في أول لقاء بينهما وجها لوجه: الترابي وقرنق يتفقان على التعاون وتطوير «مذكرة التفاهم»

TT

في لقاء نادر هو الأول من نوعه بينهما بفندق «هيلتون» الخرطوم، اتفق النائب الأول للرئيس السوداني قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق وزعيم المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن عبد الله الترابي، على «ضرورة العمل المشترك لخلق مناخ جيد بين كافة القوى السياسية في الحكومة والمعارضة»، وأبدى حزب الترابي استعداده للعمل مع قرنق في إطار «حكومة الجنوب».

وفي تصريحات صحافية بعد اللقاء، قال الترابي ان لقاءه بقرنق تطرق الى علاقات المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية في الماضي والمنتظرة في المستقبل، وأكد ان العلاقات لا تتأثر بأين يقع احدهما في الحكم او المعارضة.

وذكر الترابي أن لقاءهم بقادة الحركة الشعبية تناول قضايا متعلقة بالحكم، وتدبير وسائل الاتصال المستمرة بين الطرفين، فضلا عن التأكد على ضرورة الانفتاح على القوى السياسية كلها، ومضى محذرا «ان السودان كله الآن يواجه تحديات في استقراره ومعاشه»، وقال انه تم التأكيد على أن تترك كافة الخلافات، ليحتكم الشعب فيها ويحدد خياراته. وقال الترابي في تصريحاته «نحن في الجنوب لسنا معارضة»، وفي الخصوص نفى الترابي أن يكون قد شكك في تحول لموقف الحركة من المؤتمر الشعبي. وقال «لقد صببت غالب نقدي على مواد في الدستور، ولم أتحدث عن نصيب الجنوب في قسمة الثروة والسلطة».

وحسب الترابي فإن الواقع السياسي بالبلاد، فيه قدر من التوازن، يفضي إلى قدر من الحرية، لكن هناك «60» معتقلا سياسيا لا يزالون في السجون، ونوه الى أن مذكرة التفاهم السابقة بين حزبه والحركة الشعبية، توقفت في السابق وقطعت أسبابها بسبب ما تعرض اليه حزبه من ملاحقات من قبل النظام الحاكم، غير أن الترابي شدد على «انها ستتطور الآن».

ووصف الناطق الرسمي للحركة الشعبية ياسر عرمان لقاء قرنق والترابي النادر، بأنه مهم للغاية، وانه اللقاء الأول بينهما «وجها لوجه». وقال «انه يأتي في وقت يشهد فيه السودان مرحلة جديدة، تحتاج للتعاون بين كافة القوى السياسية والتيارات المهمة». وأضاف أن اللقاء مع قادة المؤتمر الشعبي تناول بالنقاش، العديد من القضايا، وتم التأكيد فيه على دعم اتفاقية السلام من دون أدنى تردد وضرورة تنفيذها، وكذلك تم ايراد العديد من الملاحقات والتحفظات من قبل المؤتمر الشعبي، التي تتعلق بما دار بعد اتفاقية السلام.

ومضى عرمان إلى القول «إنه تم التأكيد بين الطرفين على ضرورة العمل المشترك، لخلق مناخ جيد بين كافة القوى السياسية، وخلق شكل من اشكال التواصل بين القادة السياسيين وقادة الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني حاكمين ومعارضين». وأضاف أن الاجتماع أكد على ضرورة مواصلة المشاورات، وقال إن الحركة الشعبية أبدت رغبتها في أن ترى مشاركة للمؤتمر الشعبي في بعض الأجهزة الانتقالية.