مقتل انتحاري يساري أراد تفجير قنبلة داخل وزارة العدل التركية

المهاجم المفترض كان مطلوبا للتحقيق في قضيتين

TT

أطلقت الشرطة التركية النار وقتلت شخصاً يشتبه في انه انتحاري يساري حاول تفجير قنبلة داخل وزارة العدل التركية امس، حسبما افادت مصادر متطابقة. واظهرت لقطات تلفزيونية شرطياً تركياً وهو يطلق النار على الرجل بينما كان جريحاً وملقى على الارض خارج مبنى الوزارة في حي راق بالعاصمة انقرة، وقالت تقارير محلية ان الرجل حاول مجدداً تفجير القنبلة التي كانت بحوزته بينما كان ملقى على الارض. ومن جانبه، قال وزير العدل كميل سيسك ان القنبلة كانت ملفوفة بجسم المهاجم، وقد طوقت الشرطة المنطقة القريبة من وزارة العدل وتمكن شهود عيان من مشاهدة المهاجم ملقى على الارض، في حين تقدم منه خبير متفجرات، مرتديا ملابس واقية، وخلع قميص المهاجم ثم اخرج اسطوانة ملونة بها اسلاك، وقد تم تفكيك القنبلة المفترضة على ايدي خبير متفجرات بعد نحو 10 دقائق.

واظهرت اللقطات التلفزيونية الرجل ملقى على الارض لكن رأسه لا يزال يتحرك، وقالت التقارير انه توفي بعد ذلك. واكد الوزير سيسك ان الشرطة اطلقت النار على المهاجم لانه جرى باتجاه شارع مزدحم. واضاف الوزير ان «الشرطة، التي تعاملت (مع الموقف) بحساسية وعناية، اطلقت في البداية نيرانا في الهواء لاخافته ومنع وقوع حادث كبير، لكن رغم ذلك جرى باتجاه منطقة مزدحمة، فاطلقت النار عليه وفارق الحياة».

وافادت الشرطة ان الرجل يدعى ايوب بياز وهو عضو في «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» وهي مجموعة يسارية تهدف الى اطاحة الحكومة التركية، وكانت قد نسبت اليها عدة هجمات في الماضي.

وذكرت شبكة «سي. ان. ان» التركية التلفزيونية ان بياز كان مطلوباً من قبل الشرطة على خلفية التخطيط لهجومين لم ينفذا: الاول على حفل زفاف نجل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في اغسطس (آب) 2003، والثاني قمة حلف شمال الاطلسي في اسطنبول العام الماضي.

وافادت التقارير ان بياز حاول في البداية الدخول الى وزارة العدل من المدخل المخصص للموظفين، لكنه اوقف عند الحاجز الحديدي، فحاول الحراس تفتيشه الا انه رفض الخضوع للتفتيش، حسبما افادت وكالة انباء الاناضول، التي اضافت ان الشرطة حاولت بعدها تقييد يديه وعندها اصاب بياز بيده مفجر القنبلة.

وقال الوزير سيسك ان الرجل تظاهر بأنه زائر وحاول تفجير القنبلة التي كانت بحوزته عندما اوقف من قبل الأمن. وذكرت وكالة الاناضول ان القنبلة لم تنفجر لكن مفجر القنبلة اصدر صوتاً اثار شكوك الشرطة، وخلال فترة الارتباك تلك، اغتنم بياز الفرصة وهرب من المبنى، وسارعت الشرطة الى اطلاق النار عليه فاصابته في الرجل وسقط على الارض. وقالت وكالة الاناضول انه حاول مجدداً، وهو ملقى على الارض، تفجير العبوة التي كانت بحوزته، وعندها اطلقت الشرطة النار عليه لعدة مرات.

وقد اعاد الحادث الى الاذهان ذكرى الهجمات الاربع الانتحارية التي شهدتها اسطنبول، ثاني اكبر المدن التركية، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003 عندما استهدف مهاجمون اصوليون اهدافاً بريطانية ويهودية في المدينة مما اسفر عن اكثر من 60 قتيلاً. ويحاكم حالياً عشرات الاصوليين في تركيا في تلك القضية.

وبخصوص اعتداء امس، ذكرت التقارير في البداية ان المهاجم يدعى محرم اكيورت على اعتبار ان هذا الاسم هو الذي وجد في بطاقة الرجل، لكن تبين لاحقاً على ما يبدو ان البطاقة مزورة. كذلك، سئل وزير العدل وقت وقوع الاعتداء من قبل صحافيين فرفض التعليق وقال: «لا، لا، لا.. لن اقول شيئاً بخصوص الموضوع»، وعندما سئل لاحقاً خلال مؤتمر صحافي ما اذا كان الخوف قد انتابه، اجاب الوزير سيسك قائلاً: «اننا مؤمنون بالله.. وهذا الامر الذي يسمى الخوف لا يوجد في قاموسنا».