حملة مركزة على رموز الحركة الأصولية الذين حملوا بريطانيا مسؤولية التفجيرات

TT

تشن الصحافة البريطانية هذه الأيام حملة ضد رموز الحركة الاصولية في البلاد، تتركز في دعوة الحكومة الى وقف «تسامحها مع المناهضين للتسامح».

وجاءت هذه الحملة في وقت وجه بعض رموز الحركة الاصولية اللوم في تفجيرات لندن الى «الحكومة والشعب البريطانيين».

ونشرت صحيفة «الصن» الأوسع انتشارا في بريطانيا أمس على صفحتها الاولى صورة كبيرة للناشط السوري الاصل عمر بكري أمامها عبارة «أعيدوه الى بلاده». واستندت الصحيفة في دعوتها هذه الى تصريح قال فيه بكري، اول من امس «ان التدخل الاميركي في افغانستان والعراق واعادة انتخاب (توني) بلير كلها ساهمت في التفجيرات». واضاف في تصريح نشرته صحيفة «الافنينغ استاندرد» البريطانية: «ألوم الحكومة البريطانية، والرأي العام البريطاني والجالية المسلمة في بريطانيا لأن هؤلاء فشلوا في بذل مزيد من الجهد لوضع حد لدائرة القتل التي بدأت قبل 11 سبتمبر (ايلول)، وقد كانت تفجيرات 7 يوليو مدمرة للجميع».

وجمعت «الصن» في تقرير داخلي تصريحات لمسؤولين يرون ضرورة طرد بكري، الذي يثير منذ سنوات الجدل في بريطانيا بتصريحاته. وقال وزير الدفاع في حكومة الظل جيرالد هاوارث في التقرير: «لن يكون هناك مكان لأناس مثل هذا في بلدنا». كما قال البرلماني العمالي اندرو ديسمور «ان وجوده (بكري) غير مفيد للمصلحة العامة».

ويشار الى ان بكري يقود الآن حركة متشددة تدعى «الغرباء» وكان أسس حركة «المهاجرون» بعد قدومه الى بريطانيا في الثمانينات. ويقود «المهاجرون» الآن اصولي يدعى انجم تشودري أثار استياء بريطانياً هو الآخر عندما قال اول من امس: «ان الحكومة البريطانية تريد ان تظهر بانها الى جانب العدالة. الارهابي الحقيقي هو النظام البريطاني وحتى الشرطة البريطانية اللذين حاولا تقسيم الجالية المسلمة بين معتدلين ومتطرفين، في حين ان هذا التسميات غير موجودة في الاسلام».

ولم يغب الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي عن النقاش. وربما من الصدف ان تزامنت تفجيرات لندن مع دعوة وجهت الى الشيخ القرضاوي للمشاركة في مؤتمر اسلامي مقرر في مانشستر (شمال غربي انجلترا) الشهر المقبل. وقد شنت بعض الصحف البريطانية حملة ضد القرضاوي داعية الى منعه من دخول بريطانيا بسبب تأييده للعمليات الانتحارية التي ينفذها فلسطينيون ضد الاسرائيليين. وكتبت «الديلي اكسبرس» امس ان الشيخ القرضاوي تخلى عن الدعوة التي وجهت اليه للمشاركة في المؤتمر الاسلامي، بعد الحملة التي شاركت فيها الصحيفة اليمينية. وكان الشيخ القرضاوي قد قوبل العام الماضي بحملة مشابهة من بعض الصحف البريطانية دعت لعدم استقباله في بريطانيا بسبب تأييده للعمليات الانتحارية الفلسطينية ضد الاسرائيليين.

وقد رفض القضاء البريطاني دعوى اقامها بعض البريطانيين لوقف الزيارة، في حين وقفت الحكومة حينها في وضع محايد رغم انها قالت انها تراقب كل تصريح يدلي به الشيخ القرضاوي. وربما كان الترحيب الاكبر الذي لاقاه القرضاوي في تلك الزيارة من عمدة لندن كين ليفنغستون.

وحتى ليفنغستون وضعت صورته صحيفة «الغادريان» امس مع الناشطين بكري وتشودري في تقرير على الصفحة الاولى عنوانه: «هؤلاء الرجال الذين يلومون بريطانيا» بخصوص التفجيرات. وسبب ذلك، ان ليفنغستون حاول تفسير دوافع منفذي تفجيرات لندن من خلال توجيه اللوم الى بريطانيا والغرب عموماً.

وقال ليفنغستون «ان المشكلة الحقيقية هي اننا مولنا هؤلاء الناس عندما كانوا يقاتلون الروس، ولم نفكر ابدا في انهم، عندما يتوقفون عن قتال الروس، ربما سيبدأون بقتالنا». وحاول صحافي بريطاني امس اثارة موضوع العمليات الانتحارية الفلسطينية ضد الاسرائيليين، مع ليفنغستون فقال هذا الاخير: «العيش تحت الاحتلال الاجنبي وبدون حق في الانتخاب، ولا حق في ادارة شؤونك الخاصة، وبدون حق للعمل طال ثلاثة اجيال.. اعتقد ان ذلك لو حدث في بريطانيا لخرج من بيننا مفجرون انتحاريون».

وقد لاقى هذا التصريح رد فعل من السفير الاسرائيلي في لندن زئيفي هايفتز قائلاً: «انه امر لا يطاق ان نفس العمدة الذي ادان، بصدق، التفجيرات الانتحارية في لندن يدافع عن اولئك الذين يقتلون تحت نفس اللافتة المتطرفة اسرائيليين».