وزير خارجية إريتريا لنظيره السوداني: «يا رايح كتر الفضائح»

رد على تصريحات إسماعيل بأن السودان يستطيع أن يغزو أسمرة بالإريتريين

TT

رد وزير الخارجية الاريتري علي سيد عبد الله على التصريحات التي اطلقها نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، في صنعاء أخيراً، والتي هدد فيها بغزو أسمرة باللاجئين الاريتريين، وأكد الوزير الاريتري ان علاقات بلاده مع السودان لن تتدهور.. بل ستشهد تحسنا، بعد التاسع من يوليو (تموز) الجاري، وهو الموعد الذي يتسلم فيه رئيس الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق (الحليف المقرب لأسمرة) منصب النائب الأول للرئيس، كما سيتسلم «جنوبي اخر» في وقت لاحق من الشهر، منصب وزير الخارجية).

وقال وزير الخارجية السوداني في صنعاء اخيرا، ان إريتريا تدعم «حركات التمرد السودانية بالسلاح وتفتح لها المعسكرات للتدريب والاعداد لمواصلة هذه الاعمال العدوانية ضد السودان» واوضح انه «بامكان السودان ان يرد على إريتريا من خلال تجنيد آلاف من النازحين الاريتريين في السودان» الذين يصل عددهم الى اكثر من نصف مليون نازح يعيشون على الاراضي السودانية ، مضيفا «لو جندنا عشرة آلاف منهم فقط لدخلوا أسمرة».

ولم ينس عبد الله ان يذكر اسماعيل، بالمثل القائل «يارايح كتر الفضائح». وقال ان «الوزير الحالي له رغبة خاصة في تعكير الاجواء.. وربما يعمل لصالح جهات، قد تكون اثيوبيا من بينها». وأكد عبد الله على دور بلاده في انجاح عملية السلام في السودان منذ اعلان مبادئ ايقاد 1994 ومفاوضات كينيا وتنظيم اول لقاء بين الرئيس عمر البشير وزعيم تجمع المعارضة محمد عثمان الميرغني في اكتوبر (تشرين الاول) 2000 في اسمرة. وحذر عبد الله، الخرطوم من نشرها قوات على الحدود بين البلدين، باقرار والى ولاية كسلا اخيرا، وقال «الذي بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة». وأضاف «كنا نسمع المسؤولين في السودان يتحدثون عن حشود اريترية لكنهم اليوم يشيرون الى حشود سودانية». واكد عبد الله ان اسمرة «لن تتعامل بردود الافعال ولن تعطي الخرطوم فرصة تقويض السلام أو تهديد أمن المنطقة كلها».

واشار الى انه لا يرى «اية قضايا عالقة لنا مع السودان لكن يبدو ان اهل الخرطوم يهدفون الى اشعال المنطقة والتنصل من اتفاقي القاهرة ونيفاشا وإلقاء اللوم على إريتريا».

من جهته حذر الرئيس الاريتري اسياس افورقي من الحساسيات والتعامل ببرود الافعال بين مختلف الاحزاب السودانية في المرحلة المقبلة «المرحلة الانتقالية» ودعا الى اشراك كافة القوى السياسية وعدم تهميشها خصوصا القوى التي لم تتسلمها الاتفاقيات المبرمة لضمان وحدة السودان، مؤكدا على دعم بلاده الكامل لكافة الاتفاقيات التي وقعت والتي لم توقع بين الخرطوم ومعارضيها وطالب افورقي قادة تجمع المعارضة السودانية برئاسة الميرغني اثناء مشاوراته معهم امس لعب دور في هذا الاتجاه والتأكيد على التحول الديمقراطي والعمل لاكمال كافة النواقص بما في ذلك اتفاق القاهرة والدفع باتجاه ايجاد حل لقضيتي دارفور والشرق.

وقال ان بلاده لن تبخل بأي دعم وستواصل بذل مجهوداتها لضمان وحدة السودان وأمنه واستقراره. في غضون ذلك علمت «الشرق الأوسط» ان عودة الميرغني لم تحسم بعد وان تاريخ العودة بات مرجأ، خصوصا ان هنالك قضايا لم تحسم، مثل دارفور والشرق، اضافة للقضايا الرئيسية العالقة في اتفاق القاهرة والمتمثلة في قضايا النسب وتوفيق اوضاع قوات التجمع، ولم يتقرر ايضا تاريخ عودة وفد التفاوض للتجمع الذي ستكون من أولى مهامه التفاوض مع الحكومة السودانية حول القضايا العالقة في اتفاق القاهرة.

وكانت اجتماعات هيئة القيادة قد أقرت تشكيل ثلاثة لجان امس لتقييم اتفاق القاهرة واجازته ووضع الرؤية المستقبلية وترتيبات العمل في الداخل وترتيبات العودة والوجود التمثيلي للتجمع في الخارج والتنسيق بين المنابر دارفور والشرق وتوقيع ميثاق او مذكرة تفاهم مع الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الاريترية حول الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ووضع برنامج للاجماع الوطني في السودان.

وستقيم وزارة الخارجية الاريترية مساء اليوم مأدبة عشاء «حفل استقبال» لرئيس التجمع واعضاء هيئة القيادة والمكتب التنفيذي سيحضرها الرئيس افورقي وكافة الوزراء والدبلوماسيين والوجهاء والاعيان والفعاليات الثقافية والاعلامية في اريتريا تمتينا لعمق الروابط الاستراتيجية بين البلدين.