أمين الجمارك السورية في نقطة «جديدة يابوس» الحدودية لـ«الشرق الأوسط»: نمارس حقنا الطبيعي في حماية حدودنا مع لبنان وإجراءات التفتيش صارت أكثر دقة من ذي قبل

TT

أكد أمين جمارك نقطة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان عمر شهاب العيسى لـ«الشرق الأوسط» لدى زيارة النقطة الحدودية أن «لا شيء غير طبيعي في الإجراءات التي تتخذ بشأن السيارات والشاحنات الآتية من لبنان باتجاه الأراضي السورية».

وأوضح المسؤول السوري أن الجديد في الأمر أن عمليات التفتيش باتت الآن أكثر دقة من قبل نظراً للعثور في وقت سابق على كمية من المتفجرات في إحدى السيارات الآتية من الأراضي اللبنانية، مما حدا بالسلطات السورية إلى ممارسة حقها الطبيعي في ضمان أمن حدودها، تحسباً من دخول سيارات قد تكون فيها متفجرات أو مواد مشبوهة مثل النفايات النووية أو ما شابه ذلك إلى الأراضي السورية. وكانت «الشرق الأوسط» قد زارت نقطة جديدة يابوس الحدودية بين البلدين في إطار جولة نظمتها وزارة الاعلام السورية، ووقفت على واقع الحال واطلعت على بعض عمليات تفتيش السيارات الآتية من لبنان، واكتشفت أن لا طوابير داخل الأراضي السورية ولا إشكالات، وإن ما يجري في حقيقة الأمر هو «إجراءات جمركية» طبيعية وروتينية كالمعتاد، في حين أصبحت «الإجراءات الأمنية» أكثر تشدداً من ذي قبل.

وفي حين قال سائقو شاحنات من جنسيات عربية مختلفة إنهم انتظروا أربعة أيام حتى أتى دورهم في التفتيش، أشار آخرون إلى أنهم انتظروا أربعاً وعشرين ساعة، فيما لم يمكث البعض على الحدود أكثر من ثلاث أو أربع ساعات.

ولاحظت «الشرق الأوسط »أن موظفين من هيئة الطاقة الذرية في سورية يشاركون في تفتيش السيارات بواسطة أجهزة خاصة بالكشف عن الاشعاعات الناتجة عن نفايات نووية، وقال أحد هؤلاء الموظفين إن هذه الأجهزة تستخدم منذ أكثر من 12 عاماً، وأنه لم تسجل منذ ذلك الحين سوى حادثة واحدة وقعت عام 1993، حيث تم الكشف عن كمية من دهانات الطلاء تتضمن نواتج نفايات اشعاعية.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال أمين جمارك جديدة يابوس إن الاجراءات الأمنية المشددة تخدم مصالح سورية ولبنان وجميع الدول العربية المجاورة، لافتاً إلى أنه تم في وقت سابق ضبط كمية من المتفجرات تبلغ نحو مائتي كيلو غرام من مادة الـ «تي.إن.تي» في شاحنة وان هناك معلومات واخباريات عن حقائب مفخخة، لذلك يتم التفتيش بشكل دقيق.

ونفى المسؤول الجمركي أن يكون الهدف من الإجراءات المتخذة هو الانتقام من اللبنانيين، ولاحظ وجود مبالغة في وصف الوضع من قبل بعض وسائل الإعلام، ودعا كل من يريد الوقوف على حقيقة الأمر القدوم الى نقاط الحدود في اي يوم والاطلاع على الواقع.

وأشار سائقون مقبلون من لبنان إلى أن طبيعة مواقف الشاحنات في الأراضي اللبنانية تساهم في أزمة المرور، لافتين إلى أنهم يمضون على الحدود السورية العراقية من الوقت أضعاف ما يمضونه على الحدود السورية اللبنانية، فيما أعرب مسؤولو الجمارك السورية عن استغرابهم لتسليط الضوء على موضوع الحدود السورية اللبنانية، متجاهلين حقيقة أن الاجراءات الأمنية المتبعة هي «لصالح سورية ولبنان والاشقاء العرب» ولا تقتصر على حدود دولة معينة بل تتخذ على حدود سورية مع كل البلدان العربية المجاورة وخصوصا العراق.