شرم الشيخ تجتذب مليون سائح أوروبي سنويا وأصبح المكان المفضل للمؤتمرات الدولية بمصر

TT

ما تزال مدينة شرم الشيخ، التي اكتسبت شهرة سياحية عالمية باعتبارها إحدى أجمل المناطق السياحية في جنوب مصر، تتعافى من آثار التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها قبل يومين.

وتسعى السلطات المصرية جاهدة للتقليل من أهمية إلغاء الآلاف من السائحين الأجانب لحجوزاتهم السنوية لزيارة المنتجع، في محاولة للحد من الخسائر المادية التي من المتوقع أن يتعرض لها قطاع السياحة الذي يعتبر العمود الفقري للاقتصاد المصري ومصدر حصوله على احتياجاته من النقد الأجنبي.

وتحول منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الأحمر من مكان مفضل بات على موعد دائم مع مختلف الأحداث والتطورات السياسية المهمة التي تمتلئ بها منطقة الشرق الأوسط، إلى الخبر الرئيسي في مختلف وسائل الإعلام العالمية التي اعتادت في السابق زيارة المنتجع لتغطية القمم العديدة التي استضافها وليس تغطية همومه الأمنية.

وعاشت مصر أمس يوما كئيبا جديدا وسط مخاوف من التداعيات السلبية للتفجيرات الأخيرة على الحياة اليومية لملايين المصريين الذين عبروا عبر وسائل الإعلام الرسمية عن إدانتهم لما حدث وطالبوا بملاحقة مرتكبيه.

والمنتجع الذي يطل على خليج العقبة في بقعة نائية في جنوب صحراء سيناء وعلى بعد أكثر من سبعمائة كيلومتر من القاهرة، شهد إقامة العديد من المؤتمرات السياسية المتعلقة بالعراق وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وخاصة على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

ومع أنه اكتسب على مدى السنوات العشرين الماضية سمعة سياحية غير مسبوقة، باعتباره من أفضل المنتجعات السياحية المصرية، فإن المنتجع الشهير دخل عالم السياسة من أوسع أبوابه باعتباره المكان المفضل رقم واحد لاستضافة مختلف المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية التي تشهدها مصر.

وتحول المنتجع المعروف بهدوئه وطبيعته الجغرافية الساحرة، من مكان يقصده السائحون من مختلف أرجاء المعمورة، إلى مستوطنة سياسية على نحو غير مسبوق، حيث اعتاد زوار ورواد هذا المنتجع السياحي الشهير على الإزعاج الذي يسببه انتشار المئات من رجال الشرطة المصريين لتأمين هذه الأحداث الدولية التي تحظى بمتابعة إعلامية لافتة للانتباه.

لكن المنتجع الذي يفد إليه سنويا أكثر من مليون سائح، فقط من أوروبا، بدا أمس انه فقد طابعه المخملي المميز، مع انتشار مختلف الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف وعربات المطافئ التي تجوب المدينة الصغيرة المترامية في آخر حدود العمق الاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء.

ويدين المنتجع وسكانه بالفضل إلى الرئيس المصري حسني مبارك الذي كان أول رئيس مصري على الإطلاق منذ عام 1952 يختار شرم الشيخ كمكان شبه دائم لمقابلاته الهامة على مدار العام، بحيث تحول المنتجع إلى بقعة مفضلة لدى مؤسسة الرئاسة، خصوصا مع الهدوء الشديد الذي يوفره بعيدا عن ضوضاء العاصمة المصرية ومشاكل ازدحام المرور وصعوبة التحكم في الترتيبات الأمنية الخاصة بمختلف الوفود العربية والأجنبية التي اعتادت القدوم إلى شرم الشيخ.

مدينة شرم الشيخ المعروفة أيضا باسم مدينة السلام أضحت مؤخرا المقر المفضل للرئيس مبارك، بعيدا عن الازدحام الخانق للقاهرة، حيث يوفر الهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة للمنتجع الذي يطل مباشرة على مياه البحر الأحمر الفرصة للتركيز وعقد المحادثات السياسية المكثفة مع زواره بدون أي إزعاج يذكر.

وتعاظمت الأهمية السياحية والاستراتيجية لمنتجع شرم الشيخ بعد أن استردته مصر في إطار معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1979 بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية التي احتلته منذ عام 1967.