اليمين المتطرف في إسرائيل يخوض «أم المعارك» ضد خطة الانسحاب

انطلق في مظاهرة ضخمة تضم عشرات الألوف اعتبرتها الشرطة غير قانونية وحشدت لها 12 ألف شرطي

TT

بدأ اليمين الاسرائيلي المتطرف، بقيادة المجلس العام للمستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة أمس، ما أسماه «أم المعارك» وهي عبارة عن مظاهرة ضخمة يقدَّر أن يتمكن من تجنيد 100 ألف شخص لها، تستهدف اختراق الحواجز العسكرية والشرطية المنتشرة على الطرقات والوصول الى المستوطنات في قطاع غزة لمقاومة خطة الفصل ومنع الشرطة من اخلاء المستوطنين من هناك.

وحاول القائد العام للشرطة الاسرائيلية، موشيه كرادي، التوصل مع قادة المستوطنين، الى تفاهمات حول هذه المظاهرة ومسارها، في اجتماع دام حتى ساعات فجر أمس. الا ان الاجتماع انفجر بسبب الاختلاف حول مدة المظاهرة. فالشرطة طلبت ان يحدد المستوطنون موعدا لوقف مظاهرتهم، بعد يوم أو أسبوع. الا ان المستوطنين أصروا على ابقاء المسألة مفتوحة من دون تحديد موعد زمني. وبعد انفضاض الاجتماع، فاجأهم قائد الشرطة بالاعلان انها ستكون مظاهرة غير قانونية ما يعني افساح المجال أمام تفريقها بالقوة. فأثار قراره صخبا شديدا، حتى في أوساط المؤيدين لخطة الانسحاب من القوى الليبرالية. فسارع كرادي الى الاعلان ان شرطته لن تستخدم القوة الا اذا تجاوز المتظاهرون حدود المنطق وحاولوا اغلاق الشوارع في وجه حركة السير أو اعتدوا على قوات الشرطة والجيش على الحواجز. ودافعت وزيرة القضاء، تسيبي لفنة، عن قرار الشرطة وقالت ان المستوطنين هم الذين أجبروها على ذلك «فلو انهم أرادوا التظاهر الاحتجاجي فقط، لما كانت هناك مشكلة. انما هم يخططون ان يدخلوا قطاع غزة ويشاركوا في أعمال مقاومة لقرارات الحكومة والكنيست، ولا يريدون الالتزام بموعد محدد».

ورد المستوطنون من طرفهم بأنهم لن يستخدموا العنف في هذه المظاهرة وأوضحوا للمتظاهرين ان عليهم ان لا يحملوا اي سلاح ناري أو غيره في هذه المظاهرة حتى يضمنوا ان لا تسفك الدماء في أية حالة. وبدأت المظاهرة الضخمة في بلدة نتيفوت في الجنوب، بعد ظهر أمس، بمشاركة بضعة آلاف فقط. وعزا المستوطنون ضعف المشاركة الى قرار الشرطة اعتبارها مظاهرة غير قانونية. الا انهم قالوا ان الأيام القادمة ستشهد نشاطات ستكون مفاجئة للشرطة.

وتبين ان طاقم القيادة الميدانية الذي أقاموه، ويتألف من عدة جنرالات سابقين في الشرطة والجيش والمخابرات، أعد خططا عسكرية لمواجهة كل قرار للشرطة بما في ذلك منع المتظاهرين من دخول قطاع غزة. وحسبما تسرب من خطتهم فانهم حددوا 30 نقطة التفاف على قوات الشرطة، فاذا منعتهم من واحدة سيفاجئونهم بالوصول من نقطة ثانية، وهكذا. وستسير المظاهرة، حسب المخطط، لمسافة 10 كيلومترات وتستغرق ثلاثة أيام. وبدأت بعد ظهر أمس بالتجمع في نتيفوت، لتنطلق في ساعة متأخرة (العاشرة ليلا) نحو مفرق «رعيم» الموازي لمدينة رفح على بعد 12 كيلومترا. وسيواصل السير اليوم قبل ان تشتد حرارة الشمس، وستبلغ أوجها غدا وهو اليوم المحدد لاقتحام حاجز الجيش في مفرق صلاح الدين، بهدف الوصول الى مستوطنات منطقة رفح. واختير هذا الموعد لأن الكنيست الاسرائيلي سيبحث في اللحظة نفسها اقتراحا لتأجيل تطبيق خطة الفصل لمدة 3 أشهر وهو الاقتراح الذي ترفضه الحكومة وكذلك المعارضة اليسارية والليبرالية، كونه يرمي الى كسب الوقت على أمل ان يطاح برئيس الوزراء أرييل شارون، والقضاء على خطته في وقت لاحق.

الا ان الشرطة الاسرائيلية طرحت بالمقابل خطة لعرقلة برامج المستوطنين الواحد تلو الآخر. ففي يوم أمس أوقفت حافلات الركاب التي توجهت الى مختلف القرى والبلدات والمدن لكي تنقل المتظاهرين وسحبت من سائقيها رخص السياقة بدعوى انهم متجهون للمساهمة في تنفيذ برنامج غير قانوني، ثم أغلقت منطقة قطاع غزة في عدة أحزمة أمنية بمشاركة 12000 شرطي، اضافة الى آلاف الجنود في الجيش الاسرائيلي. وأعلنت انها ستمنع بالقوة الدخول الى القطاع في أي حالة.