متهمان في أحداث طابا ينفيان علاقتهما بالتفجيرات

استئناف المحاكمة وسط إجراءات أمن مشددة

TT

نفى المتهمان في تفجيرات طابا التي وقعت في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي أي علاقة لهما بتفجيرات شرم الشيخ التي وقعت أول من أمس. وقال محمد جائز صباح لـ«الشرق الأوسط» على هامش محاكمته أمس في الإسماعيلية، «ليست لنا علاقة لا بتفجيرات طابا ولا بشرم الشيخ».

وقررت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بالإسماعيلية أمس تأجيل محاكمة المتهمين الثلاثة في القضية محمد جائز صباح ومحمد عبد الله رباع، وهما من مواطني مدينة العريش في شمال سيناء ومحمد أحمد صالح فليفل الذي يحاكم غيابيا إلى جلسة 14/8.

وأضاف جائز صباح أنه اعتقل من منزله في شهر أكتوبر الماضي ولا علاقة له بالقضية، مشيرا إلى تعرضه للتعذيب. ونفى أي علاقة له بالمتهم الهارب. وقال «لا أعرفه ولا أعلم عنه شيئا». وأدان دفاع المتهمين تصريحات وزير الداخلية المصري، حبيب العادلي، والتي لمح فيها إلى الربط بين تفجيرات طابا وتفجيرات شرم الشيخ.

وقال سيد فتحي، محامي المتهمين أمام المحكمة، «نرجو ألا يستخدم قانون الطوارئ في اعتقال المزيد من أبناء مدينة العريش الأبرياء، حيث اعتقل على ذمة القضية الأولى نحو 3500 مواطن». واستأنفت المحكمة ثاني جلساتها التي يحاكم فيها ثلاثة مصريين من مدينة العريش، بينهم متهم هارب وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية، حيث تمت إقامة المتاريس والحواجز على جميع الطرق المؤدية لمُجمع محاكم الإسماعيلية، كذلك إقامة كبائن لأجهزة الكشف عن المفرقعات.

وكانت المحكمة التي عقدت أولى جلساتها في الثاني من يوليو (تموز) الجاري برئاسة المستشار أحمد محمد الخشاب وعضوية المستشارين محمد رأفت ومحمد توفيق قد قررت تأجيل نظر القضية إلى جلسة أمس الأحد، بناء على طلب دفاع المتهمين للاطلاع على ملف القضية.

ويحاكم في القضية ثلاثة متهمين بتفجيرات طابا هم محمد أحمد صالح فليفل (هارب) ومحمد جائز صباح حسين عبد الله (موظف) ومحمد عبد الله رباع (خراط ومقيم بالعريش).

وقال أحمد سيف الإسلام، محامي المتهمين، «جميع اعترافات المتهمين جاءت تحت التعذيب، وأن التعذيب هو طريقة للتضليل لأنه لا يقدم الجانب الحقيقي في الخارج». وأضاف «تركوا الجناة الحقيقيين في الخارج، فتكررت الجريمة مرة أخرى في شرم الشيخ». وقال ليست هناك علاقة بين تفجيرات طابا وتفجيرات شرم الشيخ. والحديث عن وجود علاقة بين التفجيرين يعني أن المتهمين بريئان كما أن هناك هاربا واحدا في القضية، فهل يستطيع وحده تنفيذ مثل هذه العملية؟

وقال إن تقرير الطب الشرعي الذي طالبت به المحكمة ليبين ما بالمتهمين من إصابات نتيجة التعذيب لم يصل حتى الآن.

وتابع أن التحريات عن المتهمين تمت بعد إلقاء القبض عليهم، وأن أوراق القضية تسير في اتجاهين مختلفين تماما، حيث تشير تحقيقات نيابة أمن الدولة بجنوب سيناء إلى أن المتفجرات جاءت من الأراضي المحتلة، فيما تشير تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة ان التفجيرات يدوية. وتطوع أكثر من عشرة محامين من القاهرة وشمال سيناء والإسماعيلية للدفاع عن المتهمين. وطالب الدفاع باستدعاء عشرات الشهود من رجال الشرطة والعاملين بفندق «طابا هيلتون» وخبراء المفرقعات وأدلة البحث الجنائي واستدعاء عدد من شهود الإثبات أيضا.

ووجهت نيابة أمن الدولة العليا طوارئ للمتهمين عددا كبيرا من الاتهامات، منها الاتفاق على قتل عدد من الأجانب والمصريين عمدا ومع سبق الإصرار والترصد، وعقد العزم على عملية القتل، وأعدوا لذلك مادة شديدة الانفجار من خلال ثلاث سيارات تركها المتهمون في فندق «هيلتون طابا» ومنتجعي جزر القمر والبادية، كما تم توجيه تهمة استخدام القوة والعنف ضد القائمين على تنفيذ القانون أثناء تأدية وظيفتهم، مما نتج عنه إصابة مجدي محمد دياب من مباحث أمن الدولة بشمال سيناء وحيازة بندقيتين آليتين بدون ترخيص لاستخدامهما في نشاط يخل بالأمن وإتلاف مبان مملوكة للغير وسيارة شرطة وسيارات أخرى مدنية وتفجير شحنة ناسفة وإطلاق الأعيرة النارية على سيارات الشرطة.

كما وجهت النيابة للمتهمين تهم حيازة وإحراز مواد شديدة الانفجار وقنبلة يدوية روسية الصنع بقصد استخدامها في نشاط يخل بالأمن العام.

وكانت التفجيرات التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي قد أدت إلى مقتل 35 شخصا من المصريين والإسرائيليين والأجانب وإصابة حوالي 159 آخرين.

وقال المحامي سيد فتحي إن المتهمين من خارج الحدود المصرية، وإن الدفاع لا يقبل اتهام شعب سيناء بمثل هذه التهم، وإنه سيقدم الدلائل على ذلك.

وطالبت هيئة الدفاع عن المتهمين بضم رسم كروكي للدائرة الكهربائية المستخدمة في التفجيرات والرسم الخاص بتحويل أنبوب البوتاغاز إلى قنبلة، كذلك المذكرة الموضح فيها أسباب اعتقال المتهمين لأن هذه الأوراق غير موجودة في ملف القضية. وقال والد المتهم محمد عبد الله رباع، انه تمكن من زيارة ابنه للمرة الأولى يوم الأربعاء قبل الماضي في سجن مزرعة طره، حيث سمح له بزيارته لمدة خمس ساعات. وطالب بالسماح بإعادة فتح الورشة الخاصة بابنه حتى يتمكن من الإنفاق على أولاده الخمسة.