الإيرانيون يعودون إلى العراق .. ومعهم المخدرات !

مدير شرطة كربلاء لـ«الشرق الأوسط»: المهربون حولوا مدينة الحسين إلى محطة رئيسية لتجارتهم المحرمة

TT

بين الاتفاقات التي عقدها الوفد العراقي الزائر الى ايران اخيرا برئاسة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري فتح معابر حدودية جديدة واطلاق حركة الزوار الايرانيين الى العراق.

وعلى رغم الاهمية الاقتصادية لتدفق الزوار الايرانيين يخشى الكثير من العراقيين ان يزيد هذا التدفق من احدى المشاكل الخطيرة المتفاقمة في بلادهم وهي انتشار تعاطي المخدرات التي تدخل الى العراق من ايران. وتفيد معلومات الاجهزة الحكومية بان المنطقة الجنوبية ومنطقة الفرات الاوسط أصبحتا محطة رئيسية لتوزيع المخدرات داخل العراق ولتهريبه الى الدول المجاورة. ولم يوفر هذا النشاط حتى المدن المقدسة لدى الشيعة، بما فيها كربلاء مدينة الامام الحسين، التي يقصدها الزوار الايرانيون ومعهم تجار المخدرات.

قائد شرطة كربلاء العميد كريم سلطان الحسناوي اكد لـ«الشرق الأوسط» أن الجرائم المتصلة بتعاطي المخدرات والمتاجرة بها ازدادت كثيرا في المحافظة، وهو يعزو السبب الرئيسي لذلك الى التدفق الكبير للزوار الاجانب.

ويشير العميد الحسناوي الى ان المخدرات لم تكن تشكل قضية في العراق في عهد النظام السابق «مورست بحدود ضيقة جدا لا تكاد تذكر بسبب صرامة الإجراءات المتبعة»، واضاف ان القضية كانت محصورة بالمتاجرة بالمخدرات مع دول «بدون أن يتطور ذلك إلى مشاكل أخرى ومنها التعاطي والتداول»، واوضح «أن جرائم الترويج والتعاطي والتهريب بدأت في العراق عامة ومنطقة الفرات الأوسط خاصة بعد سقوط النظام السابق تحديدا ولأسباب يعرفها الجميع وأهمها الدخول العشوائي للوافدين من خارج الحدود».

واشار الى ان الشرطة العراقية قبضت على «عدد غير قليل من التجار الذين يتعاملون بهذه المواد ومعظمهم يحملون جنسيات إيرانية وأفغانية وغيرها»، وافاد بانه جرت أخيرا محاكمة قسم من هؤلاء وحكمت عليهم المحاكم العراقية بعقوبات متفاوتة يصار إلى تسفيرهم بعد انقضاء مدة المحكومية. كما قامت محكمة كربلاء بالحكم على ثلاثة تجار إيرانيين بعقوبة السجن لمدة 15 عاما لحيازتهم ثلاثة كيلوغرامات من مادة الهيروين.

وعن الإجراءات الأمنية المتبعة في المحافظة لمواجهة هذه الظاهرة أوضح العميد الحسناوي أنه وضعت «خطة متكاملة أثبتت نجاحها بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية»، واشار الى ان الخطة اقترحت «تخفيض عدد الزوار المقرر دخولهم الى الأراضي العراقي من 1500 زائر في اليوم إلى 1000 زائر فقط آخذين بعين الاعتبار الحالة الأمنية غير المستقرة وعدد الفنادق واستيعابها وضيق المدينة وغيرها وامكانية مراقبة الزوار بدءا من نقطة دخولهم عند الحدود».

وكشف العميد الحسناوي عن أن جميع العصابات التي القي القبض عليها داخل كربلاء وخارجها، وخصوصا العصابات التي مارست أعمال السطو المسلح والمتاجرة بالأسلحة وأعمال الإرهاب، كانت هي نفسها تتاجر بالمخدرات والآثار .