باريس تفرض إجراءات أمنية استثنائية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي صباح اليوم

TT

أخضعت العاصمة الفرنسية لتدابير أمنية استثنائية تحسبا للعيد الوطني الفرنسي وللعرض العسكري التقليدي الذي يجرى صباح اليوم في جادة الشانزليزيه وللاحتفالات التي تعم مختلف المدن والقرى الفرنسية بهذه المناسبة وذلك على خلفية مخاوف رسمية من استهداف باريس، عقب العمليات الإرهابية في لندن الأسبوع الماضي. وتضاف التدابير الجديدة التي عهد بتنفيذها لـ 5000 رجل أمن من الشرطة والدرك ناهيك من مئات العسكريين الى ما سبق وأقرته الحكومة الفرنسية من رفع درجة التأهب الأمني والانتقال به الى الدرجة الثالثة (الحمراء) من الخطة الأمنية المكونة من أربع درجات.

وبموجب الإجراءات الجديدة فقد كلفت الوحدات الأمنية المختلفة بفرض رقابة صارمة على كل الذين يودون حضور العرض العسكري وتفتيش الحقائب ومنع توقف السيارات في محيط واسع وإغلاق محطات المترو القريبة من منطقة الشانزليزيه، المحاذية للقصر الرئاسي، وتشديد الدوريات الراجلة والمتنقلة خصوصا في الأماكن العامة والسياحية التي تشهد تجمعات سكانية كبيرة ومحطات القطار والمراكز التجارية وخلافها. وأحيطت المنصة الرئاسية القائمة في ساحة الكونكورد بإجراءات أمنية استثنائية. وتستضيف هذه المنصة الى جانب الرئيس جاك شيراك كبار مسؤولي الدولة كرئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان ورئيس الحكومة والوزراء وعددا من النواب والسفراء المعتمدين وغيرهم. وكان الرئيس شيراك قد تعرض عام 2002 لمحاولة اعتداء عندما أطلق أحد الحضور الرصاص باتجاهه من بندقية كان خبأها في جعبة غيتار.

وقبيل العرض العسكري ينزل الرئيس شيراك، برفقة قائد منطقة باريس العسكرية، الى ساحة الشانزليزيه في عربة قيادة مكشوفة. ولتفادي تعرض الرئيس لنيران قناصة فإن الشرطة تنشر رماة النخبة على السطوح المطلة على الجادة وتوزع رجال المخابرات العامة بالثياب المدنية بين المتفرجين. ويشارك في العرض العسكري، الذي يحضره عادة عشرات الآلاف من المتفرجين الفرنسيين والأجانب، أربعة آلاف رجل وامرأة من القوات الفرنسية المسلحة والمدارس العسكرية والحرس الجمهوري والإطفائيين. وأفادت وزارة الدفاع الفرنسية بأن 53 وحدة عسكرية ستنزل ساحة الشانزليزيه، راجلة أو مؤللة، وهي تمثل الفرق العسكرية الفرنسية الأربع. وتشارك في العرض 380 عربة عسكرية والعشرات من الدبابات وقاطرات المدافع وسيارت الاتصال والقيادة العسكرية و83 دراجة تابعة للدرك و241 خيالا من الحرس الجمهوري و51 طائرة حربية قتالية أو للرقابة أو النقل والتزود بالوقود و28 طوافة و9 طائرات من الفرقة الفرنسية للعروض الجوية. وهذا العام تشارك البرازيل في العرض العسكري الذي يحضره رئيسها بـ 300 رجل وبفرقة موسيقية وتشكيل من الطيران الاستعراضي البرازيلي.

وتشكل التجمعات التي ترافق ليلا إطلاق الأسهم النارية في باريس وكل المدن الفرنسية وحتى القرى وحفلات الرقص الشعبية التي تسبقها تحديا امنيا آخر للمسؤولين الذين عبأوا كل ما يستطيعونه لضمان مرور هذه المناسبة بسلام. غير أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين بمن فيهم وزيرا الداخلية والخارجية عن احتمال تعرض فرنسا لأعمال إرهابية غذت القلق. وتتخوف السلطات الأمنية الفرنسية من الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية ومن الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة. وظهرت مسؤولية هذه الأخيرة في هجمات الدار البيضاء وكذلك في مدريد العام الماضي. وقال كريستوف شابو، مدير وحدة تنسيق محاربة الإرهاب، لصحيفة «لو موند» قبل يومين، إن ثمة «محاولات للتقارب بين جماعة أبو مصعب الزرقاوي في العراق وبين المجموعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية». وتشكل هذه المحاولة مصدر قلق للسلطات الأمنية الفرنسية التي تتخوف كذلك من عودة الجهاديين الفرنسيين والأوروبيين من العراق ومن رغبتهم المفترضة في الاستمرار في «جهادهم» لكن هذه المرة على الأراضي الفرنسية.