3 من المشتبه في تنفيذهم تفجيرات لندن زاروا كراتشي عام 2004 وإسلام آباد تستجوب رجل أعمال

اثنان وصلا من اسطنبول على «الخطوط التركية» والثالث رحل من الرياض

TT

أكد مسؤولو الهجرة الباكستانيون أن ثلاثة من المشتبه في تورطهم في الهجمات التي ضربت بريطانيا، في السابع من الشهر الجاري زاروا مدينة كراتشي جنوب باكستان، في يوليو (تموز) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2004، غير ان الدافع وراء زيارتهم لم يتضح بعد. وأوضح المسؤولون أن اثنين من المشتبه فيهما وصلا الى كراتشي من اسطنبول في طائرة تابعة لشركة الطيران الجوية التركية، فيما وصل المشتبه الثالث من الرياض في طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية. ويأتى ذلك فيما اتهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الجماعات الاسلامية المحظورة، بفرض أيديولوجيتها على الآخرين، كما اتهم المدارس الدينية فى البلاد، بالتورط في الارهاب، ملوحا بعقوبات ضدها. وقال مسؤولون في مطار كراتشي أمس، إن سجلات الدخول، أظهرت أن شهزاد تنوير، 22 عاما، ومحمد صديق خان، 31 عاما، وصلا إلى مطار كراتشي يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2004 على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية التركية، قادمين من لندن عبر اسطنبول. وكان رقم الرحلة هو 1059. ووفقا للسجلات، فإن الاثنين استكملا رحلتهما بعد ذلك بأسبوع، حيث سافرا بالقطار إلى مدينة لاهور، عاصمة إقليم البنجاب في شرق البلاد.

وذكر مسؤولون بوكالة التحقيق الاتحادية طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن الاثنين مكثا في باكستان لمدة ثلاثة شهور قبل أن يعودا إلى لندن في الرحلة رقم 1057 لشركة الطيران التركية فى الثامن فبراير (شباط) 2005. وقال مسؤولون إن المشتبهين سافروا إلى بلدة إقليمية أخرى، هي فيصل آباد من دون أن يدلوا بمزيد من التفاصيل.

من ناحيتها، ذكرت صحيفة «ديلي نيوز» الباكستانية ان الرجلين اقاما في أحد الفنادق بوسط كراتشي لمدة اسبوع، قبل ان يتوجها الى لاهور بالقطار. وكان مسؤولون في المخابرات ذكروا ان من المعتقد أن تنوير زار مدينتي فيصل اباد ولاهور، خلال زيارتين لباكستان في العامين الماضيين.

كما اشارت سجلات كمبيوتر الى ان حسيب حسين، 18 عاما، دخل كراتشي قادما من العاصمة السعودية الرياض في 15 يوليو (تموز) عام 2004 على رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم 714. ولم تتوفر معلومات عن تاريخ مغادرته كراتشي.

من ناحيته، قال شهيد حياة نائب رئيس وكالة المباحث الفيدرالية الباكستانية امس، ان السلطات الباكستانية تحاول معرفة ما اذا كان الثلاثة قد التقوا اصوليين باكستانيين، وما اذا حصلوا على أية معدات، او تلقوا أية تدريبات او أموال فى باكستان ساعدت على تخطيط وتنفيذ هجمات يوليو. وتابع شهيد «ليس لدي معلومات حول ما الذى فعله الثلاثة بدقة فى باكستان، غير ان قوات الأمن الباكستانية تجمع معلومات بهذا الصدد». وكانت الاستخبارات الباكستانية قد قالت، ان توحيد مكث لبعض الوقت فى مدرسة دينية، والتقى بعدد من المسلحين التابعين لجماعة اسلامية محظورة فى لاهور. وقد بدأت السلطات استجواب المدرسين وطلاب المدرسة الدينية، ومديرها. كما استجوبت العاملين فى مركزين اسلاميين يعتقد ان لهما صلة بـ«القاعدة». الى ذلك، قالت السلطات الباكستانية انها تستجوب رجل أعمال باكستانيا، وجد رقم هاتفه الجوال فى الذاكرة الرقمية للهاتف الجوال لأحد الانتحاريين الاربعة المشتبه فيهم. وأوضحت السلطات التي رفضت الكشف عن هوية رجل الاعمال، انه لم يصدر أمر باعتقال رجل الاعمال، مشيرة إلى انه يتم استجوابه فى مركز للشرطة بالقرب من مدينة «سيالكون» شرق البلاد. وذكرت المصادر الاستخباراتية ان رجل الأعمال لديه علاقات عمل عديدة فى بريطانيا. وفي إطار التحقيقات التي وفرت السلطات البريطانية خيوطها، اعتقلت قوات الامن الباكستانية ستة أشخاص من لاهور وفيصل آباد على صلة بتفجيرات لندن. وصرح متحدث باسم الخارجية الباكستانية الخميس الماضي بأنه لا يملك دليلا أو معلومات حول زيارة أي من البريطانيين الثلاثة ذوي الاصول الباكستانية إلى إسلام أباد.

وقال جليل عباس جيلاني خلال مؤتمر صحافي في إسلام آباد «ليس لدينا أي دليل على سفر أي من أولئك الفتية إلى باكستان في الآونة الاخيرة». وأضاف قائلا «كما لم نحصل على أي دليل على هذه الزيارة» من جانب الحكومة البريطانية. وأضاف أن باكستان تتعاون مع بريطانيا في الحرب ضد الارهاب العالمي، وأن هذا التعاون سيستمر في المستقبل. وأكد المتحدث «إننا في الحقيقة نتعاون مع أكثر من 48 دولة في مكافحة الارهاب». وكان وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شيرباو قد صرح للصحافيين الاربعاء، بأن إسلام آباد قدمت معلومات استخبارية مفيدة للمملكة المتحدة، قبل انتخابات مايو (ايار) ساعدت في إجهاض خطة «إرهابية»، وأدت إلى اعتقال أشخاص يشتبه صلتهم بجماعات إرهابية هناك. وأضاف شيرباو «سنتبادل أية معلومات مفيدة متاحة لدينا (حول انفجارات لندن) مع الحكومة البريطانية».

من ناحيته، قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف، ان المدارس الدينية في البلاد متورطة في الارهاب. وقال مشرف في كلمة امام مؤتمر للشباب عقد في اسلام اباد امس، انه ليس في القرآن ما يبرر هجمات 7 لندن. وأوضح «شن الهجمات باسم البلاد ليس من الاسلام». وقال مشرف ان المدارس التي تنشر افكارا متشددة او متطرفة، تخالف المعايير التي وضعتها الدولة لعمل المدارس الدينية، موضحا ان اجراءات عقابية، ستتخذ بحق المدارس التي يثبت انتهاكها للقوانين. الى ذلك، اصدرت الشرطة البريطانية تصحيحا لما أعلنته أول من أمس، من اعتقالها ستة اشخاص بموجب قوانين مكافحة الارهاب. وقالت ان هؤلاء الستة اعتقلوا بموجب قوانين الهجرة، وليس بموجب قوانين مكافحة الارهاب. وقال متحدث باسم الشرطة أمس «حدث خطأ في البيان الصحافي الاصلي. لقد اعتقلوا للاشتباه بارتكابهم مخالفات تتعلق بالهجرة». وقالت الشرطة ان الاعتقالات التي جرت اول من امس، في احدى ضواحي مدينة «ليدز» الواقعة في شمال انجلترا، حيث كان يعيش اثنان من مرتكبي تفجيرات السابع من يوليو بلندن، ليس لها صلة مباشرة بالهجمات. ولم تنشر تفصيلات اخرى بشأن المعتقلين.