عملية انتحارية جديدة في بغداد تحصد أرواح 32 عراقيا أكثرهم مدنيون تفحمت جثثهم

بغداد تتبنى خطة أمنية جديدة بعد اجتماع موسع للرئاسات الأربع استمر يومين

TT

أعلنت الحكومة العراقية انها تبنت، «بمقترح من رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني»، خطة أمنية جديدة لجميع مناطق العراق، غداة مقتل اكثر من 30 عراقيا، معظمهم من المدنيين، بينهم 25 قضوا في عملية انتحارية بشاحنة مفخخة استهدفت مركزا للشرطة في جنوب شرقي بغداد. واوضح بيان تلقته «الشرق الاوسط» من مكتب طالباني امس ان الخطة الجديدة جرى تبنيها في «اجتماع موسع للحكومة» استمر يومين و«ضم رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمعية الوطنية (البرلمان) ومجلس القضاء». واضاف البيان ان الخطة «تشمل جميع الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية، وسترافقها حملة لحشد التأييد والدعم داخلياً واقليمياً وعربيا ودوليا». لكن البيان لم يعط أي تفاصيل عن الخطة. وعلى الصعيد الأمني اليومي، اعلنت وزارة الداخلية العراقية ان 32 عراقيا قتلوا وجرح 32 في انفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري قرب مركز شرطة الرشاد جنوب شرق بغداد. كما قتل امس 7 عراقيين، بينهم ضابطا شرطة برتبة مقدم وحارسان لوزير الصناعة العراقي، في هجمات في بغداد وجنوبها وكركوك وبلد والموصل.

وقال مصدر مسؤول في الوزارة، ان بين القتلى والجرحى عدد من رجال الشرطة، لكنه لم يحدد، بسبب تفحم الكثير من الجثث، واوضح ان 22 سيارة مدنية احترقت في الانفجار، بالاضافة الى احد المباني السكنية.

ومن مكان الانفجار، نقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، ان قوات اميركية حاصرت المكان وطالبت عبر مكبرات الصوت الناس بالابتعاد عن المكان لتتمكن فرق الانقاذ وسيارات الاسعاف من القيام بعملها، فيما قام عدد من رجال الشرطة العراقيين باطلاق النار في الهواء، وهددوا عبر مكبرات الصوت بقتل اي شخص لا يبتعد عن المكان.

وقال احد ضباط الشرطة في مكان الحادث ان «الانتحاري حاول عبور الرصيف الوسطي باتجاه مركز الشرطة الا ان خللا ما ادى الى انفجار الشاحنة قبل بلوغ الهدف، حيث انفجرت على بعد عشرين مترا من المركز».

وافاد مصدر في وزارة الداخلية، بان شرطيا قتل امس اثر سقوط قذيفة هاون في الشارع الذي يربط بين وزارة الداخلية والكلية العسكرية وسط بغداد. وتتخذ وزارة الداخلية اجراءات امنية مشددة حول مبناها. وقد قطعت منذ اشهر كل الطرق المؤدية اليه ووضعت نقاط تفتيش وحواجز اسمنتية على المداخل.

واكد المصدر نفسه مقتل المقدم عماد حاتم خلف مدير مركز شرطة الكاظمية على يد مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة، فتحوا عليه النار ولاذوا بالفرار.

واوضح ان الاعتداء وقع في منطقة الحرية (شمال بغداد)، عندما كان خلف متوجها بسيارته الى مقر عمله.

وفي كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) قتل المقدم نور الدين رؤوف، الذي يعمل مساعدا لمدير شرطة القورية، احد اكبر مراكز شرطة المدينة على يد مسلحين مجهولين، حسبما افاد به العقيد عادل زين العابدين من شرطة المدينة، الذي قال ان مسلحين مجهولين فتحوا النار على سيارة نور الدين اثناء ترجله منها في حي تسعين وسط المدينة. وقتل عضو مجلس محافظة صلاح الدين الشيخ خالص هلوب على يد مسلحين مجهولين، حسبما افاد به النقيب ليث شهاب من شرطة الاسحاقي.

وقال ان هلوب كان متوجها من الاسحاقي (100 كلم شمال بغداد) الى بلد (70 كلم شمال بغداد)، عندما تعطلت سيارته. وحين ترجل من السيارة لاصلاحها فاجأه مسلحون مجهولون باطلاق النار واردوه.

واعلن مصدر في شرطة الموصل ان اثنين من حراس وزير الصناعة العراقي اسامة النجفي قتلا امس، على يد مسلحين مجهولين في الموصل (370 كلم شمال بغداد).

وقال الرائد محمد فتحي ان الحادث وقع عندما كان هذان الحارسان في مغسل للسيارات في الحي الصناعي شرق المدينة. واشار الى ان وزير الصناعة لم يكن معهما، عند وقوع الهجوم بل كان في بغداد، موضحا ان هذين الحارسين يرافقانه فقط عند مجيئه للموصل، لانه يقيم في منطقة الدواسة وسط المدينة.

واكد المصدر ذاته اصابة ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح، عندما فتح مسلحون مجهولون النار على دوريتهم في منطقة الاصلاح الزراعي غرب المدينة.

من جهة اخرى، اعلن ورنس محمد الضابط في شرطة بيجي، ان القوات الاميركية اعتقلت اربعة من عناصر الشرطة، بينهم ضابط برتبة ملازم اول بعد انفجار عبوة ناسفة على قافلتهم عند المدخل الجنوبي لمدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد).

كما اعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل طفلة وجرح ستة عراقيين، في انفجار عبوة ناسفة في مدينة الاسكندرية (40 كلم جنوب بغداد)، بينما شارك 300 شخص في تظاهرة في مدينة المسيب (60 كلم جنوب العاصمة) التي شهدت الاسبوع الماضي اعتداء كبيرا.

وقال حامد الحديدي الضابط في شرطة الاسكندرية (60 كلم جنوب بغداد)، ان انفجار عبوة ناسفة لدى مرور باص صغير ادى الى مقتل طفلة واصابة ستة اشخاص بجروح، موضحا ان الحادث وقع عند المدخل الجنوبي لمدينة الاسكندرية.