إسلام آباد ـ د.ب.أ: في اسوأ حادثة للسكك الحديدية قتل ما لا يقل عن 200 شخص، فيما اصيب مئات اخرون بجراح متفاوتة الخطورة اثر اصطدام ثلاثة قطارات في إقليم السند جنوب باكستان. وقال مسؤولون محليون ان عدد القتلى قد يفوق 200 شخص، لكن هداية الله راجبور، وهو مسؤول محلي بالإقليم اكد من جانبه مقتل 110 اشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وصرح لوكالة الانباء الالمانية بأن نحو 75 شخصا من المصابين في حالة خطيرة. واستمرت عمليات إغاثة واسعة النطاق شاركت فيها قوات من الجيش وهيئات مدنية وعمال الانقاذ، بحثا عن الجثث التي ما زال العديد منها وسط ركام عربات القطارات السبع عشرة.
وقال عبد الوهاب عوان المدير العام للسكك الحديدية بباكستان لوسائل الاعلام المحلية، إن الحادث وقع في الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (23:00 بتوقيت غرينتش)، عندما اصطدم قطار كان متجها الى شمال البلاد مع ثلاث عربات كانت تعرضت لحادث آخر قبل دقائق فقط. وأضاف أن سائق قطار (كراتشي اكسبريس) أخطأ تفسير الاشارة الحمراء في محطة سارهاد، التي تبعد نحو 1300 كيلومتر جنوب إسلام آباد، وواصل رحلته ليصطدم بالعربات الثلاث. وحمل صلاح الدين حيدر، المتحدث باسم الادارة المحلية، السكك الحديدية مسؤولية الاهمال، الذي ادى الى هذا الحادث الأليم. وقال إنه «يبدو أن العاملين في محطة السكك الحديدية كانوا نائمين في ذلك الوقت». وأضاف أن تحقيقا سيفتح لمعرفة أسباب الحادث. وقال إجاز أحمد من مركز شرطة غوتكي بالقرب من موقع الحادث، لوكالة الانباء الالمانية إن الاصوات المدوية التي أحدثها اصطدام القطارات الثلاثة أثارت الذعر بين سكان القرى القريبة. وأضاف «أنه مشهد بشع، دماء وأمتعة الركاب وبعض حطام القطارات تبعثرت حول العربات». وقال مسؤولون في محطة سارهاد إن حصيلة الضحايا ربما ترتفع عن 200 من القتلى وإن عشرات الجثث تشوهت لدرجة يتعذر معها التعرف عليها، في أحد اسوأ حوادث القطارات في باكستان. وشارك السكان المحليون في عمليات إنقاذ الركاب ومساعدة المصابين ونقلهم إلى المستشفيات. وكان حادث مشابه قد وقع في نفس المنطقة عام 1990، مما أسفر عن مقتل نحو 150 شخصا.
ومن جانبه استبعد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن يكون وراء الحادث عمل تخريبي. وقال للصحافيين في كراتشي «لم يكن عملا تخريبيا».
وتعهد بمحاسبة المتسببين في هذا الحادث. وقال مشرف «سيحاسب كل هؤلاء الذين تسببوا في هذه الخسارة الهائلة للبلاد».
يذكر أن غوتكي المدينة التى شهدت الحادثة، هي مدينة صغيرة في منطقة كانت مسرحا للعديد من حوادث القطارات، من بينها حادث وقع في عام 1991 راح ضحيته 50 شخصا وآخر في سانجي في عام 1990 قتل فيه 307 اشخاص.