طهران تدعو إلى معاقبة صدام وتتعهد بتجهيز بغداد بالمشتقات النفطية

زيارة الجعفري تنتهي بتوقيع اتفاقيات بشأن التعاون الثنائي وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب

TT

طهران ـ وكالات الأنباء: طلب وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي من العراق، أن يحرص على أن يلقى الرئيس المخلوع صدام حسين، عقابا لما ارتكبه من جرائم ضد ايران، فيما توصل الوفد العراقي الزائر برئاسة رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري، إلى اتفاق تعهدت فيه طهران بتجهيز بغداد بالبنزين وغيره من المشتقات النفطية، التي بات العراق في حاجة ماسة إليها.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس، تصريحات أدلى بها خرازي بحضور نظيره العراقي هوشيار زيباري، قال فيها إن «جمهورية إيران الإسلامية، تنتظر من المسؤولين العراقيين، ان يحققوا جديا وبشكل مناسب، في الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي السابق، في حق الأمة الايرانية خلال محاكمة صدام حسين».

وشن العراق في عهد صدام حسين حربا على إيران من عام 1980 إلى 1988 أسفرت عن سقوط نحو مليون قتيل من الجانبين حسب التقديرات.

وذكرت إيران أنها كانت آخر ضحية لأسلحة الدمار الشامل، التي استخدمها نظام صدام حسين ضد قواتها ومدنييها.

وخلال الحرب تعرضت المدن النفطية مثل عبدان وخرمشهر (جنوب غرب) لخسائر فادحة، بينما قصفت عدة مدن إيرانية بصواريخ عراقية.

وقدمت إيران ملفا كاملا عن القضية إلى المحكمة العراقية الخاصة، المكلفة محاكمة صدام وأركان نظامه، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وكان رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري، خلال زيارة قام بها خرازي إلى العراق في مايو (أيار) الماضي، اعترف بمسؤولية صدام حسين في الحرب بين البلدين، ووافق على أن يصار إلى محاكمة الرئيس السابق على جرائمه، التي اقترفها بحق الإيرانيين.

وأدى اعتراف الجعفري إلى تسريع التقارب بين البلدين، وإلى الزيارة الحالية التي يقوم بها إلى إيران.

وقال الجعفري في مطار طهران أمس، قبل التوجه جوا إلى مدينة مشهد (شمال شرق)، حيث التقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي في ختام زيارته إلى إيران، التي استغرقت ثلاثة ايام، إن «هذه الزيارة عززت العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والحكومة العراقية».

وأضاف الجعفري «اتفقنا على إنشاء خمس لجان للتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وكذلك في إعادة الإعمار ومكافحة الارهاب»، واعتبر أن العراق «يحتاج» جارته في عملية إعادة بنائه، وأضاف في مؤتمر صحافي «من أجل إعادة بناء العراق، وبناء عراق حر ومستقل، فإننا نحتاج إلى مساعدة وتعاون إخواننا الإيرانيين».

وأعلن وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنكنة في مؤتمر صحافي، بحضور الجعفري أن البلدين يعتزمان بناء ثلاثة أنابيب على نفقة إيران، لتغطية احتياجات العراق الملحة من البنزين والمشتقات النفطية الأخرى.

وأوضح الوزير الإيراني أن العراق، سيصدر النفط الخام إلى إيران، بينما ترسل إيران البنزين والمشتقات النفطية الى العراق، لتعويض النقص الكبير في الصناعة البتروكيميائية العراقية. لكن زنكنة قال إن الاتفاق لم يوقع بعد، مبينا أن التبادل، سيبدأ بعد ستة اشهر على التوقيع.

وأضاف أن «ايران ستشتري 150 الف برميل يوميا من نفط البصرة الخفيف، وتصدر بالمقابل البنزين والفيول اويل والكيروسين، على أن تتولى مصفاة عبدان توفير الفيول والكيروسين، بينما تقوم طهران باستيراد البنزين لمصلحة العراق».

وذكر الوزير الإيراني أن الإيرانيين سيبنون أنبوبين لنقل الفيول والكيروسين (...)، أما الأنبوب الثالث فسيبنى بين مرفأ مهشهر قرب عبدان والبصرة، لنقل البنزين المستورد، مشيرا الى أن التمويل والبناء ستتكفل بهما إيران وحدها.

وكان وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم، الذي يرافق الجعفري في زيارته لإيران، أعلن السبت الماضي، عن توقيع مذكرة خلال أيام، لتصدير 150 الف برميل يوميا من النفط العراقي الخام الى ايران، واستيراد خمسين مليون ليتر من المشتقات النفطية.

من جهتها قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن خرازي وزيباري اتفقا على إعادة فتح نقاط حدودية جديدة، لتسهيل انتقال الاشخاص والبضائع. وطبقا للتلفزيون الإيراني الرسمي، فإن الاتفاق، يشمل استئناف زيارات الإيرانيين للعتبات الشيعية في كربلاء والنجف خلال أسبوعين.