تعهد كل من الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول الدكتور جون قرنق بـ«تحقيق التنمية الشاملة في جنوب السودان»، بما يجعل السلام السوداني ثابتا ودائما. وعقدت الحكومة السودانية جلسة تاريخية امس في منطقة «فلج» الغنية بالنفط في جنوب السودان، تعتبر الاولى من نوعها في تاريخ البلاد.
وقال الرئيس السوداني ان انعقاد جلسة مجلس الوزراء امس بمدينة «فلج» بولاية اعالي النيل يمثل احتفالاً بالسلام والتنمية الحقيقية في جنوب السودان، قبل ان يبشر جماهير اعلى النيل بـ «استمرار مسيرة التنمية والبناء واعادة الاعمار وتوفير الخدمات الضرورية مثل الصحة والتعليم والمياه والكهرباء».
وقال البشير إن العمل في الجنوب سيكرس للتنمية بعد أن تم السلام، واضاف: تعاهدنا أن لا حرب في الجنوب وان العمل سيكون تنمية فقط، ودعا الرئيس السوداني الحركة الشعبية إلى التعاون والعمل ضمن اطار الشراكة، وقال «كما تحاربنا بعنف نريد أن نتعاون بقوة» وحيا الشركات السودانية والاجنبية العاملة في المجال النفطي بالسودان. وجدد البشير عزم الحكومة علي تنمية واعادة تعمير الجنوب وتعويض مواطني الجنوب عن سنوات الاقتتال والحرب، وقال ان السلام سيسهم في تسريع عمليات التنمية بالجنوب وكافة أرجاء السودان. من ناحيته، قال الدكتور جون قرنق النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب ان السلام الذي تحقق سيكون سلاماً دائماً، وأن الهم الأساسي هو إحداث التنمية واعادة الاعمار. وجدد قرنق الذي بدأ زيارة اولى له الى جنوب السودان بعد تنصيبه نائبا اول للرئيس السوداني ورئيسا لحكومة الجنوب استعداد الحركة الشعبية للتعاون الجاد مع شريكه المؤتمر الوطني من اجل بناء السودان، ووصف ما تم من تنمية في منطقة فلج بانه عمل ضخم ومثال للجدية والجهد المبذول من اجل التنمية. وقال ان جلسة مجلس الوزراء في منطقة «فلج» تعتبر اشارة للشعب السوداني بان السلام قد اعطى ثماره، قبل ان يؤكد انه حرص على الحضور والمشاركة في هذه الجلسة المهمة على الرغم من مسؤولياته الكبيرة برومبيك.
من جانبه، قال وزير الطاقة والتعدين السوداني الدكتور عوض الجاز أمام الجلسة ان الخريطة الجيولوجية تؤشر الى ان معظم اطراف السودان تضم حقولا نفطية، وذكر انه بنهاية العام ستكون هناك أربعة خطوط رئيسية لنقل خام البترول السوداني مع وجود خطين لنقل مشتقات البترول. وقال ان هناك اربع مصاف تعمل الآن وهي مصفاة الخرطوم بطاقة 62 الف برميل في اليوم سترتفع الى 100 الف برميل بنهاية العام الحالي ومصفاة بورتسودان بطاقة 25 الف برميل في اليوم ومصفاة الابيض بطاقة 15 الف برميل يوميا ومصفاة ابو جابرة بطاقة الفي برميل يوميا.
وقال الجاز ان وزارته سعت الى تدريب الكوادر الوطنية في كافة مجالات صناعة النفط وتم انشاء معاصر ومراكز متخصصة منها مجمع الانقاذ النفطي والمركز النفطي الفني ومركز المعلومات النفطية ومختبرات النفط المركزية ومركز المسوحات الأولية.
وقال ان وزارة الطاقة حرصت علي تقديم خدمات اجتماعية في كافة المناطق والحقول النفطية ومنها خدمات الصحة والتعليم وانشاء الطرق المعبدة وتوفير الكهرباء والمياه، وأضاف ان تكلفة حقل فلج النفطي المسمي بالحقل (3،7) والذي يبدأ من منطقة عداريل (حوالي 30 كيلومترا جنوب فلج) بلغت 272.2 مليار دولار أميركي وأن حجم العمالة في الحقل تصل الى عشرة الاف عامل منهم 740 سودانيا».