البيت الأبيض: لن نفاجأ إذا اتضح أن أحمدي نجاد شارك في حصار السفارة الأميركية في طهران

تقرير يتهم الرئيس الإيراني المنتخب بالضلوع في حوادث قتل في فيينا 1989

TT

قال البيت الابيض امس ان الولايات المتحدة لن تفاجأ اذا اتضح أن الرئيس الايراني الجديد محمود أحمدي نجاد شارك في حصار السفارة الاميركية في طهران العام 1979 وذلك رغم عدم التوصل الى دليل مؤكد على ذلك.

واشعلت صورة لأحد الطلبة الايرانيين الذين احتجزوا الرهائن الأميركيين ابان الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، ويشبه الى حد كبير الرئيس المنتخب أحمدي نجاد، حمى اعلامية في الولايات المتحدة وتسابقت وسائل الإعلام خصوصا المرئية واليمينية منها في محاولة معرفة ما كان الشخص في الصورة هو الرئيس الإيراني الجديد.

وفيما قال عدة اميركيين احتجزوا كرهائن في السفارة في طهران في ذلك الوقت انهم تعرفوا على أحمدي نجاد وانه كان من زعماء المجموعات التي اقتحمت السفارة، لكن اثنين من الايرانيين الذين قادوا اقتحام السفارة الاميركية قالا ان أحمدي نجاد لم يكن بين المشاركين في الاقتحام.

وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض «ما زلنا نبحث الامر لتحديد الحقائق. لا أعتقد أن أحدا سيفاجأ اذا اتضحت صحته. هذا نظام تقوده قلة غير منتخبة لم تسمح الا لمن اختارتهم بالترشيح في انتخابات افتقرت الى الحرية والنزاهة بدرجة كبيرة».

وحقق أحمدي نجاد، 48 عاما، الرئيس السابق لبلدية العاصمة الايرانية طهران فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة الايرانية قبل أسبوع ليتولى السلطة بعد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي. واستمرت احتجاز 52 شخصا رهائن في السفارة الاميركية بطهران 444 يوما بين عامي 1979 و1981.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن شخصيا اول من امس ان الاتهامات بحق احمدي نجاد «تثير العديد من التساؤلات». وقال بوش في لقاء مع الصحافيين «ليس لدي معلومات» لتأكيد او نفي الاتهامات، غير انه اضاف «لكن من الواضح ان ضلوعه (في تلك العملية) يثير العديد من التساؤلات، وعندما نعرف الى اي مدى يريد الناس الوصول الى اجابات فأنا على ثقة انهم سيصلون الى تلك الاجابات».

ونقلت محطة فوكس الاخبارية التي تمثل أقصى اليمين الأميركي، امس عن احد المحتجزين في الحادث الذي وقع منذ 25 عاما قوله انه لما رأى صور الرئيس الايراني الجديد عرف انه كان احد الخاطفين. غير انه قال ان الشخص المذكور لم يكن من ضمن الطلبة الايرانيين الذين قاموا باستجواب الرهائن الأميركيين مباشرة وإنما كان يترأس احدى مجموعاتهم.

يذكر ان تجربة الرهائن الأميركيين واحدة من النقاط البارزة في التاريخ الاميركي الحديث اذ كلفت العملية تعطيل فترة الرئيس الأميركي جيمي كارتر لمدة 444 يوما زادت الى خسارة عدد من الارواح الأميركيين اثناء عملية انقاذ فاشلة وأدت في النهاية الى وصول الرئيس الجمهوري المتشدد رونالد ريجان للبيت الابيض.

واستدعت محطة «فوكس نيوز» خبيرا في التحليل الجنائي لتحليل ما اذا كان وجه نجاد هو نفس وجه احد الخاطفين. وأذاعت شبكة «ان بي سي» على محطاتها المتعددة لقاءات مطولة مع عدد من الخبراء البارزين لقياس مدى تأثير تلك الادعاءات على العلاقات المتوترة فعلا بين واشنطن وطهران.

وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية وهي مؤسسة فكرية وبحثية بارزة مقرها نيويورك تتمتع بتأثير على نواحي صناعة القرار الأميركي، انه حتى لو كان الامر صحيحا فان احمدي نجاد هو رئيس ايران حاليا ويجب التعامل مع ايران كدولة لا كأفراد حول قضايا شائكة مثل برنامج ايران النووي وعلاقتها بالعراق والنفط. وقال هاس: «لقد كانت تتوقع هذه الادارة (اي ادارة بوش) انهيار النظام الايراني من الداخل وحدوث تغيير بتدخل قليل منها. من الواضح ان ذلك لم يحدث». من جهة ثانية ذكرت صحيفة برافو التشيكية امس أن أحد زعماء المعارضة الايرانية المنفي خارج البلاد قال إن الرئيس الايراني المنتخب أحمدي نجاد قام بتسليم الاسلحة التي استخدمت في حوادث قتل ثلاثة من زعماء الاكراد في فيينا عام 1989.

وقال حسين يازدانباناه وهو عضو في المعارضة الكردية في إيران يعيش حاليا في العراق إن نجاد أشرف في هذا الوقت على عمليات الكوماندوز الخارجية كما كان «قائدا بارزا في الحرس الثوري غرب إيران». ويأتي حديث يازدانباناه مع صحيفة برافو التشيكية لان الزعيم الكردي عبد الرحمن غاسملو الذي عاش في براغ لفترة طويلة وتزوج من مواطنة تشيكية وتعلم في الجامعة الاقتصادية في براغ كان من بين القتلى في حادث فيينا. في هذا الوقت كانت حركة الاستقلال الكردية حليفة لحكومة تشيكوسلوفاكيا الشيوعية السابقة. وكان غاسملو، 58 عاما، الامين العام للحركة عندما قتل في الحادث.

وذكر تقرير الصحيفة أن غاسملو واثنين من الجناة قتلوا بعدما تلقوا دعوة من قبل الحكومة الايرانية للحضور إلى فيينا. وفي أعقاب حوادث إطلاق النار سمحت السلطات النمساوية للقتلة المشتبه بهم بالعودة إلى إيران حتى لا تتأثر علاقات التجارة بين إيران والنمسا. وقال يازدانباناه إن أحمدي نجاد سافر إلى فيينا ومهد الطريق لتنفيذ الاغتيالات. وأضاف للصحيفة «قبل يومين من اغتيال غاسملو كان أحمدي نجاد في فيينا. كانت مهمته تسليم الاسلحة من السفارة الايرانية إلى قوات الكوماندوز».

وكان بيتر بليتز العضو في حزب الخضر النمساوي والمتخصص في الامور الامنية قال قبل شهرين إنه يملك الدليل على الاشتباه في تورط أحمدي نجاد في حوادث الاغتيالات الدولية. وأضاف أنه يملك الدليل أيضا على أن المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة الرئيس الاسبق علي هاشمي رافسنجاني هو من أصدر أوامر مباشرة بتنفيذ حوادث الاغتيال حسب الصحيفة.