المؤتمر الإسلامي الدولي في عمان يناقش في آخر جلساته قضايا الغلو والتطرف والإرهاب

البحوث تناولت سوء تطبيق فكرة الجهاد والتكفير العشوائي وبعضها دعا لصياغة خطاب إسلامي معاصر

TT

ناقش المؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في العاصمة الأردنية عمان في آخر جلساته أمس برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ الدكتور عكرمة صبري، أبحاثا ركزت على مواضيع الغلو والتطرف والإرهاب وموقف الإسلام منها. وقدم عميد المعهد العالمي للفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية في ماليزيا، الدكتور محمد هاشم كمالي، بحثا بعنوان «فكرة الجهاد وسوء تطبيقها.. تفحص للأدلة في مصادرها»، تحدث فيه عن مفهوم الجهاد وأنواعه التي لا تقتصر على القتال والحرب وإنما تتجاوز ذلك الى جهاد النفس والعمل في خدمة المجتمع. وقال إن العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام دعت قبل أن يبدأ المسلمون في القتال الى مقاومة أهواء النفس بالجهاد. كما قدم المفكر الإسلامي الدكتور محمد سعيد البوطي من سورية بحثا حول موقف الإسلام من الغلو والتطرف والإرهاب أكد فيه أنه وفقا لنصوص الأحاديث النبوية الشريفة فإنه لا يجوز تكفير المسلم طالما أنه يشهد أن «لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله»، بل إن شرود الحاكم عن هدي القرآن والسنة لا يعد كفرا وبالتالي لا يجوز الخروج عليه. وبين أن تبني مفاهيم الغلو والتطرف يؤدي بأصحابها الى الانجراف وراء ظاهرة التكفير العشوائي بمعنى أنهم يكفرون كل من يخالف آراءهم وقناعاتهم الاجتهادية. وأعرب سفير ألمانيا السابق لدى المغرب، الباحث الدكتور مراد هوفمان، في بحثه بعنوان «الغلو والتطرف والإرهاب وموقف الإسلام منها» عن أسفه الشديد لسيطرة الأصوليين على المشهد الإرهابي في العصر الحديث، مبينا أن أهم ما يميز هذا المشهد هو أنه «وحشي» وأن أتباعه ينتمون الى أمم متعددة، وهو موجه ضد الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. واستعرض جملة من الآيات القرآنية التي تنبذ التعصب والتطرف وتؤكد وسطية هذا الدين واعتداله.

وقدم رئيس تحرير مجلة «الاجتهاد»، التي تصدرها الجامعة اللبنانية، الدكتور رضوان السيد بحثا بعنوان «سؤال النهوض وسؤال الأولويات» أكد فيه على وحدة الأمة الإسلامية على اختلاف مذاهبها وطوائفها، كما أكد أهمية أن تأخذ الأمة الإسلامية دورها في بناء حاضر العالم ومستقبله للوصول الى شراكة مؤثرة تخرج المسلمين من حالة الاستضعاف والعزلة الى التفاعل والمساهمة في بناء المجتمع العالمي. ودعا رئيس جامعة هامدارد الهندية، الدكتور سيد أوصاف علي، في بحثه «إعادة هيكلة العالم الإسلامي» زعماء الأمة الإسلامية الى عقد اجتماعات دورية لبحث القضايا والتحديات التي تواجه الأمة واقتراح الحلول الملائمة لحلها، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة ستعيد الثقة الى المسلمين وتعطيهم دفعة قوية الى الأمام. وفي الجلسة الثامنة التي ترأسها مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون القضائية والدينية، علي الهاشم، قدم عضو المجلس الشيعي الأعلى، هاني فحص، بحثا بعنوان «المواطنة.. دولة مدنية تحفظ الدين والمدنية» أكد فيه أن «المشروع الإسلامي مفتوح على التحديث والتطوير بما ينسجم مع موروثنا الثقافي والديني ورؤيتنا لنظام الكون والإنسان القائم على الاختلاف والحوار شرطا للوجود والتجديد والمواطنة الصالحة». وقدم مستشار ملك المغرب الدكتور عباس الجراري بحثا بعنوان «منطلقات لخطاب إسلامي معاصر» أكد فيه أن الحاجة ماسة اليوم الى صياغة خطاب فكري إسلامي معاصر يركز على ثوابت الاعتدال والتسامح والوسطية ويراعي كل المتغيرات والمستجدات للتعامل مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقال إن مثل هذا الخطاب يجب ان يراعي كذلك المصالح العامة للمسلمين منظور شمولي يعتمد على التيسير والتبسيط والابتعاد عن التنفير بهدف تفعيل النص الديني وإبقاء تأثيره في حياة المسلم». وقدم عميد التربية والتعليم في جمعية المقاصد الخيرية اللبنانية الدكتور هاشم نشابة بحثا بعنوان «هل فشلت محاولات التجديد في العالم الإسلامي» دعا فيه الى جمع إبداعات المفكرين العرب والمسلمين وإنشاء مؤسسة متخصصة لرصد إبداعات المفكرين العرب والمسلمين في العصر الحديث ووضع الاستراتيجيات الملائمة لتحليل هذا الفكر وتطويره في ظل أجواء من الحرية المسؤولة البعيدة عن الفوضى والتعصب. واستعرض الوزير الماليزي، الدكتور عبد الحميد عثمان، في بحث بعنوان «مفهوم إسلامي حضاري» المبادئ والمفاهيم التي يجب ان يقوم عليها المشروع الإسلامي الحضاري المنشود بما في ذلك توفير اجواء العدالة والاستقرار والحرية والتنمية الشاملة والمتوازنة وتحسين نوعية الحياة مع التركيز على أفكار الاعتدال والوسطية والتكافل والترابط على أسس من الثقة والأخلاق الفاضلة. وفي بحث بعنوان «الوسطية بين الاعتدال الفكري والتطبيق العملي» أكد رئيس المكتب السياسي لحزب الوسط الإسلامي، المهندس مروان الفاعوري «الالتزام بالأفكار والمفاهيم الوسطية التي حث عليها ديننا الحنيف وتطبيقها على ارض الواقع، ممارسة وسلوكا، لتحقيق التأثير والتطور والتقدم المنشود»، مشيرا الى قوله تعالى «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس».