باكستان تنفي اعتقالها مسلماً بريطانياً مطلوباً في قضية تفجيرات لندن

تقرير: الاستخبارات البريطانية تجد صعوبة في التمييز بين الأصولي المتطرف والخطير

TT

نفت الحكومة الباكستانية أنباء عن اعتقال بريطاني مسلم مطلوب في قضية تفجيرات لندن، إلا انها اقرت بتوقيف اكثر من 200 ناشط في سياق التحقيق حول التفجيرات التي كان ثلاثة من منفذيها المفترضين الأربعة زاروا باكستان خلال العامين الماضيين.

وكانت تقارير افادت، نقلاً عن مصادر امنية باكستانية، بان هارون الرشيد اسود قد اعتقل في لاهور بحوزته حزام متفجرات ونحو مليون روبية (17 الف دولار) وجواز سفر بريطانيا. وكانت «رويترز» تحدثت في وقت سابق عن ان باكستان اعتقلت الاثنين الماضي شخصاً وبحوزته متفجرات ومبالغ نقدية.

ومن جانبه، نفى وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد احمد امس ما تردد عن اعتقال هذا الشخص، وقال: «لم نوقف احدا باسم هارون الرشيد اسود ان المعلومات في هذه الصدد خاطئة».

وقالت وسائل إعلام متعددة، من بينها «وول ستريت جورنال» الآسيوية امس ان عملية البحث ما زالت مستمرة عن اسود بعد ان نقل محققون بريطانيون اسمه الى الاستخبارات الباكستانية. ويعتقد ان البريطانيين توصلوا الى اسم هذا الناشط بناء على فحص سجلات هاتف جوال كان يستخدمه احد منفذي تفجيرات لندن. وافادت تقارير ان اسم اسود رشيد هارون مدرج ضمن قوائم اميركية لاشخاص مرتبطين بتنظيم «القاعدة».

وعندما سئل السفير الباكستاني لدى لندن الذي تحدث الى هيئة الاذاعة البريطانية بشأن الاعتقال امتنع عن الخوض في تفاصيل على اساس ان ذلك يمكن ان يؤثر على التحقيقات، وقال: «لكن من المؤكد انه يجري استجواب اشخاص في باكستان ونحن انفسنا استأنفنا الحملة الصارمة ضد التطرف». وفي اطار هذه الحملة نفذت السلطات الباكستانية عمليات تفتيش طالت عشرات المدارس القرآنية ومكاتب الحركات الاسلامية في اسلام اباد وكراتشي (جنوب)، ولاهور (شرق)، ومولتان (وسط)، واوقفت اكثر من مائتي شخص في جميع انحاء البلاد، حسبما ذكر مسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية. واوضح هذا المسؤول ان الرئيس برويز مشرف اصدر «اوامر واضحة» لتقليص التطرف وانتهاج سياسة «عدم التسامح» مع الذين يدعون الى العنف الديني.

إلى ذلك، افاد تقرير بريطاني امس ان الحكومة البريطانية ستنشر وحدات خاصة مكلفة مراقبة المسلمين عبر البلاد لرصد المتطرفين وتفادي وقوع اعتداءات محتملة. وقالت صحيفة «الغارديان» ان «وحدات الاتصال» هذه تضم ضباطا في شرطة لندن وستنشر في مناطق مثل يوركشاير (شمال انجلترا) وميدلاندز (وسط). وصرح ضابط في الشرطة قريب من الملف: «ان معرفة معمقة للمجموعات الاسلامية نادرة داخل الاجهزة، وعليكم، إذن، ان تميزوا بين الشخص المتطرف والخطير وهما امران مختلفان. عليكم ان تعرفوا الجالية المسلمة».

ولن تكون الوحدات الخاصة مكلفة فقط جمع المعلومات حول نشاطات المتطرفين بل ايضا حماية المسلمين من هجمات محتملة. وذكرت الشرطة ووزارة الداخلية ان وحدة من هذا النوع نشرت في لندن سمحت بالتصدي لمحاولات المجموعات المتطرفة تجنيد شبان «للجهاد» بالتعاون مع الاوساط المسلمة، كما اوردت «الغادريان».

ويعد تشكيل هذه الوحدات، اول اجراء ملموس تتخذه بريطانيا في مجال مكافحة الارهاب، بعد اعتداءات السابع من يوليو (تموز). وتعتزم بريطانيا اتخاذ اجراءات اخرى مثل نشر كلاب مدربة في شبكة انفاق الميترو بهدف الكشف عن أي متفجرات. وقالت شرطة المواصلات البريطانية انه سيجري نشر فريق من 28 كلبا مدربا للكشف عن المتفجرات في شبكة ميترو الانفاق في بريطانيا. وصرح متحدث باسم الشرطة ان الكلاب المدربة للبحث عن المتفجرات «تعمل مثل الكلاب المدربة للبحث عن المخدرات وهي تعمل بكفاءة مثل أي جهاز».