أصدرت محكمة بوسنية أمس حكما بالسجن 5 سنوات على عراقي موجود في البوسنة منذ سنوات عدة، فيما عثر على جثث 5 ضحايا من البوشناق في مقبرة جماعية شرق البوسنة، وتزامن ذلك مع توقيع اتفاق بين سراييفو وبلغراد في شأن جرائم الحرب في البوسنة، وهو ما ترجمته عملية مداهمة لمنزل لوكا كراجيتش شقيق زعيم صرب البوسنة الاسبق رادوفان كراجيتش في الجبل الاسود. وكان العراقي عبد العظيم مكتوف المتهم بمساعدة المقاتلين العرب إبان الحرب البوسنية قد اتى الى البوسنة من كندا وباشر بعض الاعمال التجارية فيه قبل 26 سنة، وفي 12 يونيو (حزيران) 2004 أودع السجن بتهمة مساعدة بعض المقاتلين العرب في البوسنة سابقا على قتل 3 كروات في منطقة أورتشو التابعة لاقليم ترافنيك وسط البوسنة في 19 أكتوبر 1993(تشرين الاول). وتعد محاكمة مكتوف الاولى من نوعها التي يحاكم فيها عرب بسبب مشاركتهم في الحرب البوسنية. ويمثل الحكم الصادر بحقه الحد الادنى من العقوبة المنصوص عليها في القانون البوسني. وقال محاميه عصمت ميهيتش إن «الحكم صدر من دون أدلة مؤكدة على تورط موكلي في جرائم حرب أو المساعدة في ارتكابها»، وتابع «من دون شك أن الحكم لا ينطبق على موكلي فقد قدمنا الادلة على عدم تورطه في ما نسب للمقاتلين العرب سابقا » وأكد على أنه سيستأنف الحكم الصادر بحق موكله. أما المدعي العام جوناتن سميث فقد أعرب عن ارتياحه لصدور حكم بسجن مكتوف لمدة 5 سنوات » نحن نعلم إن المتهم كان عضو في كتيبة المجاهدين السابقة، وآمل أن يكون الحكم ساهم في التئام الجراح بزينتسا وترافنيك». وفي سياق متصل وقعت البوسنة وصربيا والجبل الاسود في بلغراد بروتوكول تعاون بخصوص جرائم الحرب السابقة وسيتم بموجب الاتفاق تبادل المعلومات حول جرائم الحرب وأماكن المقابر الجماعية اضافة للمعلومات الخاصة بالمتهمين بارتكاب جرائم حرب. من جهة أخرى داهمت الشرطة في الجبل الاسود منزل لوكا كراجيتش شقيق زعيم الحرب في البوسنة رادوفان كراجيتش. وصادرت الشرطة البوسنية حسب ما صرح ناطق باسم وزارة الداخلية في بوتغوريتسا جهاز كومبيوتر يشتمل على رسائل وصور لكراجيتش ارسلها لشقيقه عبر الإنترنت، وصور فوتوغرافية مع أصدقائه وشريط العزاء في وفاة أم كراجيتش التي توفيت في 5 مايو (أيار) الماضي، بالإضافة لوثائق مهمة عثر عليها داخل منزل شقيقه. وتأمل الشرطة في الجبل الاسود في العثور على المزيد من الوثائق المتعلقة بأحد أكبر مطلوبين لدى محكمة لاهاي كراجيتش وملاديتش المسؤلين عن مقتل 200 ألف شخص في البوسنة لوحدها من بينهم أكثر من 10 آلاف في سريبرينتسا منتصف يوليو (تموز) 1995. وقال راديسلاف كراجيتش الشقيق الثاني لرادوفان كراجيتش «الشرطة قلبت المنزل رأسا على عقب ما تحت الارضية وما فوق السقف».