موسكو تبدأ رحلة البحث عن خليفة بوتين

وسط جدل يحتدم مبكراً على تعديلات دستورية تسمح بإعادة انتخابه لفترة ولاية ثالثة

TT

يحتدم الجدل مبكراً جداً بين الاوساط البرلمانية والسياسية الروسية حول خلافة الرئيس فلاديمير بوتين الذي تنتهي ولايته في مارس (آذار) 2008، ويترافق هذا الجدل مع بحث احتمال إجراء تعديلات دستورية قد تسمح باعادة انتخابه لفترة ولاية ثالثة. وكان مجلس الدوما قد فشل في محاولة اقرار تعديل على قانون الانتخاب بما قد يسمح بتحقيق الهدف المرجو في وقت يؤكد فيه رئيس اللجنة المركزية للانتخابات الكسندر فيشنياكوف عدم جواز تطبيق مثل هذه التعديلات على انتخابات الرئاسة، مشدداً على ان الانتخابات الرئاسية تجري بموجب دستور روسيا الاتحادية (الفصل الرابع). وفي الوقت نفسه أكد بوتين استحالة اجراء أي تعديل دستوري في هذا الشأن، وإن لم يستبعد التفكير في احتمالات العودة عام 2012، باعتبار ان المادة 81 لا تسمح بإعادة انتخاب الرئيس لأكثر من فترتين متتاليتين. وثمة مؤشرات ان الباب لم يغلق بعد أمام مثل هذه المحاولات، إذ من المقرر ان يعود مجلس الدوما الى التصويت على نص التعديل الذي يسمح للشخصيات القيادية في منصب المحافظ او عمدة المدينة او الرئيس بالترشيح لفترة ثالثة في حال الإعلان عن انتخابات مبكرة قبيل انتهاء الولاية الثانية، والاعلان لاحقا عن عدم دستورية الانتخابات المبكرة لأسباب قد يعزونها لاحقا الى عدم اكتمال النصاب القانوني على سبيل المثال. ورغم عبثية مثل هذا الطرح الذي يرفضه كثيرون من حزب السلطة، فان الانظار تظل معلقة بكل تحركات ممثلي القوى الموالية للكرملين الرامية الى توفير البدائل المحتملة. ومن هذه البدائل يشير البعض الى احتمالات تولي احدى الشخصيات القريبة الى بوتين لفترة واحدة قد لا تكتمل لإتاحة الفرصة لاحقا من اجل اعادة ترشيح بوتين الذي لن يكون عمره تجاوز الخامسة او السادسة والخمسين (بوتين من مواليد اكتوبر (تشرين الاول) عام 1952). وهناك آخرون يشيرون الى احتمالات تولي بوتين رئاسة الحكومة مع صلاحيات تقترب من صلاحيات رئيس الدولة الى حين حلول عام 2012 او الاعلان عن انتخابات مبكرة أيهما اقرب. وتعكف الأوساط السياسية على دراسة تحركات ممثلي الكرملين، ومحاولاتهم الرامية الى فرض السيطرة على اكبر مصادر الثروة بما فيها كبريات شركات النفط والغاز مثل «غاز بروم» و«روس نفط» الى جانب إحكام السيطرة على وسائل الإعلام في وقت يحذر فيه آخرون من احتمال نجاح تحركات مناوئة على غرار «الثورات الملونة». ويتوقف أنصار هذا الرأي عند ما يقال عن فشل سياسات بوتين تجاه عدد من بلدان الفضاء السوفياتي السابق وتنامي التذمر بسبب تدهور الاوضاع المعيشية في ظل تزايد عدد المليارديرات الذي بلغ 28، ولم يكونوا اكثر من ثمانية عام 2000، رغم ان شعبيته تظل قريبة من 70 في المائة بحسبما تشير نتائج استطلاعات الرأي. ولما كان الواقع الروسي يظل مفتوحا امام كل الاحتمالات، فان الفريق الضارب للرئيس بوتين الذي نجح في تشكيله من ابناء مدينته سان بطرسبورغ وزملاء المهنة من ممثلي اجهزة الأمن والقوة، يواصل تلمس كل السبل الرامية الى احكام السيطرة المالية والسياسية والاعلامية على الموقف، من دون اغفال وبطبيعة الحال محاولات جس النبض لاحتمالات رد الفعل خارج حدود الدولة الروسية. في هذا الاطار، يتناول المراقبون الاحاديث الصحافية لممثلي ادارة الكرملين الى عدد من ابرز الصحف والمجلات الغربية الى جانب التصريحات النارية التي تصدر من آن لآخر على لسان سيرغي ايفانوف وزير الدفاع المحسوب على فريق بوتين وأحد أبرز المرشحين لخلافته.