سمير جعجع.. العائد إلى الحياة

TT

يعود «الحكيم» قائد «القوات اللبنانية» المحظورة سمير جعجع من جديد، إلى الساحة السياسية التي غاب عنها 11 سنة وثلاثة أشهر، أمضاها في سجن وزارة الدفاع، بموجب أحكام قضائية عدة صدرت بحقه، خفضت من الإعدام إلى السجن المؤبد.

ولد سمير جعجع في 25 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1952 في منطقة عين الرمانة (الضاحية الشرقية لبيروت). والده فريد جعجع المتحدر من عائلة مارونية كبيرة في بشري، المدينة الجبلية الصغيرة في شمال لبنان والقريبة من الأرز.

تلقى جعجع علومه الابتدائية والثانوية في منطقة عين الرمانة في بيروت، وكان ينتمي إلى مصلحة الطلاب في حزب «الكتائب اللبنانية»، قبل أن ينتقل إلى دراسة الطب، لكنه ما لبث أن توقف عن متابعة دراسته. وعلى الرغم من عدم انهائه دراسة الطب، إلا أنه فاز بلقب «الحكيم» أي الطبيب، وهو اللقب الذي عرف به.

أصيب جعجع خلال عملية عسكرية، اغتيل فيها الوزير والنائب السابق طوني فرنجية، (والد الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية)، وعدد من أفراد عائلته وأنصاره في بلدة أهدن (شمال لبنان)، ونقل على أثرها إلى فرنسا للعلاج، وعاد بعدها إلى لبنان ليتولى مسؤولية المنطقة الشمالية، حيث استمر في موقعه حتى مطلع عام 1983، حين اسندت اليه قيادة منطقة عاليه ـ الشوف (جبل لبنان). لكن انسحاب القوات الإسرائيلية منها في سبتمبر (أيلول) عام 1983، فجر القتال بين ميليشيا «القوات اللبنانية» وميليشيا «الحزب التقدمي الاشتراكي» بزعامة وليد جنبلاط، وانتهى الأمر بسمير جعجع محاصراً في بلدة دير القمر (جنوب شرقي بيروت)، إلى أن نجحت وساطات شاركت فيها سورية، بانسحابه مع ميليشياته الى المنطقة الشرقية من بيروت، بإشراف الجيش اللبناني في عام 1984.

عاد جعجع إلى الشمال، حيث راح يطلق الانتقادات والمواقف ضد القيادات السياسية المسيحية، فتم إبعاده عن «حزب الكتائب»، وتفاقمت الأزمة إلى حد انفصال «القوات اللبنانية» عن الحزب، وكان في حينه نائباً لقائد «القوات» ايلي حبيقة (اغتيل عام 2002).

وفي 15 يناير (كانون الثاني) 1985، قاد جعجع حركة تمرد أطاحت حبيقة من رئاسة «القوات»، بعدما كان الأخير قد وقّع في دمشق ما عرف آنذاك بالاتفاق الثلاثي مع جنبلاط ورئيس «حركة أمل» نبيه بري.

اصطدم جعجع بقائد الجيش اللبناني العماد ميشال عون، عندما تولى الأخير السلطة رئيساً للحكومة الانتقالية، وحاول فرض سلطة الدولة في عام 1988 على بعض المرافئ والمرافق التي كانت تسيطر عليها «القوات اللبنانية»، فجرت معارك طاحنة بين الجيش و«القوات» تحت عنوان «حرب الإلغاء» وتوحيد البندقية في المناطق الشرقية بأمرة عون فقط، ما أوقع مئات القتلى والجرحى بين الفريقين.

أيد جعجع اتفاق الطائف (خريف عام 1989)، واعتقل في 24 ابريل (نيسان) 1994 بتهمة تفجير كنيسة «سيدة النجاة» في جونية (شمال بيروت ـ في فبراير (شباط) 1994)، التي قتل فيها 11 شخصاً. لكن المجلس العدلي، الذي برأه من هذه القضية، اصدر بحقه عدة أحكام بالإعدام، خفضها الى السجن المؤبد، في قضايا أبرزها تدبير اغتيال رئيس حزب الوطنيين الاحرار المهندس داني شمعون وافراد عائلته، والرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رشيد كرامي، وأحد كوادر «القوات اللبنانية» الدكتور الياس الزايك، ومحاولة اغتيال وزير الدفاع السابق المهندس ميشال المر.

تعرف جعجع على زوجته ستريدا الياس طوق، في عام 1987، وتزوجا في عام 1991. وقادت الأخيرة تيار «القوات اللبنانية»، منذ سجنه حتى اليوم، وقد حققت في الانتخابات الأخيرة فوزاً بيناً، حملها و5 من ممثلي «القوات» إلى الندوة النيابية.