إندونيسيا: برلمانيون يرحبون بتحفظ على اتفاق سلام مع متمردي أتشيه

TT

جاكرتا ـ باندا اتشيه (اندونيسيا) ـ رويترز ـ د.ب.أ: رحب نواب البرلمان الاندونيسي أمس باتفاق السلام المبدئي، الذي يهدف إلى وضع حد للعنف المستمر منذ ثلاثة عقود في إقليم أتشيه، ولكنهم تحفظوا وحذروا الحكومة من أن تغيير القانون الحالي ليسمح للمتمردين بتشكيل حزب سياسي خاص بهم لن يكون سهلا.

وقال أجونج لاكسونو رئيس البرلمان «علينا أن نكون ممتنين لهذا التقدم».

وأضاف ان «الاتفاق أنجز لانهاء 30 سنة من الصراع، لذا سيكون هناك سلام دائم». لكن لاكسونو، مشيرا إلى طلب المتمردين لتشكيل حزب سياسي محلي خاص بهم، دعا الحكومة إلى توخي الحذر بشكل أكبر في محاولتها صوغ اتفاق السلام قائلا، إنه يجب ألا يخالف الايديولوجية الموحدة للدولة.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية أنتارا عن لاكسونو قوله، إنه لن يكون من السهل بالنسبة الى المتمردين تشكيل أحزاب سياسية لهم في أتشيه، لان الدولة يجب أن تغير القوانين، كما أن الحكومة تحتاج إلى موافقة البرلمان.

وكانت إندونيسيا وحركة أتشيه الحرة (جام) الانفصالية، قد أعلنتا الاحد أنهما وقعتا بالاحرف الاولى على مشروع اتفاق يهدف إلى وضع حد للعنف المستمر منذ ثلاثة عقود، عقب موافقة الحكومة على طلب المتمردين بتشكيل أحزاب سياسية محلية لهم.

ويعتزم الجانبان التوقيع على مذكرة تفاهم في 15 أغسطس (آب) في هلسنكي بفنلندا. وقال المفاوضون إن نص الاتفاق سيبقى سريا حتى ذلك التوقيت.

وكانت المفاوضات بين الحكومة الاندونيسية ومتمردي اتشيه قد استؤنفت في يناير (كانون الثاني) الماضي، بوساطة من الرئيس الفنلندي السابق مارتي آتيساري، في أعقاب كارثة أمواج المد العاتية (تسونامي) والزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء عدة من إندونيسيا، خصوصاً إقليم اتشيه في 26 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، اللذين اديا إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.

وقال مصدقي بيدلوي، الزعيم الاسلامي والنائب في البرلمان من حزب نهضة الامة في جاكرتا «ما حققته الحكومة الاندونيسية وحركة اتشيه الحرة في هلسنكي نتيجة كبيرة.. أنا متفائل للغاية من نجاح الاتفاق»، مضيفا أنه يجب السماح لحركة اتشيه الحرة بتنظيم نفسها سياسيا ما دامت لا تسعى لتقسيم اندونيسيا.

وأبدى أعضاء حزب المعارضة الرئيسي، (الحزب الديمقراطي الاندونيسي)، رغبتهم في معرفة تفاصيل الاتفاق ولكنهم أبدوا شكوكهم. وقال بيرمادي عضو البرلمان من الحزب في جاكرتا «دائما ما تخرق حركة اتشيه الحرة تعهداتها... علينا الحذر للغاية».

أما نصرية سوفيزين، ربة منزل من اتشيه، فرحبت باتفاق السلام ولكن أبدت قلقها من تشكيل حركة اتشيه الحرة لحزب سياسي، وحذرت اثناء اصطحاب ابنتها للمدرسة قائلة «عندما تكون هناك حركة اتشيه الحرة يكون هناك صراع». واضافة الى الجانب السياسي فان اتفاق هلسنكي يتضمن بنودا متعلقة بنزع سلاح الحركة وسحب القوات الاندونيسية ومراقبة وقف اطلاق النار.