موسكو وبكين توقعان «إعلان النظام العالمي الجديد في القرن 21»

في مواجهة محاولات الالتفاف حول الشرعية الدولية

TT

فيما يبدو تأكيدا للتعاون في مواجهة عالم القطب الواحد وادانة تجاوزات النظام العالمي الجديد لمحاولات الالتفاق حول الشرعية الدولية، وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو اعلانا مشتركا حول «النظام الدولي الجديد في القرن الحادي والعشرين». وقد نص الاعلان صراحة على ادانة تقسيم العالم الى دول رائدة قائدة واخرى تابعة ، ودعا الى ضرورة الابتعاد عن روح المواجهة وافكار الاحلاف والتكتلات ومحاولات احتكار القرار الدولي. واشار ، في اطار تناول عملية اصلاح الامم المتحدة الى ان الهدف الرئيسي يجب ان يظل دعم دورها المركزي في القضايا الدولية وقدراتها إلى مواجهة اخطار وتحديات العصر. كما ان عملية الاصلاح يجب ان تستند الى مبدأ التوافق والاتفاق بما يعكس المصالح العامة لاكبر عدد من الدول الاعضاء. وانتقد البيان تطور العولمة على نحو غير متوازن في ظل تزايد الهوة بين الدول المتقدمة وبقية مناطق وبلدان العالم مؤكدين ضرورة التنسيق والتعاون بعيدا عن مظاهر التفرقة في العلاقات الاقتصادية وتقليص الهوة بين الدول الغنية والفقيرة. وحذر من مغبة الاعمال الرامية الى اثارة الفرقة الطائفية والعرقية والتطاول على سيادة البلدان المستقلة ومحاولات فرض نماذج التطور السياسي والاجتماعي. ودعا الجانبان الى تضافر جهود المجتمع الدولي بهدف بناء الأمن القائم على الثقة المتبادلة والتكافؤ والمنفعة والتنسيق بين الاطراف المعنية. واشار البيان بهذا الصدد الى: «ان الصرح الأمني الجديد يجب ان يقوم على احترام حقوق كل الدول في الأمن وحل كل التناقضات لدى الدفاع عن السلام من خلال المشاورات والحوار المتكافئ والمباحثات». ودعا الجانبان كل بلدان العالم الى الاستخدام السلمي للفضاء ودرء نشر الاسلحة وسباق التسلح في الفضاء الكوني واعداد التعاقدات الدولية المناسبة في هذا المجال. وفي اطار التعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي اعلن البلدان ضرورة دعم التعاون الدولي والبحث في السبل اللازمة لتجفيف المصادر المالية والقاعدة الاجتماعية واجتثاث جذور ايديولوجية الارهاب والتطرف ، مشيرين الى ايديولوجية العنف والعنصرية والفرقة العرقية والدينية. واشارا الى اهمية الحيلولة دون المعايير المزدوجة وادانة كل اعضاء المجتمع الدولي لانتهاكات حقوق الانسان من جانب الارهابيين والمنظمات الارهابية. ودعا الطرفان المجتمع الدولى الى حوار واسع حول ما تضمنه الاعلان المشترك عن مشاكل النظام العالمي في القرن الحادي والعشرين، ما قالا انه يتوقف عليه مستقبل العالم الى حد كبير. ويتناول المراقبون مباحثات الرئيس الصيني في موسكو من منظور جهود العاصمة الروسية الرامية الى تشكيل جبهة غير معلنة في وجه محاولات توسع حلف «الناتو» شرقا والحيلولة دون اتساع نشاطه في آسيا الوسطى في اعقاب احداث 11 سبتمير (ايلول) 2001 ، وهي الجهود التي تبذلها موسكو في اطار دعم علاقاتها مع كل من الصين والهند واوزبكستان.