في مؤشر آخر على احتدام النقاش في الولايات المتحدة، حول الوجود الاميركي في العراق، تنظم لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ سلسلة من جلسات الاستماع والمناقشة تبدأ الاثنين المقبل وتستمر لأكثر من اسبوع لمناقشة «استراتيجية اميركا الجديدة» في العراق تخصص منها جلسة لمناقشة الوضع الاقليمي و«دور الدول العربية السنية» خصوصا اعادة اعمار العراق وتطوير العملية السياسية فيه.
وستكون هذه اكبر سلسلة يشهدها الكونغرس بشكل متواصل لمناقشة الوضع المتأزم في العراق.
وقال رئيس اللجنة ريتشارد لوغر ان المجلس سيعقد الاسبوع المقبل سلسلة من جلسات الاستماع حول مستقبل العراق والمواضيع الامنية والتطور السياسي والاقتصادي فيه وعلاقاته مع البلدان المجاورة. واوضح ان كل جلسة استماع ستكون مناسبة للاستماع الى خبراء حول اربعة خيارات ممكنة لمعرفة «كيفية تحسين فرص النجاح في العراق».
ومنذ اول جلسة سيسأل اعضاء مجلس الشيوخ ثلاثة اساتذة جامعيين «هل يتعين على التحالف اعادة النظر في استراتيجيته المعتمدة في التصدي للتمرد في الوقت الراهن؟» و«هل تستطيع الولايات المتحدة ان تنجح اذا ما طلبت من حلفائها زيادة مساعدتهم وارسال قوات لحماية الحدود العراقية؟» و«هل يتعين تغيير بنية الانتشار الاميركي في العراق، او هل من الضروري اعادة النظر في الجدول الزمني لتشكيل قوات الامن العراقية؟».
وعلى الصعيد السياسي، سيسعى اعضاء مجلس الشيوخ الى معرفة هل سيكون من الافضل التقيد بالجدول الزمني لطرح مشروع دستور او الاكتفاء بشبه دستور يقتصر على تسوية المسائل التي لا تثير خلافات حادة. وسيسألون ايضا «كيف تستطيع الولايات المتحدة تطوير علاقاتها» مع مختلف المسؤولين السياسيين العراقيين، بحيث ينشأ تفاعل في ما بينهم بدلا من اللجوء الى العنف. وستتمحور جلسة 27 الشهر الحالي حول الدور الذي تضطلع به كل من ايران وسورية والسعودية وبلدان الخليج وتركيا.
ووفق مصدر مطلع في اللجنة فان هذه الجلسة ستركز على بحث الدور المحتمل للدول العربية السنية في تشجيع العرب السنة في العراق على المشاركة بالعملية السياسية وفي تدريب القوات العراقية.
وحسب المصدر ستناقش الجلسة أيضا اقتراحا بضم دول عربية الى ما تسمى «مجموعة الاتصال الدولية لاعادة البناء» لتقوم هذه الدول بالمشاركة في اعادة اعمار العراق عن طريق تمويل وتنفيذ مشاريع في العراق وتوفير العمال والموظفين العرب لها. ومن المنتظر ان تكثف اللجنة مطالبتها لدول عربية بإعفاء العراق من ديونه، وذلك «لتخفيف التمرد عن طريق نزع الوجه الاميركي من عملية اعادة البناء». واضاف المصدر ان الجلسة ذاتها ايضا ستناقش ما اذا كانت ايران «تخرق استقرار العراق» وتبحث عن «نفوذ لها بين الشيعة» وما اذا كان ينبغي على واشنطن اتخاذ مواقف اقوى من سورية.