مقتل زوجين إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين في غزة و3 فصائل تعلن مسؤوليتها

عباس لن يدخر جهدا لوقف الهجمات وشارون يهدد برد من نوع جديد

TT

رام الله ـ غزة ـ وكالات الانباء: قتل مسلحان فلسطينيان بالرصاص، زوجين إسرائيليين في كمين عند حدود غزة في وقت مبكر صباح امس بعد قليل من مغادرة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، المنطقة في محاولة منها لانقاذ هدنة هشة تهددها اعمال العنف قبل الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة.

وشجب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أمس الهجوم، مؤكدا انه لن يدخر جهدا لوقف مثل هذه العمليات، بعد ان كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قد هدد «برد من نوع جديد».

وأكد بيان صادر عن مكتب الرئاسة الفلسطينية ان «هذه العمليات تمثل خرقا لاتفاق التهدئة والهدنة المعلنة في القاهرة وتقدم للجانب الإسرائيلي المبرر لشن هجمات انتقامية ضد شعبنا واغتيال قيادات فلسطينية». وأضاف «هذه العمليات في لحظة الانسحاب من قطاع غزة لا تخدم مصلحتنا الوطنية وتهدد أمننا الوطني وتضعف مصداقيتنا على الصعيد الدولي». وأكد عباس ان السلطة الفلسطينية «ستبذل كل جهد ممكن لوقف هذه العمليات الضارة». وكان شارون قد هدد الفلسطينيين برد عسكري «من نوع جديد» اثر هذا الهجوم.

وقال خلال اجتماع مجلس الوزراء ان اسرائيل ابلغت وزيرة الخارجية الاميركية بأنه «ستكون هناك ردود من نوع آخر تضاف الى التدابير المشددة، سواء خلال الانسحاب او بعد اخلاء قطاع غزة اذا نفذت هجمات ارهابية»، من دون ان يوضح طبيعة الرد.

وتشير تفاصيل الحادث الى ان مسلحين فلسطينيين، قتلا اسرائيليا وزوجته قرب حاجز أبو هولي (كيسوفيم)، المعبر الرئيسي لمستوطني غزة بين القطاع واسرائيل. وقال ناطق عسكري إسرائيلي ان احد الفلسطينيين قتل بعد ذلك برصاص حراس مكلفين حماية مستوطنات اسرائيلية مجاورة بينما قتل الثاني خلال عمليات بحث قام بها جنود.

وكان هذان الفلسطينيان قد فتحا النار على قافلة من السيارات تنقل مدنيين اسرائيليين في طريقهم لزيارة مستوطنين في قطاع غزة.

والزوجان اللذان قتلا، دوف وراشيل كول، كانا قادمين من القدس، بينما جرح خمسة اسرائيليين آخرين برصاص الفلسطينيين.

وتوجه موكب من السيارات المزينة باللون البرتقالي الذي يرمز الى معارضة الانسحاب من غزة، من مستوطنة غاني تل الى القدس للمشاركة في مأتمهما.

وسلم الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين جثتي القتيلين. وقالت مصادر فلسطينية انهما يحيى طه، 22 عاما، من سكان رفح، وطارق ياسين، 21 عاما، من سكان حي الزيتون في مدينة غزة. وطه من اعضاء «سرايا القدس»، وياسين عضو في «كتائب شهداء الأقصى».

وأعلنت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، و«كتائب شهداء الأقصى» المنبثقة عن حركة «فتح» ولجان المقاومة الشعبية التي تضم عناصر سابقين من فتح، مسؤوليتها المشتركة عن الهجوم.

وأكدت هذه المجموعات في بيان ان «العملية الاستشهادية رد على اغتيال عدد من قادة سرايا القدس وكتائب الأقصى وكتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس».

ونعت حركة «فتح» في بيان «الشهيدين» منفذي الهجوم. ودانت «قصف قوات الاحتلال لمنازل المواطنين في غرب خان يونس، مما ألحق أضرارا جسيمة بها» صباح أمس اثر الهجوم. إلا ان الحركة أكدت «أهمية وضرورة تعزيز وحدة الأداء الوطني الفلسطيني نضاليا وسياسيا»، مشددة على ان «الرد على خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق التهدئة يكون من خلال الإجماع الوطني لما فيه مصلحة شعبنا». وبذلك يرتفع الى 4808 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر (ايلول) 2000، منهم 3733 فلسطينيا وألف إسرائيلي. وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي اثر الهجوم انه لن يسمح للفلسطينيين بعبور حاجز أبو هولي القريب من تجمع غوش قطيف الاستيطاني حتى إشعار آخر. وهذا يعني عزل خان يونس ورفح في الجنوب عن شمال القطاع. وأكد مصدر امني فلسطيني أن الجيش الإسرائيلي قسم قطاع غزة بإغلاقه حاجزي أبو هولي في دير البلح، والمطاحن شمال خان يونس على طريق صلاح الدين الذي يصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه.

وحمل وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، السلطة الفلسطينية مسؤولية الهجوم، وقال «لاحظنا خلال الأيام الأخيرة تحركا لقوى الأمن الفلسطينية للتصدي للمنظمات المتطرفة، لكن ذلك كان محدودا جدا وربما متأخرا جدا».

وأضاف ان «التعاون بين اسرائيل والولايات المتحدة ومصر بهدف تحقيق الانسحاب من قطاع غزة جيد، لكن لا يمكننا ان نقول الشيء نفسه عن السلطة الفلسطينية التي لا تفعل شيئا ضد الإرهاب، كما يشهد على ذلك هذا الهجوم بصورة مؤلمة».

واستبعد نائب رئيس الوزراء، شيمون بيريز، من جانبه احتمال تأجيل الانسحاب من غزة بعد الهجوم قائلا «ينبغي ألا نسمح للمتطرفين الفلسطينيين بتحديد جدول الانسحاب». ووقع الهجوم مع اختتام رايس زيارتها الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية. ودان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، شون ماكورماك الذي يرافق رايس، مقتل الزوجين الإسرائيليين معتبرا انه «عنف جنوني».