خبراء: بصمات «القاعدة» واضحة في التفجيرات

أكدوا التطابق بين تفجيرات «طابا» و«شرم الشيخ»

TT

فيما تواصل أجهزة الأمن المصرية في ترجيح فرضية العلاقة المحتملة بين تفجيرات طابا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وهجمات شرم الشيخ أول من أمس والتي تتهم السلطات الأمنية فيها مجموعة محلية من أهالي سيناء، فإن خبراء أمنيين في الظاهرة الأصولية يرجحون ارتباط التفجيرات في طابا وشرم الشيخ بـ«القاعدة» سواء بالتنظيم أو بالأفكار.

ويستبعد محامي الجماعات الاسلامية منتصر الزيات تورط عناصر من الجماعة الإسلامية والجهاد وهما أكبر جماعتين أصوليتين خاضتا مواجهات مع السلطات المصرية خلال العقد الماضي، مؤكداً التزام الجماعة وتيار كبير داخل الجهاد بوقف العنف. وربط الزيات بين تفجيرات طابا وشرم الشيخ، مؤكداً أن منفذي العمليتين ينتمون إلى مجموعة واحدة استناداً إلى تكرار نفس الطريقة في العمليتين. وقال الزيات إنه ربما تكون المجموعة المنفذة تحمل أفكاراً جهادية متعاطفة مع «القاعدة»، وقاموا بالعمليتين دون توصية من قيادة تنظيم القاعدة وإنما باجتهاد من المنفذين.

من ناحيته، قال محامي الجماعات الإسلامية ممدوح اسماعيل إن افتراض صحة بيان «القاعدة» حول الهجمات في طابا وشرم الشيخ يعني أن «القاعدة» أصبحت في مصر رغم عدم وجود معلومات موثقة تثبت تلك الفرضية من عدمه.

وأشار اسماعيل إلى أن «القاعدة» غيرت من طريقة عملها، إذ أصبحت تعتمد على خلايا عنقودية صغيرة شبه مستقلة تنتشر في معظم دول العالم، ورغم أنها تعمل فكرياً تحت غطاء «القاعدة» وتؤمن بأفكارها لكن كل خلية منها تتمتع باستقلالية في ضوء خصوصية كل خلية والبلد الذي تعمل فيه.

واعتبر الدكتور عمار علي حسن الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية، أن القراءة الحالية لأحداث شرم الشيخ تشير إلى أصابع «القاعدة»، مرجحاً أن يكون التنفيذ قد تم عبر مجموعة محلية تنتمي إلى «القاعدة» وتلقت تكليفات عبر بريد الكتروني لتنفيذ العملية.

وقال الخبير الاستراتيجي اللواء كمال شديد إنه يحتمل وجود عناصر محلية بسيناء لها ارتباطات بـ«القاعدة»، مشيراً إلى أن الارهاب أصبح ظاهرة عالمية ويسعى إلى تحقيق أهدافه حتى باستهداف المدنيين. وأكد وزير الداخلية المصري الأسبق النبوي اسماعيل وجود نقاط تشابه بين تفجيرات طابا وشرم الشيخ مثل استخدام سيارات مفخخة تقودها عناصر انتحارية، مع أسلوب التتابع الأمني بحيث يقع انفجار يليه آخر بعد دقائق وهو يقترب من أسلوب «القاعدة»، الذي طبقته في تفجيرات لندن.

وأضاف أن دخول عناصر ارهابية خارجية لمصر أمر غير مستبعد، مشيراً إلى امكانية اقتران أية اجراءات باستخدام جوازات سفر وهويات مزورة.

وأكد اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة المصري السابق أن هناك تشابهاً كبيراً بين ما حدث في شرم الشيخ وما حدث في تفجيرات طابا في شهر أكتوبر الماضي، مؤكداً أن كل المؤشرات تؤكد على وجود اختراق للجبهة الداخلية المصرية لأن مدينة شرم الشيخ من أكثر المدن المصرية المحصنة أمنياً، وقال ان مضمون الحادث موجه إلى الشعب المصري لأن الحادث وقع في منطقة السوق القديم الذي يوجد بها مصريون بشكل مكثف، كما أن الفندق الذي وقع فيه الحادث فيه أغلبية مصرية واستشهد على ذلك بأن غالبية القتلى والجرحى من المصريين، وأضاف أن الهدف هو ترويع الشعب المصري وزرع الخوف من جانب هذه الجماعات الأصولية.

ونفى اللواء فؤاد علام أن تكون الجماعات المصرية التي لها تاريخ في العنف ضد الدولة المصرية هي التي تقف وراء تفجيرات شرم الشيخ، وأضاف مستحيل أن يحدث ذلك لأن الجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد أعلنتا بصراحة ووضوح أنهما نبذتا العنف، وقال إنه يثق تماماً في عدول الجماعات الاسلامية عن طريق العنف، مضيفاً ان الاحتمال الأقرب في هذا التوقيت هو قيام عناصر متمردة على الجماعات الاسلامية والجهاد بالتنسيق مع عناصر خارجية لتنفيذ التفجيرات.

وحول الاجراءات الأمنية التي تقوم بها أجهزة الأمن لتأمين المناطق السياحية والأجانب، قال اللواء فؤاد علام لا يمكن أن نلوم أجهزة الأمن، لأن كل دول العالم تتعرض لحوادث ارهابية رغم أن هذه الدول تملك أعلى درجات اليقظة والتكنولوجيا الأمنية، وتوقع قيام أجهزة الأمن بمزيد من المراقبة والمتابعة وتشديد الخناق على الجماعات التي يمكن أن تكون وراء هذه التفجيرات.

وحول اختراق مدينة محصنة أمنياً بشكل كبير من جانب الارهابيين وما إذا كان ذلك يشكل رسالة إلى أجهزة الأمن بأنه يمكن التفجير في أعلى المناطق أمنياً، قال اللواء فؤاد علام ان أجهزة الأمن تفعل ما عليها، لكن العالم أصبح أكثر انفتاحاً ودخول المتفجرات والعناصر الارهابية ليس صعباً في ظل حركة العولمة والانتقال السريع للأشخاص والبضائع وتسهيل دخول الأجانب. كل هذا يمكن أن ينفذ منه الارهابيون وسط هؤلاء، وأشار كذلك إلى طبيعة منطقة سيناء والتي بها مخلفات حروب من أسلحة وذخيرة يمكن اعادة استخدامها في صنع عبوات ناسفة وتفخيخ سيارات تستخدم في تفجير كبير مثل تفجير شرم الشيخ.