الشرطة تعتقل في برمنغهام صومالياً من منفذي تفجيرات لندن.. وتوقف 5 آخرين بموجب قانون الإرهاب

التحقيق يركز على شقة يعتقد أن المشبوهين عادوا إليها بعد يوم على تنفيذهم التفجيرات

TT

اعتقلت الشرطة البريطانية صباح امس واحدا ممن تشتبه في انهم نفذوا التفجيرات الفاشلة في 21 يوليو (تموز) في لندن. كما اوقفت 5 أشخاص آخرين على الاقل بموجب قانون مكافحة الارهاب. ومن ناحية اخرى، يركز المحققون على شقة في شمال لندن يعتقد ان المشتبه فيهم الاربعة عادوا اليها بعد يوم على تنفيذهم الاعتداءات الفاشلة.

وقالت الشرطة انها اعتقلت صباح امس رجلاً لصلته بتفجيرات 21 يوليو، دون ان تكشف هويته، الا ان محطة «سكاي» التلفزيونية حددته بانه ياسين حسن عمر الذي حاول تفجير عبوة في محطة ميترو وارن ستريت.

واعلنت الشرطة انها اعتقلت الرجل في برمنغهام (شمال انجلترا) ثم ارسلته فوراً الى لندن (يعتقد الى مركز الشرطة في بادنغتون شديد الحراسة) لاستجوابه. وقد اعتقل الرجل على الساعة الرابعة والنصف صباحاً في شارع هيبرنيس في حي هاي ميلز وقد حاول على ما يبدو مقاومة رجال الشرطة لدى اعتقاله في هذا الحي الذي تعيش فيه جالية مهاجرة كبيرة. وقالت الشرطة انها عثرت خلال عملية الاعتقال على عبوة مريبة. وقد استخدمت الشرطة سلاحا يسبب الصدمة لاعتقال الرجل.

وبعد قليل على اعتقال ياسين حسن، قامت الشرطة بحملة اعتقالات اخرى في برمنغهام ايضا، التي تعد ثاني اكبر مدن بريطانيا بعد لندن. واوضح متحدث باسم الشرطة ان هذه الحملة طالت ثلاثة رجال يقطنون في بانكدل رود في حي واشوود هيث، مضيفاً ان الرجال الثلاثة نقلوا الى مكان آخر في برمنغهام لاستجوابهم على حدة. واكد المتحدث باسم سكوتلنديارد ان «هذه الحملات تأتي في اطار الاحداث التي شهدتها لندن في 21 يوليو (تموز) الجاري».

وكانت الشرطة كشفت اول من امس عن هوية ياسين حسن عمر، 24 سنة، باعتباره الشخص الذي حاول تفجير شحنة في محطة مترو وارن ستريت، ومختار سعيد ابراهيم (او مختار محمد سعيد)، 27 سنة، باعتباره الشخص الذي حاول تفجير شحنة في الحافلة رقم 26 في شرق لندن.

وفي عملية منفصلة، اعتقلت الشرطة صباح امس رجلا كان يستعد للتوجه جوا الى مدينة نيم بفرنسا من مطار لوتن، شمال لندن، ثم افرجت عنه لاحقا. وقالت الشرطة في بيان، انها اعتقلت الرجل الذي كان يستعد للسفر مع شركة «رين اير» الجوية، بموجب قانون مكافحة الارهاب. واوضحت انه «تم تأخير اقلاع الطائرة لإتاحة الوقت للشرطة للقيام بعمليات التفتيش والمراقبة». ويعتقد ان عملية الاعتقال تمت خلال انذار امني اعلن في المطار الواقع على بعد 50 كلم شمال لندن. وبسبب حالة الانذار تلك، اعلنت الشرطة انه تم تحويل رحلات لفترة غير محددة الى مطارات اخرى. ولاحقا، قالت الشرطة ان الرجل كان متعاونا جدا وأفرج عنه. يشار الى ان حالات الانذار في بريطانيا اصبحت تتكرر منذ اعتداءات 7 و21 يوليو.

وفي حملة منفصلة اعتقلت شرطة لينكونشير (شمال شرقي انجلترا) مساء اول من امس رجلين آخرين في قطار متوجه من نيوكاسل الى محطة كينغز كروس في لندن بدون ان توضح ما اذا كان اعتقالهما مرتبطا باعتداءات لندن.

ومساء اول من امس، اشار رئيس سكوتلنديارد ايان بلير الى ان التحقيق في اعتداءات لندن «يتقدم بسرعة مذهلة» وقال بفخر «اننا نقوم بعمل ممتاز». الا انه اشار الى ان قوات الشرطة في سباق حقيقي مع الزمن للعثور على منفذي تفجيرات 21 يوليو (نفذها اربعة اشخاص) التي استهدفت مثل تلك التي وقعت في السابع من الشهر نفسه ثلاث عربات مترو وحافلة من طابقين. لكن وخلافا لتفجيرات السابع من يوليو التي سقط فيها 56 قتيلا و700 جريح لم تنفجر القنابل ولم توقع إصابات.

وتركزت عملية «ايثرا»، وهو الاسم الحركي الذي اطلقته سكوتلنديارد على التحقيق في هذه الاعتداءات الفاشلة، على شقة في شمال لندن كانت على ما يبدو نقطة التقاء الهاربين. وعثر بالقرب من الشقة، التي كان يسكنها مختار سعيد ابراهيم، على سيارة احد الرجال الاربعة الملاحقين. ومنذ مساء الاثنين تقوم الاجهزة الخاصة للشرطة البريطانية بعملية تفتيش دقيقة للشقة رقم 58 في بناية كورتيس هاوس الواقعة في حي نيو ساوثغيت.

وظهرت معلومات جديدة عن الرجلين اللذين كشفت الشرطة هويتيهما باعتبارهما شاركا في التفجيرات الفاشلة. فمختار سعيد ابراهيم يقيم منذ 1992 في بريطانيا التي وصل اليها وهو في الرابعة عشرة قادما من اريتريا ويحمل جواز سفر بريطانيا منذ عشرة اشهر. وعلمت «الشرق الاوسط» من مصادر اريترية ان مختار تحول الى التطرف الديني بعد ان سجن خلال العامين الماضيين في بريطانيا بتهم غير مرتبطة بالعنف الديني. وقال شخص تعامل عن قرب مع الرجل: «كان يشعر بالمرارة الشديدة للحكم عليه بخمس سنوات. لم يصبح نفس الشخص بعد ذلك».

أما ياسين حسن عمر وهو صومالي فوصل الى بريطانيا عام 1992 وكان في الحادية عشرة وحمل تصريح اقامة غير محدد المدة منذ عام 2000. والاهم من ذلك في نظر المحققين هو ان ثلاثة من الرجال الاربعة عادوا وفقا للشهود الى مكان التقائهم في شمال لندن بعد التفجيرات.

وعثرت الشرطة في الشقة التي فتشتها مساء اول من امس في شمال لندن على آثار متفجرات ومواد كيميائية وكذلك في مرآب تابع للبناية. وتثير هذه المعلومات قلقا شديدا للشرطة. وقال ايان بلير مساء اول من امس: «إنهم ما زالوا قادرين على القتل من جديد ولديهم ما يلزم لذلك من معدات وعلينا العثور عليهم».

وتتحقق الشرطة مما قالته سيدة مقيمة في شمال لندن من ان واحدا على الاقل من المشتبه فيهم يحتمل ان يكون قد عاد الى الشقة بعد يوم من محاولات التفجير. وقالت تانيا رايت لصحيفة «الصن»: «رأيتهم عصر يوم الجمعة وحينما لمحوني اصفرت وجوههم كمن رأى شبحا. كان معي كلبي. اعتقد انهم ظنوا انني شرطية». وقال مصدر من الشرطة رفض الكشف عن هويته ان المعلومات قد تكون «باعثة على الاهتمام الشديد» ولكن الضباط لم يتأكدوا بعد من اقوال الشاهدة.