مجزرة للأطفال في بغداد : مقتل 27 وإصابة 67 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة

أمهاتهم يغبن عن الوعي في المستشفى وآباؤهم يتساءلون: هل هذه مقاومة؟

TT

شهدت بغداد امس واحدة من اكبر المجازر المرتكبة بحق المدنيين خلال السنتين الماضيتين، فقد قتل 27 شخصا واصيب 67 اخرون بجروح معظمهم من الاطفال في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية عسكرية اميركية في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرقي العاصمة العراقية. وقال مصدر في الطب العدلي في مستشفى الكندي ان «اعمار القتلى والجرحى تتراوح ما بين 6 اعوام و13 عاما» مشيرا الى ان «هناك شابا واحدا بين القتلى يبلغ من العمر 18 عاما».

ومن جانبه، اكد مصدر طبي في مستشفى ابن النفيس «تسلم جثث سبعة قتلى من الاطفال دون الخامسة عشرة بالاضافة الى اربعة جرحى بينهم امرأة كبيرة بالسن».

وافاد الجيش الاميركي بانه نقل طفلين اصيبا بجروح للعلاج في احد مستشفياته، واكد ان «جنديا قتل واصيب اثنان اخران في الانفجار».

وبحسب احد شهود العيان في مكان الانفجار فإن قوة اميركية حضرت الى المكان ودعت المتجمعين هناك الى الانصراف لوجود معلومات عن سيارة مفخخة. وقال ان «الجنود الاميركيين قطعوا الشارع وطلبوا من الناس عدم التجمع والتوجه الى بيوتهم».

واضاف «لكن احدا لم يلتفت للتحذيرات، وتجمع عدد من الصبية بالقرب من الجنود الاميركيين الذين بادروا بدورهم الى اعطائهم حلويات».

وتابع الشاهد «في هذه الاثناء جاءت سيارة مسرعة من احد الشوارع الفرعية وفجر الشخص الذي بداخلها نفسه وسط الجموع». واوضح ان «جميع القتلى والجرحى من الاطفال ومنهم من فقد رأسه واطرافه ومنهم من تفحم ومنهم من اصيب بجروح بليغة». وقال مصور لتلفزيون رويترز ان الانفجار وقع وسط منازل دمر أجزاء ثلاثة مها.

وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية أن 27 شخصا قتلوا واصيب 67 آخرون بجروح معظمهم من الاطفال في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة استهدف دورية اميركية في بغداد.

ونقلت رويترز عن قائد الكتيبة بالجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل كيفين فاريل قوله ان رجاله كانوا قد ضربوا نطاقا حول منطقة تضم منازل قرب طريق سريع لاجراء مداهمات امنية عندما تقدم المهاجم بسيارته قادما من شارع ضيق. واضاف ان المهاجم فشل في اختراق النطاق العسكري وفجر سيارته في حشد قريب من الاطفال والكبار.

وكان شرطي عراقي ذكر في وقت سابق ان الجنود الاميركيين كانوا يوزعون حلوى على الاطفال الذين تجمهروا حول الدورية وهو ما يفسر سبب مقتل هذا العدد الكبير من الاطفال.

ونفى الجيش الاميركي ان قواته كانت توزع حلوى على الاطفال. والى مستشفى الكندي حضر العشرات من ذوي الضحايا وهم بحالة هستيرية بحثا عن اطفالهم الذين قتلوا او اصيبوا بالانفجار، وراحت بعض النسوة يلطمن بينما اصيبت اخريات بالاغماء وهن يشاهدن اطفالهن مقطعي الاوصال في ثلاجات المستشفى، حسبما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وصب معظم اهالي الضحايا غضبهم على الجماعات المسلحة التي تقف وراء مثل هذه العمليات، وتساءل حسن محمد الذي قتل ولده علاء (13 عاما) «لماذا يقتلون ابناءنا الابرياء ؟ ما الذنب الذي اقترفوه لتقطع اوصالهم بهذه الطريقة الوحشية البشعة ؟».

واضاف ان «الاميركيين لم يفقدوا سوى سيارة هامفي لكننا فقدنا العشرات من اطفالنا وفلذات اكبادنا». ومن جانبه، انتقد حسين راضي الذي فقد ولده محمد (11 عاما) الجماعات المسلحة، وقال «اذا كانت هناك مقاومة شريفة في العراق فلتعلن عن نفسها وسنكون كلنا معها». واضاف «لكن الحقيقة هو انه ليست هناك مقاومة شريفة بل مجموعة من القتلة المجرمين الذين يستهدفون ابناء بلدهم من العراقيين الابرياء». وتابع ان «كل الذين يقتلون هم من العراقيين .. من الشرطة والجيش واليوم من الاطفال الابرياء».

من جهته قال ابو راضي الذي فقد ابنه محمد (12 عاما) «عند سماعي الانفجار هرعت الى مكان الحادث بحثا عن ابني لكنني لم اجده .. وجدت فقط دراجته الهوائية وعليها اثار دماء». واضاف «جئت الى المستشفى وبحثت عنه في كل مكان لاعثر عليه اخيرا في ثلاجة الموتى ولم يبق منه سوى رأسه بينما تفحم الجسم بالكامل».

وقال راضي حمود الذي اصيب ابنه حسام (13 عاما) بجروح «لقد فقد ابني ساقيه ولم يعد قادرا على الحركة وقال لي الاطباء ان حالته خطرة جدا لانه نزف الكثير من الدم». واضاف «ربما يعيش ابني واكون اكثر حظا من الاخرين الذين فقدوا ابناءهم والى الابد». وكانت منطقة بغداد الجديدة قد شهدت في الاسابيع الماضية العديد من العمليات المسلحة كان اغلبها انفجارات لسيارات مفخخة راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح اغلبهم من المدنيين. وفي بغداد ايضا قتل ثلاثة عراقيين واصيب تسعة اخرون بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في حوادث متفرقة. الى ذلك قال مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان شرطيا من قوة التدخل السريع يدعى محمد حسون ذياب قتل برصاص مسلحين مجهولين. واوضح ان الحادث وقع صباح امس امام منزله الواقع في منطقة الدورة جنوب بغداد.

واضاف المصدر ان تبادلا لاطلاق النار وقع صباح امس في نفق حي الشرطة (غرب بغداد) بين مسلحين مجهولين وقوة من طوارئ بغداد ادى الى اصابة اثنين من عناصر الشرطة وثلاثة مدنيين، وتابع ان مسلحين مجهولين فتحوا صباح امس النار على دورية للشرطة في شارع 14 رمضان في منطقة المنصور (وسط بغداد) ادى الى اصابة شرطي بجروح. واكد المصدر ذاته مقتل ضابط في الجيش وجندي واصابة آخر كانوا في سيارة يستقلونها في منطقة البياع (غرب) عندما هاجمهم مسلحون مجهولون. من جهة اخرى قالت مصادر في شرطة محافظة ديالى الواقعة على بعد 65 كيلومترا الى الشمال من بغداد ان العقيد شعلان عبد الخالق قائد فوج التدخل السريع في المحافظة توفي امس متأثرا بجراحه بعد ان هاجمه مسلحون مجهولون الاسبوع الماضي. وقال مصدر، طلب عدم ذكر اسمه، ان عبد الخالق كان قد تعرض لمحاولة اغتيال منذ نحو أسبوع عندما هاجم مسلحون بالرشاشات موكبه في حي المعلمين في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى. والى الشمال من بغداد قتل جنديان عراقيان ومقاول ومدني في اربع حوادث منفصلة.

وقال المقدم حطاب ضامن من الجيش العراقي في الشرقاط (300 كلم شمال بغداد) ان جنديا عراقيا قتل واصيب اثنان اخران امس عندما فجر انتحاري يستقل دراجة نارية نفسه على رتل للجيش العراقي في منطقة الصديرة (17 كلم شمال شرقي الشرقاط) واوضح ان الجنود علموا بالامر وفتحوا النار على الانتحاري ففجر نفسه على بعد عشرين مترا من القافلة.

وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد) قتل مقاول عراقي واصيب جندي آخر بجروح امس اثر سقوط عدد من قذائف الهاون على قاعدة للقوات الاميركية والعراقية في منطقة الصينية (17 كلم غرب بيجي). واوضح ان المقاول كان يروم دخول القاعدة لانهاء اعمال انشائية عندما سقطت القذائف.

وفي الطوز (200 كلم شمال بغداد) قتل جندي عراقي وجرح آخر جراء اطلاق نار عند حاجز مشترك للتفتيش من الجيشين العراقي والاميركي عند منطقة حمرين (19 كلم جنوب الطوز). وفي بلد (70 كلم شمال بغداد) قتل جندي عراقي واصيب اخر جراء اطلاق النار من مسلحين كانوا يستقلون سيارة هاجموا سيارة للجيش العراقي كانت متوقفة في منطقة تقاطع يثرب (5 كلم شرق بلد).