بلازي يدعو إلى حوار مباشر بين المغرب والجزائر حول الصحراء ويؤيد حلا سياسيا عادلا للنزاع

TT

أكد وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، فيليب دوست بلازي، اول من امس بالدار البيضاء عزم بلاده على مواصلة العمل على تعميق شراكة استراتيجية مع المغرب في مختلف المجالات.

وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسي في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره المغربي محمد بن عيسى أن فرنسا تعمل مع المغرب في مجالات عديدة، منها على الخصوص المجال الاجتماعي، مشيرا الى العناية الخاصة التي تحظى بتحديث القطاع الصحي وتعميم التغطية الاجتماعية ومشروع خلق مركز للبحث حول الأمراض المعدية والصاعدة.

ووصف بلازي الذي عبر عن ابتهاجه للاستقبال الذي خصه به العاهل المغربي الملك محمد السادس وللمحادثات التي أجراها مع نظيره المغربي الحوار السياسي بين البلدين، بالمكثف والواثق، مشيرا الى أن البلدين يتقاسمان «رؤية موحدة للمشاكل الدولية الكبرى والتحديات الجهوية».

وبخصوص نزاع الصحراء، دعا الى حوار مباشر بين المغرب والجزائر لفض النزاع، مبرزا ان بلاده تدعم حلا سياسيا لقضية الصحراء تتفق عليه جميع الأطراف في إطار الأمم المتحدة.

وأوضح أن فرنسا «تساند بشكل كبير مجهودات الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم مقبول من قبل جميع الأطراف كما أكد على ذلك القرار الأخير للأمم المتحدة الذي صادق عليه بالإجماع مجلس الأمن الدولي».

وفيما يخص تعيين ممثل خاص أو مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة أو هما معا، عبر بلازي عن أمله في أن يلقى هذا التعيين تراضيا لدى كافة الأطراف المعنية، معبرا عن دعم بلاده للعمل الذي تقوم به «مينورسو» المكلفة مراقبة احترام وقف إطلاق النار المعمول به منذ1991، وللمهمة الموكولة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذا للمفوضية العليا لغوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مجددا يقينه بأن «حوارا سياسيا مباشرا بين المغرب والجزائر من شأنه أن ييسر تسوية قضية الصحراء».

وعلى الصعيد الدولي، أكد الوزير الفرنسي أن المغرب وفرنسا يتقاسمان رؤى مشتركة بخصوص القضايا الدولية، مشيرا بخصوص تطورات الوضع في العراق إلى أهمية تفعيل توصية مجلس الأمن رقم 1546 التي تحدد منطقا للسيادة.

وفيما يتعلق بالشراكة الأورو متوسطية، أكد بلازي أن المغرب وفرنسا يعملان بتنسيق بينهما بشكل مستمر في إطار مسلسل برشلونة، كما يعملان في فضاءات اورو متوسطية أخرى، منها على الخصوص مجموعة 5 زائد 5. وأكد أن بلاده تعمل على أن يؤخذ المغرب العربي في الاعتبار كتجمع تسانده أوروبا في الاندماج، داعيا إلى تفعيل هذه الدينامية الاندماجية للمنطقة المغاربية.

وفي معرض حديثه عن ظاهرة الإرهاب غداة الأحداث الإرهابية التي شهدتها العاصمة البريطانية، شدد الوزير الفرنسي على أنه لا ينبغي التعامل مع أي دولة أو دين بمنظور تحقيري، معبرا عن رفضه للحقد والرعب والنزعات اللا إنسانية.

واعتبر رد فعل مجموعة الدول الثماني الصناعية أحسن جواب على ظاهرة الارهاب لكون المجموعة تابعت اشغال اجتماعها الذي افتتح في نفس اليوم الذي هزت فيه هذه الاحداث الارهابية أركان العاصمة لندن.

من جهته، قال بن عيسى إن اللقاء تناول مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وأبرز التقارب الكبير في وجهات نظر البلدين، مضيفا أن اللقاء كان فرصة لاستعراض عدد من القضايا المدرجة في أجندة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، وعلى أدوات تفعيل اتفاقية الشراكة الموقعة بين الطرفين، واللقاء السابع على مستوى رؤساء الحكومات المرتقب خلال أيام 27 و28 سبتمبر (ايلول) المقبل. وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين، نفا بن عيسى أن يكون المغرب قد تلقى طلبا من بريطانيا للتعاون في التحقيقات حول تفجيرات لندن. وأضاف في إشارة إلى الطلب المغربي لترحيل الكربوزي «في الواقع نحن الذين طلبنا من لندن استرجاع أحد المطلوبين لدينا في قضايا إرهابية، وللأسف الشديد لم تكن الاستجابة مرضية لحد الآن».

وكان بلازي قد استقبل من قبل الملك محمد السادس اول من امس، في اول زيارة يقوم بها خارج اوروبا منذ تعيينه جريا على عادة تتبعها حيال المغرب كل من اسبانيا وفرنسا والبرتغال.

ويشكل المغرب موقعا مهما بالنسبة للوجود الفرنسي في شمال افريقيا والقارة كلها، لا من ناحية حجم الاستثمارات، او من ناحية التعاون في قطاع التعليم، ذلك ان اكبر عدد من الطلبة المغاربة في الخارج يوجد في فرنسا، وايضا من الناحية السياسية، حيث توجد بين الرباط وباريس شراكة استراتيجية.

ولم يؤثر الانفتاح الذي نهجه المغرب في علاقاته الخارجية، ولاسيما ابرامه اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة، على علاقته الممتازة مع فرنسا التي تتخذ موقفا ثابتا حيال نزاع الصحراء.