الجزائر: البرلمانيون العرب يدينون هجمات لندن ويطالبون حكوماتهم بالتصدي للحملات التي يتعرض لها العرب والمسلمون

TT

أعرب البرلمانيون العرب عن رفضهم مشروع الشرق الأوسط الكبير، «الذي تروج له الإدارة الأميركية»، واعتبروه «محاولة مكشوفة لطمس الهوية العربية والإسلامية في المنطقة وإدماج إسرائيل فيها».

وجاء في «إعلان الجزائر» الذي انهى اشغال الدورة الـ46 للاتحاد البرلماني العربي أول من أمس في الجزائر، أن مشروع الشرق الأوسط الكبير «يشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للبلدان التي يشملها ومحاولة لصياغة أنظمتها وأوضاعها وفقا للمصالح الأميركية»، ودعا إلى اتخاذ موقف عربي إسلامي موحد للتصدي له.

وأوضح البيان الختامي الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أن البرلمانيين العرب «يؤيدون فكرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل». وأوضح أن عملية الإصلاح والتطوير في المنطقة العربية «شأن داخلي تقرره إرادات الشعوب وفقا لمصالحها»، داعيا الحكومات العربية إلى تجسيد مشاريع الإصلاح وإقرار الديمقراطية» دونما إبطاء وبما ينسجم وخصوصيات كل بلد». ودان «إعلان الجزائر» الإرهاب «بجميع أشكاله وصوره وممارساته»، مؤكدا على أن «الاحتلال يشكل ذورة الإرهاب». وشددت الوثيقة على ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في النضال من أجل تحرير أرضها، رافضة الربط بين الإرهاب والدين الإسلامي. وتناول البيان الحملات الإعلامية التي يتعرض لها العرب والمسلمون، فدعا الدول العربية والإسلامية إلى «تبني استراتيجية إعلامية لمواجهة حملات التشويه والمفاهيم المغلوطة حول الإرهاب». وفي نفس السياق، دان «بشدة العمل الإرهابي الذي تعرضت له العاصمة البريطانية»، وأعرب عن تضامنه مع أسر الضحايا داعيا إلى الكشف عن منفذي العملية ومقاضاتهم. ودان بنفس المناسبة الأعمال الإرهابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية، والهجمات الأخيرة التي استهدفت ثكنات عسكرية في موريتانيا، في إشارة إلى اعتداء نفذته «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية، ضد موقع عسكري موريتاني مطلع يونيو(حزيران) الماضي، خلف مقتل 15 جنديا. وندد البرلمانيون العرب بالقانون الفرنسي الصادر في فبراير (شباط) الماضي والذي يشيد بـ«الدور الإيجابي للاستعمار في شمال أفريقيا»، حيث طالب البيان الختامي بحذف المادة الرابعة من القانون التي تعتبر الاستعمار ظاهرة حضارية. وتسبب القانون في شبه أزمة سياسية بين فرنسا والجزائر التي اعتبرته «وقاحة تاريخية». وجدد «إعلان الجزائر» مواقف الدول العربية من القضية الفلسطينية، واعتبر مبادرة السلام العربية «الحل الأمثل للقضية والصراع العربي الإسرائيلي». واعتبر القرار 1559 «تنكرا للدور الإيجابي الذي لعبته سورية في لبنان، لا سيما دورها الإيجابي في وقف الحرب الأهلية ونشر الاستقرار فيه». وعن الوضع في العراق، دعا البرلمانيون إلى المحافظة على وحدة البلد، ودانوا «أعمال العنف والإرهاب التي تحدث في العراق وتستهدف المدنيين والمؤسسات الدينية والإنسانية والمدنية»، واستنكروا اغتيال السفير المصري إيهاب الشريف». ودعا البيان الحكومات والمنظمات والجمعيات في الدول العربية، إلى مساعدة السودانيين على إعادة إعمار بلدهم.