مصادر أمنية مصرية: أصابع الاتهام في تفجيرات شرم الشيخ تشير إلى مجموعة طابا و«القاعدة»

السيارتان المفخختان تحملان أرقام جمرك طابا.. والسلطات تعتقل 200 على ذمة التحقيقات

TT

كشفت مصادر أمنية مصرية لـ«الشرق الأوسط» ان التحقيقات المكثفة التي تجريها أجهزة الأمن تشير حتى الآن إلى تورط مجموعة محلية من بدو سيناء في تفجيرات شرم الشيخ أول أمس، مضيفا إلى أن هذه المجموعة ترتبط ارتباطا وثيقا بالمجموعة التي نفذت تفجيرات طابا في شهر أكتوبر (تشرين الاول) الماضي، مشيرا إلى ان المعلومات المتاحة ترجح تورط محمد أحمد صالح فليفل الهارب من مجموعة طابا في التفجيرات.

وقالت المصادر إن مجموعة محلية مكونة من خمسة أفراد يقودها فليفل ربما نفذت الحادث بعد التخطيط له وإعداد المتفجرات داخل إحدى المغارات الجبلية المجاورة لشرم الشيخ.

ووفقا لمعلومات «الشرق الأوسط» فإن المتفجرات المستخدمة في الهجمات الإرهابية الثلاث هي من مخلفات الحروب السابقة في سيناء. وأشارت المصادر إلى ان العبوة المستخدمة في تفجير فندق غزالة غاردنز بلغت زنتها نحو 350 كيلوغراما مما يفسر الدمار الكبير الذي أحدثته وتحويل الفندق إلى أنقاض، فيما بلغت زنة المتفجرات المستخدمة في السيارة الثانية لتفجير السوق القديم بشرم الشيخ نحو60 كيلوغراما من مواد شديدة الانفجار وبلغ وزن العبوة المستخدمة في منطقة «اكلاج» نحو 25 كيلوغراما، وهي أقل العبوات تأثيرا في مساحة الانفجار وعدد الضحايا.

ورغم أن المعلومات الأمنية ترجح فرضية مجموعة محلية من سيناء فإن الشرطة لم تستبعد بعد فرضية مسؤولية «القاعدة» بشكل مباشر أو غير مباشر في التفجيرات، خاصة بعد أن أثبتت التحقيقات ان السيارتين المفخختين غير مسجلتين في مصر وانهما تحملان لوحات جمرك طابا مما يعني دخولهما من خارج مصر. لكن المصادر الأمنية ترى أنه لا يمكن الحكم بشكل نهائي إلا بعد انتهاء المعمل الجنائي من فحص حطام السيارات بالكامل لتحديد هويتها وهوية أصحابها. وواصلت قوات الأمن المصرية حملات المداهمة داخل سيناء على منازل المشتبه فيهم وفي المغارات الجبلية التي تحيط بشرم الشيخ، حيث تم توقيف نحو 200 شخص قالت السلطات إنه يجري التحقيق معهم لمعرفة علاقتهم بالتفجيرات من عدمه.

وأعلن النائب العام المصري ماهر عبد الواحد أن النيابة العامة ونيابة أمن الدولة انتهت من معاينة أماكن التفجيرات وسؤال المصابين ممن سمحت حالتهم الطبية بذلك، إضافة إلى سؤال عشرة مصابين في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة.

وأوضح أنه تم التعرف خلال الساعات الماضية على هوية 16 جثة لمصريين من بين 34 جثة مجهولة الهوية، مشيرا إلى أن النيابة استمعت إلى عدد كبير من أصحاب المحلات والعاملين بفندق غزالة وشهود العيان وقال، ان أجهزة الأمن تكثف جهودها للتوصل إلى مرتكبي الحادث وتقديمهم للعدالة. وذكر وزير الصحة المصري عوض تاج الدين أن مجمل ضحايا تفجيرات شرم الشيخ بلغ 64 حالة وفاة من بينهم سبعة من الأجانب إضافة إلى 124 مصابا خرج منهم 12 مصابا بعد تلقيهم العلاج. وأوضح وزير الصحة أنه سيتم استخدام الحامض النووي لمعرفة باقي جثث الضحايا، مشيرا إلى أن سرعة الإجراءات الطبية في الاسعاف والنقل إلى المستشفيات أدت إلى تقليل عدد الضحايا.

سياسيا عقد مجلس الوزراء المصري اجتماعا طارئا أمس لبحث تداعيات التفجيرات، وأكد رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف أن مصر لن تسمح للإرهاب بوقف مسيرة التنمية أو ثنيها عن مواقفها المبدئية تجاه تحقيق السلام في المنطقة مؤكدا ان الحادث استهدف المصريين بشكل عام والاقتصاد المصري بشكل خاص.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء مجدي راضي انه تم استعراض الإجراءات الصحية والأمنية التي تم اتخاذها فور الحادث، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية تعمل لجمع الأدلة والخيوط المتوافرة لتحديد دقيق لهوية مرتكبي الحادث.

كما تقوم وزارة الداخلية بوضع إجراءات جديدة محكمة ووقائية في شرم الشيخ والمناطق السياحية الأخرى تحسبا للمستقبل، كما استعرض مجلس الوزراء تأثير الحادث على حركة السياحة الأجنبية لمصر وإجراءات انعاشها.