فلسطينيو عين الحلوة يرفضون الاتهامات اللبنانية عن ضلوع بعضهم في محاولة اغتيال المر

TT

المعلومات الأمنية التي تحدثت عن وقوف جهات اسلامية متطرفة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين وراء محاولة اغتيال الوزير الياس المر، اعادت الضوء الى هذا المخيم الواقع قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان والذي آوى عناصر ارهابية ومنظمات أدينت بجرائم مست الأمن اللبناني، كاغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية المعروفة بالاحباش الشيخ نزار الحلبي في بيروت، وتفجير مطاعم ومقاه وقتل مواطنين، والتورط في اغتيال القضاة الاربعة في قوس العدالة في مدينة صيدا قبل سنوات.

وقد اجمعت القيادات الفلسطينية بمختلف تلاوينها، وكذلك سكان المخيم، على رفض هذه الاتهامات ووصفها بالمحاولة اليائسة لإلصاق التهم بالمخيم وهي «اسطوانة اعتاد ابناء المخيم على سماعها مع كل اخفاق او عجز أمني»، كما يقول احد ابناء المخيم، علي الطاهر لـ«الشرق الأوسط». ولا يعرف معظم ابناء المخيم الكثير عن «ابو همام» الذي ورد اسمه في بعض التقارير الأمنية التي تحدثت عن تخطيطه لاغتيال الوزير المر. وتتضارب الروايات التي يرد ذكرها على لسان بعض العارفين بـ«ابو همام» وهم قلة قليلة ، ولكن مصادر فلسطينية أوضحت لـ«الشرق الأوسط» ان «ابو همام» لم يستقر في المخيم بل كان المخيم بالنسبة له مجرد محطة في تنقلاته، حيث وفد اليه عام 1998 ومكث فيه لمدة عامين قبل ان يغادره الى جهة مجهولة. هذا ولم يلحظ عليه خلال فترة وجوده ما يدل على تزعمه مجموعة ارهابية، وان كان يشاهد دائماً بصحبة عدد من الافراد.

و«ابو همام» كما تروي المصادر الفلسطينية «رجل ملتزم دينياً ويبلغ من العمر 38 عاماً وهو متزوج من قريبة له عمرها 34 عاماً ولا يعرف بالضبط اسمه الحقيقي ، وان كان البعض يعتقد انه من آل الدقاسمة وعائلته تقيم في مخيم البقعة في الاردن. وقد اقام في المخيم حيث استأجر منزلاً في حي الصفوري عند الطرف الجنوبي من المخيم وكان يسدد ثمن الايجار في موعده لصاحب المنزل الفلسطيني صالح الحسن الملقب بالتركي. كما انه لم يغير منزله هذا طيلة فترة وجوده في المخيم.

وتروي احدى الجارات واسمها فاطمة ان زوجة «ابو همام» بقيت لسنوات حتى بعد مغادرة زوجها الى مكان بقي مجهولاً لها ولنا، وان كان يعتقد انه توجه الى الاردن. الا ان الزوجة غادرت بدورها المخيم بعد ورود مكالمة هاتفية تفيد ان زوجها قتل وعليها العودة الى فلسطين. ولم توضح المكالمة مكان وكيفية مقتله مع الترجيح انه قتل اثناء محاولته الدخول الى الاردن عبر احدى نقاط الحدود البرية.

وكانت سلسلة اتهامات وجهت سابقاً الى مخيم عين الحلوة ، الذي يعتبر المخيم الاكبر للاجئين في لبنان، بايواء عناصر ارهابية متطرفة مارست تفجيرات واستهدافات أمنية خطيرة في عدد من المناطق اللبنانية. وقد شكل «مخيم الطوارئ» وهو احد احياء المخيم المذكور مأوى آمناً ومعقلاً لهذه الجماعات التي كان ابرزها منظمة «عصبة الانصار» التي يتزعمها المتهم الفار احمد عبد الكريم السعدي الملقب «ابو عبيدة» والمدان بقتل الشيخ نزار الحلبي، ثم خرجت منها مجموعة كانت اكثر تطرفاً وتكفيراً كما احتضن المخيم عناصر لبنانية متهمة ايضاً بارتكابات أمنية ومنها «مجموعة الضنية» التي فر عدد من افرادها الى المخيم عقب معارك مع الجيش اللبناني في جرود الضنية في شمال لبنان قبل سنوات، فضلاً عن مجموعات اخرى تتخذ من حي الصفصاف مقراً لها كعصبة النور التي قتل زعيمها عبد الله الشريدي قبل عامين في كمين نصب له داخل المخيم. كذلك مجموعة «جند الشام» التي اعلن عدد من المسؤولين فيها عن استقالات جماعية.

والمجموعات المتطرفة في المخيم التي تراجعت نشاطاتها الدموية قبل عامين لعدة عوامل، ومنها «خلخلة» بنى هذه المنظمات واعتقال عدد من الناشطين فيها وتطويق الخناق عليها من قبل حواجز الجيش اللنباني التي ترابض على مداخل المخيم، وتصفية ناشطين آخرين بسبب خلافات داخلية، كلها عوامل ساهمت في تراجع «الفعل الاجرامي» لهذه المنظمات. بيد ان اللافت في تراجع عمل هذه المنظمات انه حدث بعد الاحتلال الاميركي للعراق لذلك قيل ان مجموعات منها انتقلت الى داخل العراق، وان عدداً من الذين غادروا اعلن عن مقتلهم عبر مكبرات للصوت داخل المخيم.

وفي ردود الفعل الفلسطينية قال قائد ميليشيا حركة «فتح» في لبنان العقيد منير المقدح «اننا نسمع لاول مرة باسم «ابو همام»، ونحاول الوصول الى اية نتيجة، خصوصاً انه لا توجد صعوبة في الوصول الى النتائج، لكننا لم نبلغ بأي شيء من قبل السلطات اللبنانية». واضاف: «بعد التسريبات الاعلامية سنأخذ اجراءاتنا الطبيعية كمسؤولين فلسطينيين واذا تلقينا اي شيء فسيتم الاعلان عنه».

وقال المقدح: «لقد كانت الاتهامات في السابق توجه الى الاجهزة الأمنية اللبنانية وها هي هذه الاجهزة اصيبت بدورها من خلال محاولة اغتيال المر».

وفي هذا الاطار اصدرت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بياناً دانت فيه بشدة محاولة اغتيال المر مؤكدة «رفضها تصويب سهام الاتهامات باتجاه المخيمات عند كل جريمة مدانة مسبقاً من قبلنا. لتحملنا ما لا يليق بقضيتنا، ولتشويه صورة شعبنا والتحريض علينا».