البوليساريو تتراجع عن قرار إطلاق سراح الأسرى المغاربة «بسبب اعتقالات ضد نشطائها»

مصادر مغربية تكشف أسباب تشككها في مبادرة عبد العزيز

TT

أعلنت جبهة البوليساريو تراجعها عن إطلاق سراح الأسرى المغاربة المحتجزين لديها، «ما لم توقف السلطات المغربية قمع المتظاهرين الصحراويين في المدن الصحراوية، وتطلق سراح نشطائنا وتضع حدا للمحاكمات التعسفية ضد رافعي مطلب استفتاء تقرير المصير».

ودعا ممثل البوليساريو بالجزائر، محمد يسلم بيسط، الأمم المتحدة والمجموعة الدولية إلى «الضغط على الحكومة المغربية لتذعن لقرارات الشرعية الدولية، مثلما تم الضغط على العراق للخروج من الكويت». وقال بيسط في مؤتمر صحافي عقده أمس بالعاصمة الجزائرية، إن الصحراويين «غير مستعدين للحديث عن إطلاق سراح الأسرى المغاربة، ما لم يبادر المغاربة بإطلاق سراح معتقلينا الذين أدخلتهم السلطات المغربية السجن خلال المظاهرات التي عاشتها الأراضي الصحراوية منذ 21 مايو (أيار) الماضي». وكان الأمين العام للبوليساريو محمد عبد العزيز ذكر الأسبوع الماضي، أن الجبهة قررت اطلاق سبيل جميع الأسرى المغاربة الذين يفوق عددهم 450 اسيرا. وتقول البوليساريو إن المغرب يحتجز 150 أسير حرب صحراويا، وتتهمه بخطف 500 صحراوي وإخفاء آثارهم. واتهم بيسط الحكومة المغربية باعتقال الناشطين الصحراويين محمد المتوكل ومحمد فاضل كاودي، أمس بالدار البيضاء، واعتقال عضو البوليساريو البارز علي سالم التامك أول من أمس «بينما كان عائدا من أوروبا حيث قضى فترة علاج من أمراض يعاني منها بسبب السجن». وأوضح ذات المصدر أن «جهاز الأمن المغربي دفع بالمستوطنين وعناصر الأمن في الصحراء، إلى ارتداء ملابس الصحراويين التقليدية لتنظيم مظاهرات في شوارع المدن الصحراوية، تأييدا لاستمرار الاحتلال المغربي. فإذا كان الصحراويون يريدون البقاء تحت السيادة المغربية كما يريد المغاربة إيهام الرأي العام به، فلماذا تخشى الرباط تنظيم استفتاء يقرر الصحراويون بموجبه مصيرهم»؟ واعترف بيسط بفرار أسرى مغاربة من معتقلات الصحراويين، واعتبر ذلك «شيئا يحصل في كل سجون العالم». وبشأن الشخص التي سيمثل كوفي أنان في الصحراء الغربية، قال بيسط إنه هولندي الجنسية وسفير سابق لبلده لدى الأمم المتحدة، وسبق للصحراويين أن طالبوا بتعيين أميركي، ممثلا لأنان يحمل صفات جيمس بيكر، المبعوث السابق للصحراء. إلى ذلك، أنهى وزير خارجية إسبانيا ميغال أنخل موراتينوس، زيارة للجزائر أول من أمس دامت بضع ساعات، تناول خلالها مع المسؤولين الجزائريين عدة ملفات، يأتي الملف الصحراوي على رأسها. وأوضح موراتينوس للصحافة أن بلده يجدد دعوة طرفي النزاع إلى الحوار تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفى المغرب، بدأت السلطات في الافصاح عن اسباب تشككها في مبادرة زعيم جبهة البوليساريو عبد العزيز، والقاضية بإطلاق سراح سائر الاسرى المغاربة المعتقلين في سجون الجبهة بتندوف (جنوب غربي الجزائر)، فقد نددت الرباط أولا بأسلوب الابتزاز الذي تنهجه البوليساريو باستغلالها الوضع الانساني لأقدم سجناء العالم، خاصة انها لم تحدد موعدا لإطلاق سراح العسكريين المغاربة الذين أسرتهم البوليساريو خلال عقد الثمانينات أيام اشتداد المعارك بين الجانبين.

وربط المغرب بين اعلان عبد العزيز، ووجود هذا الاخير في مدريد واستقباله من قبل رئيس الحكومة السابق خوسى ماريا اثنار، الذي ناصب المغرب العداء والاستعلاء خلال رئاسته حكومة بلاده، فقد اتضح حسبما اوردته وكالة الانباء المغربية ان عبد العزيز عقد اكثر من لقاء سري مع اثنار.