احتفالات في لبنان بعد إقرار العفو عن جعجع وموقوفي الضنية وعنجر

إطلاق نار ومفرقعات في بيروت وطرابلس وبشري

TT

ما أن أعلنت شاشات التلفزة والفضائيات اللبنانية إقرار البرلمان اللبناني قانون العفو عن قائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، حتى عمت مظاهر الفرح والابتهاج عدداً من المناطق اللبنانية انطلاقاً من الباحة الخارجية للمجلس النيابي وسط بيروت التي احتشد فيها المئات من شباب «القوات» وانصارها، مروراً بمنطقة الاشرفية في بيروت ومناطق شرق بيروت، وصولاً الى منطقة الشمال وتحديداً مدينة بشري مسقط رأس جعجع.

وامتلأت الساحات والشوارع بالمبتهجين الذين كانوا منذ ساعات الصباح يترقبون «الخبر السعيد» الذي انتظروه لاكثر من احد عشر عاماً. واختلطت اصوات المفرقعات باصوات الرصاص من الرشاشات الفردية والمتوسطة. ولم تلق النداءات التي اطلقتها زوجة جعجع النائبة ستريدا جعجع ونواب كتلة «القوات» ورؤساء بلديات بشري وقضائها للمناصرين بأن تقتصر الاحتفالات على الاسلوب الحضاري وتجنب اطلاق العيارات النارية والحركات الاستفزازية، انما دوى رصاص الابتهاج في كل مكان.

ولم تقتصر الاحتفالات على «القوات اللبنانية» ومؤيديها انما انسحبت على بعض المناطق الاسلامية في طرابلس والضنية وعكار (شمال لبنان) ومناطق البقاع الاوسط والغربي حيث اطلقت العيارات النارية والمفرقعات ايضاً ابتهاجاً باقرار قانون العفو العام عن موقوفي احداث الضنية (الشمال) ومجدل عنجر (البقاع) الذين اقر العفو عنهم وعن جعجع في وقت واحد.

وفي التفاصيل، فإن فرحة مدينة بشري (نحو 125 كيلومتراً شمال شرق بيروت) مسقط رأس سمير جعجع كانت مختلفة عن بقية المناطق اللبنانية. فالمدينة التي يقطنها نحو ثلاثين الف نسمة وترتفع عن سطح البحر 1450 متراً استعدت فعلياً منذ الصباح الباكر للاحتفال باقرار قانون العفو عن ابنها المسجون منذ احدى عشرة سنة عانت خلالها الكثير من الاجراءات الامنية ازاء المحازبين والمناصرين لـ «القوات اللبنانية». وقد راحت السيارات التي تحمل صور الدكتور جعجع واعلام القوات اللبنانية تجول شوارعها وشوارع البلدات الرئيسية في القضاء. فيما توجه العديد من المحازبين والمناصرين الى منزل ذوي جعجع حيث كان والداه ينتظران اقرار القانون الذي ما ان اعلن عبر شاشات التلفزيون حتى انفجرت المدينة فرحاً من اطلاق رصاص من اسلحة حربية ومفرقعات على اختلافها فيما نزل المواطنون الى الشوارع يهنئون بعضهم البعض في حين سارع آخرون الى فتح زجاجات «الشمبانيا» فرحاً فيما اطلقت النسوة الزغاريد وعقدت حلقات الدبكة والرقص.

والدا الدكتور جعجع كانت فرحتهما مميزة حيث شكر والده فريد الله على ما آلت اليه الامور وقال: «لقد ظلم ابني سمير واهنئه على صموده ولا استطيع ان اكافئ شباب «القوات اللبنانية» على ما قدموه. ولا استطيع ان انسى نضالاتهم التي قدموها طوال سنوات وجود سمير في السجن»، فيما قالت والدته «انني رأيته منذ بضعة ايام ولكنني اعد اللحظات حتى أراه خارج السجن. وانا على احرّ من الجمر لرؤيته ومقابلته حراً طليقاً ولقد آن الاوان ان تزول الظلامة عنه».

ولم تفلح جهود فاعليات المدينة في منع المواطنين من اطلاق الرصاص ابتهاجاً تفادياً لحصول اشكالات بينهم وبين القوى الامنية التي تحركت لمنع اطلاق الرصاص، وسمعت الرشاشات تدوي في ارجاء مدينة بشري والقرى والبلدات المحيطة بها.

وكما في بشري كذلك في العديد من البلدات والقرى الشمالية، ولا سيما في اقضية بشري والبترون والكورة وعكار التي عبر محازبو ومناصرو «القوات اللبنانية» عن فرحتهم بطرق مختلفة تنوعت بين تبادل التهاني واطلاق الزغاريد والاغاني والتجمع في الساحات.

اما في طرابلس فكانت الفرحة لاسباب اخرى. فما ان اعلن خبر اقرار قانون العفو عن موقوفي حوادث الضنية ومجدل عنجر حتى تجمع العديد من المواطنين في الشوارع ولا سيما في منطقتي التبانة والقبة اللتين ينتمي العديد من الموقوفين في قضية الضنية اليهما وبدأوا باطلاق الرصاص والمفرقعات ابتهاجاً بالعفو عن ابناءهم كما جابت سيارات الشوارع للتعبير عن الفرحة.

شقيق احد الموقوفين في احداث الضنية الشيخ رياض الرفاعي علّق على اقرار قانون العفو، فقال: «هذا الموقف انتظرناه منذ وقت طويل. ونتمنى ان تكوّن هذه المبادرة ارضية لمصالحة وطنية شاملة بين كل الفئات في لبنان». واضاف: «اننا سنعمل على فتح صفحة جديدة بعد اقفال هذه القضية التي وقع فيها ابناؤنا واستمرت طويلاً».

وبعد ان شكر مجلس النواب على اقرار القانون بارك لكل عائلة ومنطقة في لبنان. كما شكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على جهوده. وشكر سلفاً رئيس الجمهورية على توقيعه للقانون.