الهند وأميركا تتفقان على التعاون ضد الإرهاب

محاربة الإرهاب وإرسال قوات هندية للعراق يتصدران قمة بوش وسينغ

TT

التقى الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في اجتماع وُصف بأنه لقاء بين اثنين من اكبر دول العالم واكثرهما تأثيرا في الأحداث في مسعى جديد للدفع بالعلاقات بين الدولتين الى مرحلة اخرى من التعاون المشترك. وأجمعت مصادر واشنطن ان اللقاء ركز على عدة قضايا; على رأسها محاولة الهند كسب تأييد واشنطن في سعي نيودلهي للانضمام لمجلس الأمن كعضو دائم مقابل موافقة الهند على طلب اميركي بإرسال قوات عسكرية للعراق لتعويض الدول المنسحبة، علاوة على مناقشة الخطر المشترك الذي يهدد الدولتين، وهو خطر التطرف الاسلامي والإرهاب الدولي.

وبدأت الزيارة صباح أمس بحفل ترحيب رمزي في البيت الابيض لرئيس الوزراء وزوجته أعقبه لقاء مطول بين الزعيمين. وتأتي الزيارة بعد توقيع معاهدة دفاع مشترك بين الدولتين، على الرغم من الاتفاقية التي تم توقيعها أواخر يونيو (حزيران) أزعجت باكستان، جارة الهند وعدوها اللدود، وألقت بظلال كثيفة على عملية السلام بين الجارتين النوويتين جنوب آسيا، والجارية منذ يناير (كانون الثانى) العام الماضي.

وينتظر ان تظهر هذه الزيارة الخطوط الحقيقية للاتفاق الذي سيدوم 10 سنوات بين واشنطن ونيودلهي. وقالت أنباء ان الاتفاق المشترك يأخذ في الاعتبار العقود التي يتم إبرامها والمتعلقة بالأغراض العسكرية، ومن بينها العمليات المشتركة في دول أخرى، ودوريات الطرق البحرية، وعمليات الإغاثة الخاصة بالكوارث والمناورات والتدريب المشترك بين جيشي البلدين. وبالإضافة إلى ذلك، اتفقت الدولتان في المعاهدة أيضا على التعاون بشأن صواريخ الدفاع الباليستية، وغيرها من الجهود الخاصة بالتنمية والأبحاث، وكذلك على تحسين «قدرات مقاومة» أسلحة الدمار الشامل. ولإظهار الاهمية القصوى لزيارة رئيس الوزراء الهندي لأميركا، فانه من المقرر ان يقوم سينغ بإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ الاميركيين في الكونغرس، وهو ما يعد امرا نادرا ولا يقدم إلا لعدد قليل من الزوار الاجانب وفي حالات تتعلق بأمن اميركا او قضية محورية في سياستها الخارجية.

وتطالب وزارة الخارجية الاميركية الهند بإرسال قوات للعراق، وهو ما رفضته نيودلهي من قبل، لكن رغبة الهند في الانضمام الى مجلس الامن كضو دائم قد يدفع نيودلهي الى ارضاء واشنطن والموافقة على إرسال قوات لبغداد.

وتطالب اميركا باستمرار الهند في تعاونها الذي بدأ بعد احداث 11 سبتمبر 2001 تحت قيادة حكومة الهند اليمينية السابقة في محاربة الإرهاب الدولي. يذكر ان الهند أيضا تعرضت لعدة هجمات من إسلاميي كشمير ممن يسعون الى تحرير كشمير ذات الاغلبية المسلمة، والمتنازع عليها مع باكستان، وهو ما يعطي لواشنطن المبرر لدفع الهند الى التخلي عن حيادها التقليدي في السياسة الخارجية والانضمام بقوة الى ما تسميه واشنطن «الحرب على الارهاب»، في وقت تحتاج فيه واشنطن الى عدد متزايد من الدول للانضمام لسياساتها الخارجية، وخصوصا مع تناقص شعبية تلك الحرب عالميا وداخليا.