القضاء المغربي يحكم بسجن مرحلين من سورية كانا يستعدان للتوجه للقتال في العراق

TT

ادانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط أمس، المواطنين المغربيين عبد الحي العصعاص، 29 عاما، وميمون بلحاج، 34 عاما، المتهمين بالإرهاب، والمرحلين من سورية بعدما كانا يستعدان لدخول العراق لقتال القوات الأميركية. وقضت المحكمة بالسجن 3 سنوات على العصعاص وسنتين في حق بلحاج.

كما قضت المحكمة في ملف ثان، بسجن قاسم فلاح بسنتين وبرأت ساحة 5 متهمين آخرين. وحكمت في ملف ثالث على توفيق الزراري بسنتين حبسا نافذا، ومنحت المدانين 10 أيام لاستئناف الحكم.

وكان الادعاء العام قد التمس من هيئة المحكمة إدانة المتهمين العصعاص وبلحاج بالمنسوب اليهما من تهم، وفق فصول المتابعة لقانون مكافحة الإرهاب، وركز في مرافعته على تدرج المدانين في تيارات دينية مختلفة وصولا الى التيار المتطرف «السلفية الجهادية». وقال الادعاء العام إن العصعاص قبل سفره الى أفغانستان، تشبع بالفكر السلفي العنيف بمدينة طنجة (شمال المغرب)، وقام بعمليات سلب أموال الناس تحت ذريعة أنهم كفار، كما ارتبط بعلاقات مع أشخاص صنفهم الادعاء، في مرتبة الخطر، أمثال عبد الكريم المجاطي، الذي قتل أخيرا في السعودية.

وأكد الادعاء أن العصعاص تمكن من الدخول الى أفغانستان عن طريق السعودية، وبعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 رحل الى سورية وتعرف على أشخاص مطلوبين للعدالة من قبل مجموعة من الدول، ضمنهم محسن خيبر، الذي وعده بتسهيل مأمورية الدخول الي التراب العراقي عن طريق الحدود البرية، للانضمام الى «قوات المقاومة لبلاد الرافدين» لقتال القوات الأميركية، فاعتقلته السلطات السورية وسلمته الى نظيرتها المغربية.

وقال الادعاء إن مسار بلحاج لا يختلف عن مسار العصعاص، سوى أن بلحاج سافر الى بلجيكا، وكان مقيما بها يتردد على مسجد التوحيد بمدينة بروكسل، التي كان يلقي بها الدروس عبد السلام الخراز، ويحث فيها عامة المصلين على «الجهاد» في أراضي المسلمين ضد ما يسمونه الكفار، وخاصة في العراق.

وأوضح الادعاء العام أن بلحاج تعرف على جزائري يدعى مصطفى، اقترح عليه الالتحاق بمقاتلين عرب في العراق، فأتلف جواز سفره الأول، حتى يزيل دمغة (طابع) ايران، التي سبق له أن زارها، فتقدم لدى مصالح القنصلية المغربية ببروكسل في مارس (آذار) لتجديد جواز سفره، الذي يحمل صورة له وهو حليق اللحية، فسافر الى هولندا بعدما زار اسبانيا بمعية أخيه يوسف المعتقل على ذمة التحقيق في اسبانيا على خلفية تفجيرات مدريد. وبعدما رحلته السلطات البلجيكية، توجه الى سورية، والتقى بأفراد يحسنون استعمال السلاح والمتفجرات، قصد التدرب عليها للقيام بعمليات في العراق، لكن السلطات السورية تمكنت من إلقاء القبض عليه.

والتمس الدفاع من هيئة المحكمة الحكم ببراءة المدانين، لغياب دليل مادي قاطع يؤكد أنهما كانا يستعدان لدخول العراق، كما أكد الدفاع غياب حجوزات مرتبطة بالعمل الإرهابي المفترض الذي كانا ينويان القيام به. وقال المحامي محمد هلال، إن تهمة بلحاج لا تعدو أن تكون مرتبطة بأخيه يوسف المعتقل حاليا باسبانيا للتحقيق معه، كما أن اعتقال المدانين من طرف السلطات السورية يعبر عن تعاون أمني بين سورية والمغرب، ولا علاقة له بحمل المدانين لفكر إرهابي، خاصة أن الظرفية الدولية والمناخ العام في العالم العربي الاسلامي، ساهم في تضخيم الملف، مشيرا الى أن القضاء المغربي ليس مختصا بالنظر، في تهم ارتكبت خارج التراب المغربي، ومؤكدا «اننا غير مسؤولين عن سياسة سورية».

وكان المدانان متابعين بتهمة تكوين عصابة إجرامية لاعداد وارتكاب أعمال إرهابية، والضرب والجرح وتزوير جواز سفر واستعماله لغرض إرهابي، والاعتداء في إطار مشروع جماعي يهدف الى المس الخطير بالنظام العام.