مصدر جزائري مأذون: «رسالة العاهل المغربى إيجابية ومستعدون لبناء علاقة مع المغرب قائمة على الثقة»

TT

قال مصدر جزائري مأذون، إن الجزائر «مستعدة لبناء علاقات مع الأشقاء المغاربة، قائمة على الاحترام المتبادل، وعلى تقاسم المنافع على المدى البعيد». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن مضمون الرسالة التي بعث بها العاهل المغربي محمد السادس، للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الاحتفال بعيد استقلال الجزائر (05 يوليو (تموز) 1962)، «تعكس في الواقع إرادة الجزائريين في الدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام، بعيدا عن الحساسية التي يشكلها الملف الصحراوي بالنسبة للمغاربة».

وكان الملك محمد السادس، وجه رسالة لبوتفليقة أول من أمس، عبر فيها عن «نيته العميقة في تجاوز الخلافات مع الجزائر، بشأن القضية الصحراوية»، وجاء في الرسالة إنه «حان الوقت لبناء العلاقات بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل، والحوار البناء والالتزام الجاد». وأوضح المصدر الجزائري أن «الحكومة والشعبين الجزائريين، كانا دائما في مستوى التزاماتهما، سواء تجاه الحكومة والشعب المغربيين أو إزاء قضية الصحراء الغربية»، التي شدد، نفس المصدر على حرص الجزائر أن تبقى في إطار الأمم المتحدة، وأضاف في ذات الموضوع: «إذا أظهر المغرب رغبة حقيقية في الالتزام في الفصل بين البناء المغاربي والقضية الصحراوية وبين الأخيرة والعلاقات الثنائية، فإننا مستعدون لبناء علاقة ثنائية تذهب إلى أبعد حد يمكن أن يتصوره المغاربة، ولبناء مغرب عربي أساسه تقاسم المنافع». وأشار ذات المصدر إلى كون المغاربة «تصرفوا خارج اللياقة الدبلوماسية، عندما رفضوا زيارة رئيس الحكومة أحمد أويحى للمغرب (كانت مرتقبة يومي 21 و22 يونيو (حزيران) الماضي)، مع أنهم هم الذين طلبوها وحددوا تاريخها». وحسب المصدر، فإن ما وصفه بـ«الخطاب الإيجابي لرسالة محمد السادس، يذهب عكس الحملة الإعلامية المركزة، التي تشنها الصحافة المغربية ضد الجزائر، بإيعاز من الحكومة المغربية». وبدأت الحملة، حسب المصدر، منذ اعتراف جنوب إفريقيا بالصحراء الغربية في سبتمبر (أيلول) 2004، «فالمغاربة يعتقدون أن للجزائر ضلعا في قرار بريتوريا إقامة علاقات دبلوماسية مع البوليساريو، وهذا غير صحيح». ودعا المصدر المأذون الرباط إلى «تجاوز الأحقاد بما يتيح للبلدين، بعث حوار قائم على الثقة وعلى افتراض حسن النية* أما عن دعم الجزائر حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، فهو مبدأ مقدس عند الجزائريين، لأنهم يعرفون معنى الاحتلال، والاستقلال جاء بناء على إتاحة الفرصة لهم لتقرير المصير عبر الاستفتاء». وتدهورت العلاقات الجزائرية المغربية بشكل مفاجئ، عشية القمة المغاربية السابعة، التي كان يفترض أن تجري في ليبيا في مايو (أيار) الماضي، حيث أعلن ملك المغرب مقاطعتها بسبب رسالة وجهها بوتفيلقة لزعيم «بوليساريو» محمد عبد العزيز عشية القمة، جددت دعم الجزائر للصحراء. ورأى المغرب في ذلك «استفزازا» له، و«تراجعا عن اتفاق بين الطرفين، يقضي بإبعاد نزاع الصحراء عن العلقات الثنائية».