المغرب يمنع للمرة السابعة ناشطين مساندين للبوليساريو من دخول المحافظات الصحراوية

مسؤولة في الحزب الاشتراكي الحاكم تقول إن توالي البعثات الإسبانية يسبب إحراجا للرباط

TT

منعت السلطات المغربية أمس في مدينة العيون، العاصمة الإدارية للصحراء، مجموعة من الناشطين الإسبان المساندين لجبهة البوليساريو الانفصالية من الدخول الى أراضيه. وأتت المجموعة من مدينة لاس بالماس (جزر الكناري) وتضم حسب المنظمين نوابا من البرلمان المحلي وفاعلين جمعويين ومن وصفوهم بأساتذة جامعيين. وكانت «الشرق الأوسط» قد توقعت أمس أن تعامل السلطات المغربية الوافدين الجدد عنوة لأراضيها، بمثل ما عاملت المجموعات الأخرى وعددها ست، حاولت القيام في المحافظات الصحراوية بما سمته التحقيق في أوضاع حقوق الإنسان بها، اعتقادا منها ان السلطات المغربية عاملت بقسوة أحداث الشغب الأخيرة التي وقعت في العيون أواخر شهر مايو (أيار) الماضي. وذكرت وكالة «ايفي» الإسبانية، استنادا الى مصادر من البعثة، ان سلطات مطار العيون رفضت مغادرة الطائرة للعناصر الثمانية التي تتكون منهم المجموعة الكانارية، لكنها في المقابل سمحت لباقي ركاب الطائرة القادمة من لاس بالماس بالنزول، وكان بينهم إسبان ومغاربة.

وأضافت الوكالة الأسبانية أن عضوا في برلمان كنارياس، يوجد ضمن البعثة، طلب استفسارات من السلطات الأمنية لمعرفة الأسباب التي جعلتهم يمنعونهم من دخول الأراضي الصحراوية، لكنه حسب المصدر المذكور لم يتلق إي جواب.

يذكر أن مسلسل الوفود الإسبانية المتوجهة نحو الصحراء تكرر في الأسابيع الماضية، بشكل يثير الاستغراب، فمع إصرار السلطات المغربية منذ البداية على التعامل بحزم وصرامة مع مجموعات تصرح بعدائها للمغرب ولوحدته الترابية، وترفض طلب تأشيرة الدخول، فانه بمجرد ما ترد جماعة على أعقابها حتى تنطلق من منطقة إسبانية أخرى رحلة مماثلة. ويلاحظ أن الناشطين الإسبان المساندين للبوليساريو، يتحركون من وحي قناعات تصنيفية جاهزة للمغرب، ترسخت في أذهانهم منذ سنوات، يصعب تخليهم عنها، غير مبالين بالتطور الديمقراطي في المغرب. واستغل اليمين الاسباني المعارض إقدام تلك المجموعات على إزعاج المغرب وإحراجه، فصبوا الزيت على النار، وألقوا بظلال خلافاتهم (اليمين) مع الحكومة الاشتراكية الحالية على خلفية نزاع الصحراء، التي تحولت عند اليمين واليسار المتطرف في إسبانيا الى قضية قومية.

الى ذلك جددت ترينداد خيمنث، مسؤولة العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، موقف حزبها من نزاع الصحراء وقالت انه لم يتغير، معربة عن قناعتها بضرورة وجود طريق سلمية لحل النزاع والذي يجب ان يراعي مصالح هذا الطرف وذاك، مبرزة أن الحكومة الإسبانية ليست طرفا في النزاع، ومسؤولية بلادها التاريخية، تكمن في نظرها في المساعدة على التوصل الى اتفاق سلمي.

ولاحظت خيمنث وهي ترد على الحزب الشعبي أن رئيس الحكومة السابقة، خوسي ماريا أثنار، لم ينجز شيئا غير الخطب البلاغية، وانه لم يستقبل مسؤولي البوليساريو عندما كان رئيسا للحكومة، بينما فعل العكس الحزب الاشتراكي، الذي اوفد مسؤولين الى تندوف في الجزائر للاتصال بجبهة البوليساريو.

واعترفت خيمنث بأن توالي سفر المجموعات الإسبانية الى المحافظات الصحراوية يسبب إحراجا ووضعية صعبة للمغرب، موضحة ان الحكومة عبرت عن احتجاجها، لكن ليس في مقدورها ولا نيتها فرض مواقف على حكومة المغرب، موضحة ان حكومة بلادها تعمل في اتجاه قيام بعثة برلمانية رسمية بزيارة المناطق الصحراوية للقيام بنفس المهمة، أي معاينة الأوضاع هناك.