منذ شهر إبريل يجد أن حبيب هو المتحدث الفعلي باسم الإخوان في كافة المحافل بما يلفت إلى أن هناك لحظة انتقالية يتم فيها التمهيد لعمليات الإحلال والتبديل داخل الجماعة.

وتساءل الخرباوي حول صلاحيات عبد المنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد داخل الجماعة وحول الملفات التي يديرها، مؤكدا أن أبو الفتوح منذ أكثر من شهر لم يظهر له تصريح واحد على موقع الإخوان على شبكة الإنترنت بينما تجاوزت تصريحات حبيب رقم 130 خلال هذا الشهر.

وأشار الخرباوي إلى أن التركيبة النفسية للإخوان هي تركيبة خاصة تم بناؤها على مدار عمر الجماعة عبر تجارب عديدة كانت فيها لحظات انتصار ولحظات انكسار وليست وليد اللحظة، وأوضح أن الجماعة تسعى بكل الطرق إلى إخفاء مشاكلها وبشكل سري، هذا ينطبق حتى على مسألة الاختلاف في الرأي حيث لا تعترف الجماعة إلا بمبدأ السمع والطاعة والثقة في القيادة، مشيرا إلى أن الجماعة طالما تسعى إلى الحكم وتتحدث عن مبدأ تداول السلطة فهذا يفرض عليها عدم السرية لانها مطالبة بالانفتاح على الرأي العام بإعلان مواقفها من قضايا هامة وتخوفات يخشى منها الآخرون مثل موقفها من الديمقراطية والحريات والإبداع والعلاقة مع الآخر.