الترحيل البريطاني للأصوليين.. القائمة طويلة والخلفيات متشعبة

TT

بإعلانه توصل بلاده إلى اتفاق مع الأردن لتسليمه مطلوبيه، وإجرائها مفاوضات مماثلة مع دول أخرى، يكون رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، قد فتح صفحة طويلة بقائمة الأصوليين العرب، المقيمين أو الموقوفين في بريطانيا والمطلوبين في بلادهم في قضايا أمنية.

ويعتقد متابعون لهذا الملف، أن الناشط الأردني الفلسطيني الاصل أبو قتادة (اسمه عمر محمود عثمان)، ربما يكون على قائمة من يطالب الأردن بتسلمهم. وكان أبو قتادة، الذي تعتبره عدة أجهزة استخباراتية غربية «سفير القاعدة في أوروبا»، قد قدم الى بريطانيا عام 1993 وتقدم فيها بطلب للحصول على اللجوء السياسي، واشتهر خصوصاً بإشرافه على نشاط عناصر الجماعة الاسلامية المسلحة في لندن، خلال التسعينات واصداره الفتاوى بجواز قتل المدنيين في الصراع، الذي شهدته الجزائر خلال التسعينات.

وكانت السلطات البريطانية قد تحركت ضد ابو قتادة، وعدد من قيادات الحركة الاصولية، في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، ووضعهم في سجن بلمارش جنوب لندن، الذي وصف بـ«غوانتانامو بريطانيا»، الا ان تحركات لناشطين حقوقيين دفعت القضاء البريطاني الى ارغام الحكومة، على عدم الابقاء على اولئك الاشخاص معتقلين بدون محاكمات. وبالفعل اطلقت الحكومة سراح غالبيتهم، لكنها فرضت عليهم ما يشبه الاقامة الجبرية.

وكان وزير الدولة في الخارجية البريطانية، المكلف شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كيم هاولز، قد زار الاسبوع الماضي المغرب والجزائر، وبحث مع المسؤولين في البلدين قضية تسليمهما بعض المطلوبين. ويعتقد ان المباحثات تطرقت الى قضية المواطن البريطاني المغربي الاصل محمد الكربوزي، الذي يطالب به المغرب بتهمة تأسيسه «الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة»، المشتبه في تورطها في اعتداءات الدار البيضاء ومدريد. وكان القضاء المغربي، قد أدان الكربوزي بتهمة ارهاب، وأصدر مذكرة توقيف دولية بحقه، بعد تفجيرات الدار البيضاء عام 2003. وتقول مصادر رسمية إن المغرب ارسل وفداً قضائيا الى لندن عام 2004 لدعم طلبه تسلم الكربوزي، الا ان الطلب رفض، بدعوى أن الرجل يحمل الجنسية البريطانية، ولا توجد أدلة كافية لاعتقاله أو تسليمه.

وأفادت تقارير بأن زيارة كيم هاولز الى الجزائر، تطرقت أيضا إلى قضية جزائريين مقيمين في بريطانيا ومطلوبين للقضاء الجزائري بتهم إرهاب. ويعتقد ان الجزائري أبو ضحى المعتقل حالياً في لندن يتصدر قائمة الجزائريين المطلوبين من قبل بلادهم. إلا أن أبو ضحى مطلوب ايضاً الى الولايات المتحدة بتهمة تورطه في تفجيرات الألفية (مخطط أحبط لشن تفجيرات في الولايات المتحدة، في ليلة الانتقال إلى عام 2000).

وهناك الجزائري رشيد رمضة المحتجز في لندن، والمطلوب من قبل فرنسا بتهمة تورطه في تفجيرات باريس عام 1995. وكان رمضة الذي دخل بريطانيا مطلع التسعينات كطالب للجوء السياسي قد اعتقل بعيد تفجيرات باريس، ويعتبر الآن أقدم محتجز أصولي في بريطانيا.

ومن الأسماء التي يجري تداولها أيضاً المصريان عادل عبد المجيد عبد الباري وإبراهيم عيدروس، وهما من قادة «الجهاد» المصري، والسعودي خالد الفواز. ويحتجز عبد المجيد الآن في سجن بريطاني، بينما يعيش عيدروس تحت الإقامة الجبرية والمراقبة الالكترونية في لندن. وتواجه السلطات البريطانية مع هؤلاء ايضاً، مشكلة وجود اكثر من بلد يطالب بهم، اذ أنهم مطلوبون، إضافة إلى بلدانهم الأصلية، من قبل الولايات المتحدة، التي تتهمهم بالتورط في تفجير السفارتين الأميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998.