طهران تطلب من بغداد منع إقامة قواعد أجنبية دائمة

وزير الدفاع العراقي في إيران ويتبعه الجعفري مع ثلث حكومته الأسبوع المقبل

TT

طهران ـ وكالات الأنباء: دعا وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني امس، العراق الى منع إقامة قواعد عسكرية اجنبية دائمة على أراضيه، وذلك خلال لقاء عقده في طهران مع نظيره العراقي سعدون الدليمي الذي يقوم بزيارة رسمية الى طهران تمهد لزيارة مماثلة لرئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري وعشرة من اعضاء حكومته تبدأ الثلاثاء المقبل.

ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية شبه الرسمية عن شمخاني قوله خلال اللقاء ان «القوى الاجنبية قامت ببناء قواعد في العراق لا لغرض مواجهه تمرد او تحرك جزئي (لتنظيمات) مثل القاعدة». وأضاف «نحن نعارض هذه التحركات ونطالب بتعزيز السيادة الشعبية للحكومة العراقية ازاء هذه القضايا». وشدد وزير الدفاع الايراني على «ضرورة انسحاب القوات الاجنبية من العراق»، وقال ان «الحكومة والشعب العراقيين ينبغي ألا يسمحا للقوى الاجنبية بتعزيز سيطرتها في المنطقه بهدف تعزيز الحزام الأمني للكيان الصهيوني».

وأعرب من جانب آخر عن أمله «بأن يمضي الشعب العراقي قدما في كتابه الدستور والمشاركة الشاملة في الاستفتاء وتشكيل حكومة منتخبة ودائمة في هذا البلد». وجاءت تصريحات شمخاني هذه بعد انتهاء الجولة الاولى من المحادثات مع نظيره العراقي الذي يقوم بزيارة رسمية الى إيران تستغرق ثلاثة أيام.

وأكد الوزير الايراني «استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية للمساهمة في إعاده اعمار العراق وتوسيع العلاقات الثنائية وبسطها لتشمل التعاون الدفاعي والعسكري».

وأوضح شمخاني أن «الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى ان تطور وأمن البلدين يسهمان في إرساء الأمن والتنمية في المنطقة، ولهذا السبب فان طهران مستعدة لوضع امكاناتها بتصرف الحكومة العراقية لتحقيق هذا الهدف».

وأكد شمخاني «اننا ندعم عراقا مستقرا وآمنا وموحدا يقيم علاقات حسن جوار مع البلدان المجاورة». من جهته، قال الوزير العراقي، حسبما نسبت اليه الوكالة الايرانية، ان «لإيران والعراق اوجه اشتراك كثيرة والتركيز عليها سيؤدي الى حل الخلافات إن وجدت». وأضاف أن العراق «لا يشكل تهديدا لأي بلد وان الادعاء الاميركي بان يتحول العراق الى نموذج لبلدان منطقة الشرق الاوسط غير مقبول بالنسبة لنا».

ووصف الدليمي اجتماعه مع شمخاني بأنه انفراجة بعد عقود من انعدام الثقة بين الجانبين. ونسبت وكالة الأنباء الطلابية قوله «حتى اليوم لا توجد علاقات بين البلدين، لذا هناك العديد من القضايا الهامة ينبغي مناقشتها»، وأضاف «هدفنا ان نطمئن الاشقاء الايرانيين الى ان العراق منبع خير .. لا شر وان العراق يريد ان يكون دعامة للسلام والاستقرار والأمن في المنطقة».

وانتقد مسؤولون عراقيون ايران في اكثر من مناسبة خلال السنتين الماضيتين بالسماح لعبور مسلحين وأسلحة عبر الحدود المشتركة بين البلدين لزعزعة الاستقرار في العراق.

ولم يتطرق المسؤولون الى مثل هذه المشاكل في تعليقاتهم العلنية امس. ووصل الوزير العراقي الى طهران مساء الثلاثاء برفقة رئيس هيئة الاركان وقادة اسلحة البر والجو والبحرية في الجيش العراقي. ويفترض ان يلتقي الوفد العراقي كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الايرانيين ويزور مراكز عسكرية وصناعية عدة. وهي المرة الاولى التي يزور فيها وفد عسكري عراقي ايران منذ سقوط نظام صدام حسين في ابريل (نيسان) 2003 .

وكان العراق وايران، اللذان تواجها في حرب طويلة (1980-1988) اسفرت عن سقوط اكثر من مليون قتيل من الجانبين، تعهدا خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى بغداد في مايو (ايار) الماضي بفتح صفحة جديدة في علاقاتهما. ونسبت شبكة «خبر» الايرانية الى الادميرال شمخاني قوله لها قبل لقائه وزير الدفاع العراقي «نريد أن ننسى الماضي ونبدأ عهدا جديدا مع جارنا». ولم يوضح شمخاني ما إذا كانت إيران ستتنازل عن مطالبتها للعراق بالتعويض عن خسائر حرب الثماني سنوات. وقال الادميرال «إن عراقا سالما ومستقرا لن يكون مناسبا لنا فقط بل لكل المنطقة، وستبذل إيران أقصى جهودها لمساعدة العراق على استعادة أمنه واستقراره». من ناحية اخرى، نسبت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية الى مصادر مطلعة في طهران قولها إن الجعفري سيزور إيران الثلاثاء المقبل على رأس وفد مكون من عشرة وزراء. وأضافت هذه المصادر أنه في ضوء حقيقة أن حوالي ثلث أعضاء حكومة الجعفري سيزورون إيران فإن الزيارة «ينظر إليها باعتبارها نقطة تحول في العلاقات بين طهران وبغداد».