جيش الاحتلال: بناء جدار الفصل سيكتمل مع حلول العام المقبل

شارون ينتقد قرار محكمة العدل الإسرائيلية بشأن وقف بنائه بالقدس

TT

أعلنت قيادة الجيش الاسرائيلي، أمس، ان معظم أجزاء جدار الفصل في الضفة الغربية الفلسطينية أنجزت وان بقية الجدار، باستثناء المقطع الجنوبي سوف يكتمل بناؤه مع نهاية السنة او مطلع العام المقبل. وجاء هذا الاعلان خلال اجتماع رئيس الوزراء أرييل شارون، أمس، بمشاركة كل الفرقاء المهتمين بالموضوع. وانتقد شارون خلال الاجتماع محكمة العدل العليا الاسرائيلية التي أصدرت قرارات توقف بموجبها البناء خصوصا في منطقة القدس المحتلة.

وقال نائب وزير الدفاع، زئيف بويم، ان هناك عناصر يهودية يسارية تتعاون مع الفلسطينيين لعرقلة العمل في هذا المشروع الحيوي لأمن اسرائيل. اذ انهم يتوجهون الى المحكمة بدعاوى تتهم فيها الجيش بمصادرة الأراضي والأملاك الفلسطينية. واضاف "مع احترامي الشديد لحقوق الفلسطينيين، فان أمن اسرائيل بالنسبة لنا أهم".

واتضح خلال الاجتماع ان 213 كيلومترا من الجدار, انجزت وهي الممتدة من غور الأردن في شمالي الضفة الغربية وحتى منطقة قلقيلية في الوسط، في حين يجري البناء حثيثا في 190 كيلومترا أخرى، هي الممتدة من قلقيلية الى القدس المحتلة. منها 80 كيلومترا في منطقة القدس وحدها. وهناك مقاطع بطول 45 كيلومترا في منطقة القدس وثلاثة مقاطع بطول 18 كيلومترا في منطقة بيت لحم ما زالت عالقة في المحكمة. وأما المقطع الأخير من الجدار الممتد من جنوبي الخليل وحتى البحر الميت، فانه ما زال قيد التخطيط وسيبدأ العمل فيه في السنة المقبلة.

وأمر شارون قيادة الجيش بالالتفاف على المحكمة والدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين باتجاه التوصل معهم لحلول وسط، والاستمرار بعد ذلك في البناء وعدم انتظار المناقشات القضائية الطويلة.

يذكر ان محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا اتخذت في 9 يوليو (تموز) 2004 قرارا يعتبر الجدار مناهضا للقانون الدولي. وينوي الفلسطينيون طرح الموضوع على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كما قال وزير الخارجية ناصر القدوة اول من امس، مطالبين بمعاقبة اسرائيل على خرقها القانون الدولي طالما لم تهدم الجدار.

ويقول الفلسطينيون انهم من جهتهم لا يخالفون الجدار بشكل مبدئي شرط ان تقيمه اسرائيل على الأراضي التي كانت في حوزنها قبل عام 1967, لكنهم يرفضون ان يقام على أراضيهم داخل الضفة الغربية. ويؤكدون انه حتى بعد تعديل مسار الجدار باتجاه الحدود الاسرائيلية، فانه ما زال يلتهم عشرات ألوف الدونمات من الأراضي الفلسطينية ويمزق التواصل الجغرافي في العديد من البلدات ويعزل القدس عن الضفة ويقسم أحياء الى قسمين، بل انه في احدى مناطق القدس (قرب ابو ديس)، يقسم ديرا تابعا للكنيسة الى قسمين. وهو يطيل المسافات بين البيوت الفلسطينية وبين المدارس التي يتعلم فيها الأبناء.

الى ذلك زار قائد قوات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، العميد أفيف كوخابي، أول من أمس، مختار حي المواصي قرب خان يونس جنوب القطاع, للاعتذار عن الاعتداء الدامي الذي قام به المستوطنون على الصبي هلال زياد المجايدة (16 عاما) قبل عشرة أيام وكادوا فيه يقتلونه، لولا تدخل صحافيين اسرائيليين. وقال انه سيعمل كل ما في وسعه لاجتثاث ظاهرة الاعتداء على الفسطينيين من طرف يهود عنصريين متطرفين. وأكد انه يريد ان ينسحب الجيش الاسرائيلي من غزة بذكريات طيبة وليس بمثل هذه الذكريات البشعة.

ورحب به الفلسطينيون وطالبوه بتخيف ضغط الجيش على سكان المنطقة اذ ان المواطنين لا يستطيعون الذهاب الى العمل او للعلاج الطبي بسبب الحواجز والتعامل القاسي عليها , لكنه لم يعد بتغيير هذا الوضع وقال ان القيود ربما ستزيد في الأيام المقبلة، خصوصا مع بدء الانسحاب اذ ان الجيش يغلق المناطق حتى يكون انسحابه هادئا وحتى يمنع المتطرفين اليهود من دخول البلدات الفلسطينية والاعتداء على مواطنينيها.